متابعات -السابعة الإخبارية
الشاي الأخضر..يشهد الشاي الأخضر شعبية متزايدة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يزعم البعض أنه “أوزمبيك طبيعي” يساعد على إنقاص الوزن.
ولكن هل هذه الادعاءات تستند إلى حقائق علمية؟ في هذا التقرير، نستعرض دور الشاي الأخضر في فقدان الوزن مقارنةً بعقار أوزمبيك المخصص لعلاج مرض السكري والذي أظهرت الدراسات فاعليته الكبيرة في إنقاص الوزن.
الشاي الأخضر
وفقًا لتقرير نشرته داني بلوم في صحيفة نيويورك تايمز، يشهد الشاي الأخضر رواجًا على تيك توك، حيث ينصح البعض بشرب ما يصل إلى خمسة أكواب يوميًا لتعزيز فقدان الوزن. يُعتقد أن الشاي الأخضر قد يعزز إنتاج هرمون “GLP-1” الذي يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم والشعور بالشبع.
ومع ذلك، تؤكد د. جيوتسنا غوش، طبيبة طب السمنة في جامعة جونز هوبكنز، أن الأدلة على تأثير الشاي الأخضر في فقدان الوزن ليست قوية.
رغم بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات التي أظهرت أن مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يخفض مستويات السكر في الدم، إلا أن الأبحاث على البشر كانت قليلة وغير حاسمة.
كيف يعمل أوزمبيك؟
ينتمي عقار أوزمبيك إلى فئة من الأدوية تسمى “ناهضات GLP-1″، التي تحاكي عمل هرمون GLP-1 في الجسم.
هذا الهرمون يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم ويعزز الشعور بالشبع، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
وتشير الدراسات إلى أن تناول أوزمبيك يمكن أن يؤدي إلى فقدان ما بين 5% إلى 20% من الوزن خلال عدة أشهر، مما يجعله فعالًا جدًا مقارنةً بالشاي الأخضر.
على عكس الشاي الأخضر، يبقى أوزمبيك في الجسم لأيام ويعمل بفاعلية أكبر على كبح الشهية، مما يجعله خيارًا قويًا للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السكري من النوع الثاني.
تأثير الشاي الأخضر على الوزن
قد يعزز الشاي الأخضر عملية التمثيل الغذائي بفضل محتواه من الكافيين والبوليفينولات، التي تعتبر مضادات أكسدة تساهم في تقليل امتصاص الدهون وحماية الخلايا.
ولكن التجارب البشرية لم تكن حاسمة، وأظهرت دراسات عدة أن الأشخاص الذين يتناولون مستخلص الشاي الأخضر قد يفقدون كميات صغيرة من الوزن، غالبًا أقل من 4 أرطال (حوالي 1.8 كغم) على مدى عدة أشهر.
يقول روب فان دام، أستاذ التغذية في جامعة جورج واشنطن، إنه من غير المتوقع أن يقدم الشاي الأخضر نفس التأثيرات الكبيرة التي يمكن تحقيقها باستخدام أدوية مثل أوزمبيك.
عوامل أخرى تؤثر في فقدان الوزن
تشير خبيرة التغذية جوليا زومبانو من عيادة كليفلاند إلى أن التركيز على مشروب واحد مثل الشاي الأخضر لا يأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى المهمة لفقدان الوزن، مثل النظام الغذائي الشامل، النشاط البدني، الجينات، والإجهاد.
ففقدان الوزن عملية معقدة تتطلب تغييرات في نمط الحياة بالكامل، وليس الاعتماد على عنصر غذائي أو مشروب معين.
مقارنة غير عادلة
بالنظر إلى الأبحاث والدراسات، فإن الشاي الأخضر لا يمكن أن يضاهي فاعلية أوزمبيك في إنقاص الوزن.
في حين أن الشاي الأخضر قد يقدم بعض الفوائد الصحية البسيطة، فإن الاعتماد عليه كمصدر رئيسي لفقدان الوزن هو أمر مبالغ فيه وغير مدعوم بالأدلة الكافية.
من ناحية أخرى، أثبت أوزمبيك فاعليته العلمية في هذا المجال، مما يجعله خيارًا أفضل لمن يعانون من السمنة أو يرغبون في تحسين صحتهم الأيضية.
بينما يمكن للشاي الأخضر أن يكون إضافة صحية إلى نظامك الغذائي، فإنه لا يُعد بديلاً للأدوية الفعالة مثل أوزمبيك. وللحصول على نتائج ملموسة ومستدامة في إنقاص الوزن، يجب دائمًا النظر في الخيارات العلاجية الشاملة والمتكاملة التي تشمل تغييرات في نمط الحياة، بدلاً من الاعتماد على مكملات أو مشروبات بعينها.