القاهرة – السابعة الاخبارية
آدم الشرقاوي، في ظهور مؤثر وصريح، تحدث الفنان المصري آدم الشرقاوي لأول مرة عن محنته الشخصية التي مر بها بعد مشاركته في فيلم “شماريخ“، حيث واجه سلسلة من التحديات النفسية والجسدية التي دفعته إلى حافة الاكتئاب والعزلة، قبل أن يعيد ترتيب أولوياته ويبدأ رحلة شفاء طويلة، جعلته يعود أقوى وأكثر وعيًا بذاته وبالحياة.
خلال حواره مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج “معكم” المذاع على قناة ON، كشف آدم عن تفاصيل تلك المرحلة الصعبة التي شكلت نقطة فارقة في حياته الفنية والشخصية، موضحًا أن ما بدأ كمجرد شعور بعدم الرضا، تطور ليصبح أزمة هوية واكتئابًا حادًا، زاد تعقيدًا بسبب مشاكل صحية لم يكن يعلم بوجودها.
آدم الشرقاوي يفتح قلبه: هكذا عبرت نفق الاكتئاب والمرض وعدت للحياة من جديد
أوضح آدم الشرقاوي أن أول شرارة للأزمة النفسية بدأت عقب مشاركته في فيلم “شماريخ” عام 2023. فعلى الرغم من أن الفيلم شكل خطوة مهمة في مسيرته، إلا أن ردود الأفعال – خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي – كانت سببًا مباشرًا في زعزعة ثقته بنفسه.
وقال: “مكنتش حاسس إني ممثل شاطر، وكنت بقرأ تعليقات عن أدائي وإن العربي مش مظبوط… وبدأت أسأل نفسي: هو أنا فعلاً مينفعش أمثل هنا؟”.
آدم، الذي عاد من الولايات المتحدة إلى مصر بهدف بدء حياة جديدة ومستقرة، وجد نفسه فجأة محاطًا بشعور عميق بالغربة. فالأصدقاء قلّة، والعائلة بعيدة، والدعم النفسي شبه منعدم، ما جعله عرضة لتأثير سلبي مضاعف من أي انتقادات أو إشارات إحباط.
أزمة صحية غير متوقعة: حينما تكلم الجسد
في خضم هذه المشاعر القاسية، بدأت تظهر عليه أعراض صحية غريبة. تغيرات مفاجئة في وزنه، تقلبات مزاجية، وتعب مستمر. فقد ارتفع وزنه من 80 إلى 95 كيلوغرامًا دون سبب واضح، وأحيانًا كان يخسر 5 كيلوغرامات في أسبوع واحد، رغم التزامه بالتمارين الرياضية.
ما لم يكن يعرفه آدم حينها هو أنه يعاني من مشكلة في الكلى، تسببت في احتباس السوائل داخل جسده، الأمر الذي أدى لتقلبات الوزن والانهاك العام، وزاد شعوره بالإحباط والعجز.
وقال: “جسمي كان مليان مية مش راضية تنزل… وده خلاني أعيش حالة اكتئاب أكبر، خصوصًا مع تأثير كلام ناس كنت فاكرهم أصدقائي”.
العزلة المميتة: الهروب إلى الهاتف
مع تراكم المشكلات، بدأ آدم ينسحب أكثر فأكثر من محيطه الاجتماعي. أصبح يرفض مقابلة الأصدقاء أو الخروج من المنزل، مكتفيًا بالبقاء لساعات طويلة على الهاتف – وصلت إلى 11 ساعة يوميًا – في محاولة للهروب من واقعه المؤلم.
كما لجأ إلى الإفراط في الأكل والتدخين، مؤكدًا أنه كان يشعر بالخجل من أن يراه الناس على حاله، قائلًا: “مكنتش عايز حد يشوفني كده… وكنت بتهرب بأي طريقة”.
ورغم أن إشارات الإنذار كانت واضحة، إلا أنه رفض التحدث عمّا يمر به حتى لأقرب الناس إليه. لم يخبر فريق عمل “شماريخ”، ولا حتى عائلته في أمريكا. وبالنسبة لفكرة الذهاب إلى طبيب نفسي، كانت مرفوضة تمامًا، لأنه كان يرى أن طلب المساعدة ضعف، وهو المفهوم الذي عاد وانتقده لاحقًا.
وأضاف: “وصل وزني لـ115 كيلو… وكنت حاسس بالعار… فاكر إني السبب… ومبحبش فكرة الطبيب النفسي”.
نقطة التحول: اكتشاف المرض وإنقاذ الذات
كل هذه المشاعر وصلت إلى ذروتها خلال رحلة جوية من مصر إلى أمريكا، حين شعر آدم بدوار مفاجئ وظهرت بقع غريبة على جسده. استُدعي الطاقم الطبي على الطائرة، وطلبوا منه التوجه فورًا لطبيب عند الهبوط، حيث تبين لاحقًا أن الأعراض قد تكون مرتبطة باحتمال حدوث جلطات.
وهناك، بدأ الفحص الطبي الجاد، ليكتشف الأطباء أخيرًا السبب الحقيقي: خلل في وظائف الكلى. هذا التشخيص، رغم صعوبته، كان بداية لحل اللغز. بدأ العلاج تدريجيًا، وتمكن من السيطرة على وزنه وصحته الجسدية.
لكن الجانب النفسي لم يكن قد تعافى بعد. إذ بقيت أزمة الثقة تطارده، بل وقرر عدم العودة إلى مصر، لأنه ربط مشاعره السلبية بها. لكنه أدرك لاحقًا أن هذا الربط خاطئ، وأن المشكلة كانت أعمق من المكان.\
لحظة الخلاص: مسامحة الذات والعودة للحياة
التحول الحقيقي لم يأت من العلاج الطبي فقط، بل من القرار الذي اتخذه آدم بمسامحة نفسه. قال: “اللحظة الفارقة كانت لما سامحت نفسي… وقررت أرجع أشوف الحياة”.
بدأ يخرج من عزلته تدريجيًا، وأعاد بناء علاقاته، وأصبح أكثر وعيًا بضرورة فصل شخصيته كممثل عن التقييمات السلبية على الإنترنت، وأكثر إدراكًا لقيمة الدعم الحقيقي من العائلة والأصدقاء.
رسالة إلى كل من يعاني
اختتم آدم الشرقاوي حديثه برسالة مؤثرة إلى جمهوره وكل من قد يمر بظروف مشابهة، محذرًا من خطورة الانسياق وراء التعليقات السلبية التي يمكن أن تدفع الشخص إلى الهاوية، إذا لم يمتلك الدعم أو القوة النفسية لمواجهتها.
وقال: “مكنش ينفع أركز بس في الكومنتات السلبية… كنت محتاج أهلي وأصحابي… الحياة مش على الموبايل بس، لازم ننزل ونعيش”.
بهذه الكلمات، قدّم آدم الشرقاوي درسًا إنسانيًا عن مواجهة الألم والوقوف مجددًا، مؤكدًا أن كل إنسان معرض للضعف، لكن الشجاعة الحقيقية تكمن في الاعتراف، وطلب المساعدة، ومسامحة الذات قبل كل شيء.