أمريكا – السابعة الإخبارية
آبل.. في خطوة طال انتظارها، تستعد شركة «آبل» الأميركية لدخول سوق الهواتف القابلة للطي، بعد سنوات من الترقب والتكهنات، بطرح أول جهاز من هذا النوع خلال العام المقبل.
ويبدو أن الشركة تسعى لإعادة رسم ملامح المنافسة في هذا السوق المتنامي، من خلال جهاز يتمتع بتصميم مبتكر ومواصفات فائقة، إضافة إلى تسعير مفاجئ مقارنة بمنافسيها، وعلى رأسهم سامسونج.
آبل.. تصميم غير مسبوق مستوحى من الكتب
بحسب مذكرة حديثة صادرة عن شركة الاستثمار العالمية «يو بي إس»، فإن هاتف آبل الجديد القابل للطي سيعتمد على تصميم يشبه فتح كتاب، على غرار ما قدمته سامسونج في سلسلة Galaxy Z Fold، ولكن مع لمسة تصميمية تُميزه.
ورغم أن التفاصيل الدقيقة للتصميم لم تُكشف بعد، إلا أن المذكرة تؤكد أن الجهاز سيأتي بشاشة داخلية قابلة للطي بقياس 7 بوصات، مع الحفاظ على خطوطه التصميمية من حيث البساطة والفخامة.
وتُعد هذه الخطوة هي الأولى من نوعها للشركة في عالم الأجهزة القابلة للطي، وهو قطاع ظلّت تراقبه بحذر لفترة طويلة، حتى نضجت فيه التكنولوجيا واستقرت سلاسل الإمداد، مما سمح لها بالتحرك بثقة أكبر.

كفاءة إنتاجية وسعر منافس
تشير بيانات «يو بي إس» إلى أن تكلفة إنتاج مكونات الهاتف الجديد قد تبلغ حوالي 759 دولارًا أميركيًا، وهي أقل بنسبة 4% مقارنة بتكلفة نظيره من سامسونج، والتي تُقدر بـ 790 دولارًا.
ويرجع الفارق في التكلفة إلى تحكم آبل الدقيق في تكاليف وحدات الذاكرة والمعالجات والكاميرات، مما يمنحها هامش ربح جيد وخيارات مرنة في تسعير الجهاز.
وعلى عكس التوقعات الأولية التي قدّرت سعر الهاتف القابل للطي ما بين 2000 و2400 دولار، تشير التقديرات الجديدة إلى أن السعر سيتراوح بين 1800 و2000 دولار، مما يجعله أقرب إلى المنافسة الحقيقية في السوق بدلًا من البقاء في فئة المنتجات الفاخرة محدودة الانتشار.
إنتاج ضخم لطرح أولي
واحدة من أبرز المفاجآت في خطة الشركة، بحسب المذكرة، هي نيتها طرح ما بين 10 و15 مليون وحدة من الهاتف القابل للطي في الدفعة الأولى. هذا الرقم الكبير يُظهر ثقة آبل في منتجها الجديد، وفي قابليته للنجاح والانتشار على نطاق واسع.
ومن المتوقع أن تصل هوامش الربح على هذا الهاتف إلى نحو 58%، مما يضعه في مرتبة متقدمة من حيث الجدوى التجارية، ويمنح آبل دفعة قوية لتعزيز أرباحها في ظل تباطؤ مبيعات الإصدارات التقليدية من آيفون.

سلسلة توريد قوية ومتكاملة
فيما يخص الشركاء والموردين، ستعتمد آبل في البداية على شركة سامسونج ديسبلاي لتوريد الشاشات الداخلية من نوع OLED، في مشهد يعكس التعاون رغم التنافس بين الشركتين. ومن المقرر أن تنضم شركة LG Display لاحقًا لدعم الإنتاج مع ازدياد الطلب.
أما المفصلات وهياكل التيتانيوم الدقيقة، فستُوردها شركات مثل Lens Technology وAmphenol، في حين ستتولى شركة فوكسكون عمليات التجميع الرئيسية، بمشاركة ثانوية من شركة لوكسشير.
هذه المنظومة المتكاملة من الموردين تُمكن الشركة من ضمان جودة التصنيع والالتزام بالجداول الزمنية للإنتاج، وهو ما اعتادت عليه في إدارة عملياتها العملاقة عالميًا.
تأثير استراتيجي على سوق الهواتف القابلة للطي
رغم دخولها المتأخر نسبيًا إلى قطاع الهواتف القابلة للطي، إلا أن دخول آبل من شأنه أن يُعيد تشكيل السوق بشكل كبير. ويُتوقع أن يدفع ذلك الشركات المنافسة، مثل سامسونج وهواوي، إلى تقديم ابتكارات جديدة أو مراجعة أسعارها للبقاء ضمن دائرة المنافسة.
وترى مذكرة «يو بي إس» أن دخول آبل سيُعزز من نضج هذا القطاع ويزيد من حجم السوق الكلي، خاصة مع تحسن موثوقية تقنيات الطي وتجاوز معظم مشاكل الشاشات والمفصلات التي كانت تؤرق المستخدمين في الإصدارات الأولى من الأجهزة القابلة للطي.

فصل جديد من الابتكار يبدأ
مع اقتراب موعد الكشف الرسمي عن الهاتف القابل للطي، يدخل عالم الهواتف الذكية مرحلة جديدة قد تحمل معها ثورة في الاستخدام والتصميم، مدفوعة بخبرة آبل الطويلة في المزج بين التقنية والابتكار وسهولة الاستخدام.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيكون “آيفون فولد” هو القفزة التالية التي يحتاجها السوق؟ أم أن المنافسة ستكون أكثر شراسة مما تتوقع آبل؟ الإجابة ستكون رهن التجربة، ولكن ما هو مؤكد أن دخول آبل لهذا السوق سيفرض قواعد جديدة ويزيد من وتيرة التطور في عالم الأجهزة المحمولة.
تسريبات يقال انها اجهزة ابل القادمة هذي السنة#ابل #تقنية pic.twitter.com/1a8SukpaSf
— مها بلوق 👩🏼💻 (@mhablg) July 8, 2025