الإمارات – السابعة الإخبارية
شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته لعام 2025 عرضًا نادرًا واستثنائيًا لمجموعة من الكتب والمخطوطات والخرائط والمجلات القديمة، التي وثّقت قرونًا من التاريخ العربي والعالمي، وجذبت عشاق التراث والمعرفة من داخل الدولة وخارجها.
نوادر ثمينة تعرض لأول مرة
من بين أبرز المشاركين في المعرض، قدّمت شركة اقتناء للكتب والمخطوطات النادرة ألبومات فريدة تحتوي على أقدم صور لشيوخ دبي والشارقة، وخرائط تعود إلى القرن الـ15، منها خريطة لشبه الجزيرة العربية تعود لعام 1482، ونسخ نادرة لكتب ابن سينا، أبرزها الطبعة الأولى من القانون في الطب عام 1522، بالإضافة إلى مخطوطة عمرها 300 عام للكتاب ذاته.
وتضمنت المعروضات أيضًا طبعات قديمة من كتاب ألف ليلة وليلة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وقال محمد آصف، مؤسس “اقتناء”، في تصريح لـ«وام»: “يتجاوز عدد معروضاتنا 300 قطعة، وأسعارها تبدأ من 500 درهم وتصل إلى 3 ملايين درهم. الإقبال الأكبر من المتاحف والمؤسسات الثقافية وبعض الهواة”.
من جهة أخرى، شاركت دار “زرزورة” للكتب النادرة من دبي، بعرض مجموعة استثنائية من الطبعات الأولى للكتب الكلاسيكية، مثل The Jungle Book، وأول روايات جيمس بوند من عام 1960، ونسخ من هاري بوتر تعود لعام 2000.
وصرّح أليكس وارين، مؤسس الدار: “نركز على الكتب الموقّعة من المؤلفين، والتي يرجع تاريخها لما بين أربعينيات وسبعينيات القرن الماضي. بعض الكتب تصل قيمتها إلى 100 ألف درهم حسب ندرتها”.
وتعرض “زرزورة” أيضًا خرائط ورسومات تاريخية لمكة والخيل العربي ومنطقة الخليج تعود لعام 1790، وكتب في تاريخ العرب والخليج.
البحرين حاضرة بمخطوطات القرن السادس عشر
من مملكة البحرين، شارك أنور منصور الحريري بمجموعة مميزة من الكتب العربية التي طبعت في أوروبا، منها مختصر تاريخ الدول لابن العبري (طُبع عام 1663)، وأخبار مكة، والمسالك والممالك، والبردة المطبوع بالنمسا بثلاث لغات عام 1860.
كما عرض الحريري مجلات إماراتية قديمة من خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ونسخة نادرة من تقرير لمجلة meed البريطانية عن الإمارات عام 1974.
وأكد أن المعروضات تشهد إقبالًا كبيرًا: “العديد من الكتب نفدت من الأرفف نتيجة إقبال الزوار المتزايد، خصوصًا على النسخ النادرة المطبوعة في أوروبا”.
تمثل هذه المشاركات في معرض أبوظبي للكتاب دلالة قوية على حرص دور النشر والمهتمين بالتراث على الحفاظ على التاريخ الثقافي العربي والإسلامي، إلى جانب تسليط الضوء على العلاقات التاريخية بين الشرق والغرب من خلال طبعات نادرة لكتب عربية طبعت في العواصم الأوروبية.
ويستمر المعرض حتى نهاية الأسبوع، وسط حضور مكثف من المثقفين والباحثين والقراء من مختلف الجنسيات، الذين يتوافدون لاكتشاف هذه الكنوز المعرفية النادرة.