متابعات- السابعة الإخبارية
توصلت دراسة إلى أن مادة كيميائية شائعة الاستخدام في التنظيف الجاف للملابس قد تغذي ظهور حالة الدماغ الأسرع نموا في العالم، مرض باركنسون.
استخدم ثلاثي كلورو إيثيلين (TCE)، على مدار المائة عام الماضية، لإزالة الكافيين من القهوة، وإزالة الشحوم المعدنية، والتنظيف الجاف للملابس.
ورغم حظره من قبل الصناعات الغذائية والأدوية منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أنه ما يزال يستخدم في العديد من المنتجات المنزلية، مثل مناديل التنظيف ومنتجات تنظيف الهباء الجوي ومزيلات الطلاء ومنظفات السجاد ومزيلات البقع، وغيرها.
وربطت مراجعة للبحوث الحالية المادة الكيميائية بمرض باركنسون على خلفية سنوات من الأدلة المتزايدة.
وشرح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور راي دورسي، من جامعة روتشستر بنيويورك: “منذ أكثر من قرن هدد ثلاثي كلورو إيثيلين العمال، ولوث الهواء الذي نتنفسه بالخارج والداخل، ولوث الماء الذي نشربه”.
وفي حين انخفض الاستخدام المنزلي منذ السبعينيات، إلا أن ثلاثي كلورو إيثيلين ما يزال يستخدم لإزالة الشحوم من المعادن والتنظيف الجاف في الولايات المتحدة.
ووجدت دراسة عالمية تعود لعام 2013 أن المادة الكيميائية زادت من خطر الإصابة بالحالة العصبية ستة أضعاف.
ويقول الدكتور دورسي وزملاؤه إن المادة الكيميائية السامة قد تغذي أعدادا متزايدة من حالات الإصابة بمرض باركنسون في جميع أنحاء العالم، والتي تقدر الآن بنحو 6 ملايين إصابة بهذا المرض.
وتم التلميح إلى العلاقة بين ثلاثي كلورو إيثيلين ومرض باركينسون لأول مرة في دراسات الحالة منذ أكثر من 50 عاما. وفي السنوات الفاصلة، أظهرت الأبحاث التي أُجريت على الفئران والجرذان أن ثلاثي كلورو إيثيلين (TCE) يدخل بسهولة إلى المخ وأنسجة الجسم ويؤدي بجرعات عالية إلى إتلاف الأجزاء المنتجة للطاقة في الخلايا المعروفة باسم الميتوكوندريا.
وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، تسبب ثلاثي كلورو إيثيلين في خسارة انتقائية للخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، وهي السمة المميزة لمرض باركنسون في البشر.
ويمكن أن تلوث المادة الكيميائية التربة والمياه الجوفية، أو تتبخر وتدخل بسهولة منازل الناس والمدارس وأماكن العمل، غالبا دون أن يتم اكتشافها.
وتتطلب مستويات ثلاثي كلورو إيثيلين في المياه الجوفية ومياه الشرب والتربة والهواء الخارجي والداخلي رصدا دقيقا لتجنب المخاطر، ويجب مشاركة هذه المعلومات مع أولئك الذين يعيشون ويعملون بالقرب من المواقع الملوثة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الخبراء يدعون إلى إنهاء استخدام هذه المواد الكيميائية بشكل نهائي.
وتشير أبحاث سابقة إلى وجود فترة تأخير تصل إلى 40 عاما بين التعرض لمستويات ثلاثي كلورو إيثيلين وظهور مرض باركنسون.
نشرت النتائج في مجلة مرض باركنسون. وشارك في الدراسة فريق من الخبراء من هولندا ونيويورك وكاليفورنيا وألاباما.
يشار إلى أن باركنسون، أو الشلل الرعّاش، هو مرض يصيب المرء تدريجيا إذ يتسبب في تلف الخلايا العصبية في العقد القاعدية أو موتها، ما يقلل من مستويات مادة كيميائية في الدماغ تسمى الدوبامين والتي تعد حيوية للسيطرة على حركة الجسم. ومرض باركنسون هو الاضطراب العصبي الأسرع نموا في العالم مع معدلات وفيات وإعاقات يفوق أي حالة أخرى.