الإمارات – السابعة الإخبارية
في مشهد ثقافي يتجاوز كونه مجرد تظاهرة سنوية، يواصل معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 تأكيد مكانته كأحد أبرز المعارض الثقافية على مستوى العالم، جامعًا بين المعرفة والإبداع، ومؤكدًا دوره المحوري في استشراف مستقبل صناعة النشر وتقديم منصة استراتيجية لدعم الناشرين الإماراتيين وتعزيز حضورهم إقليميًا وعالميًا.
حضور عالمي واستراتيجية وطنية
في هذه الدورة، يستقطب المعرض أكثر من 1400 دار نشر من 96 دولة، مما يرسّخ مكانة أبوظبي كعاصمة للثقافة والمعرفة، ويعكس رؤية الإمارات في دعم الصناعات الإبداعية بوصفها جزءًا من الاقتصاد المعرفي المستدام.
ويمثل المعرض فرصة سنوية لإبراز جهود ومبادرات جمعية الناشرين الإماراتيين، التي تأسست عام 2009، والتي تواصل حضورها الفاعل كمظلة مهنية لتمكين الناشرين، والدفع بعجلة النشر المحلي إلى آفاق أوسع.
منصة تجمع النشر المحلي بالعالمي
وأكدت أميرة بوكدرة، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب أصبح اليوم أحد أهم معارض الكتب على مستوى العالم، مشيرة إلى أن الجمعية تحرص على استثمار هذه المنصة الثقافية الدولية لتسليط الضوء على إنجازات الناشرين الإماراتيين والتعريف بمبادراتها المتنوعة في مجال النشر.
وأضافت بوكدرة أن الجمعية تُعد نقطة وصل حيوية بين الناشر المحلي ونظرائه في دول العالم، من خلال توفير قنوات تعاون وشراكات مهنية تساهم في تعزيز حضور الكتاب الإماراتي في الأسواق العالمية، وتوسيع دائرة التأثير الثقافي للدولة.
مبادرات نوعية.. لبناء صناعة نشر مستدامة
منذ تأسيسها، أطلقت الجمعية عددًا من المبادرات الريادية، أبرزها صندوق “الشارقة لاستدامة النشر.. انشر”، الذي تم تدشينه العام الماضي بالشراكة مع هيئة الشارقة للكتاب، ومدينة الشارقة للنشر، ويهدف إلى بناء بيئة متكاملة لدعم صناعة النشر، تشمل التمويل، التدريب، الابتكار، والتسويق.
كما تنفذ الجمعية “برنامج تدريب الناشرين”، الأول من نوعه عربيًا، الذي يوفر باقة من ورش العمل المتخصصة في مجالات النشر، والطباعة، والتحرير، والتوزيع، بالشراكة مع خبراء عالميين، لتطوير مهارات الناشرين ورفع كفاءتهم في مواجهة التحديات الراهنة.
مواجهة التحديات الرقمية
وتحت مظلة المعرض، يُنظم برنامج متكامل لدعم العاملين في صناعة النشر والمحتوى، من خلال ورش عمل احترافية، وجلسات نقاشية، ومؤتمرات متخصصة، يتناول أبرزها “رقمنة الإبداع”، الذي يسلط الضوء على التكامل بين التكنولوجيا والنشر، ويبحث في تحولات الصناعة في ظل الذكاء الاصطناعي والوسائط المتعددة.
ويهدف هذا البرنامج إلى تمكين الناشرين وصنّاع المحتوى من مواجهة التغيرات المتسارعة في بيئة النشر العالمية، وتزويدهم بالأدوات الرقمية الحديثة التي تساعدهم على مواكبة السوق، واستثمار فرص النمو في الاقتصاد المعرفي.
نظرة إلى المستقبل
يأتي معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام في وقت يشهد فيه قطاع النشر العربي تحديات جذرية بسبب التحولات التكنولوجية والاقتصادية، إلا أن دولة الإمارات تؤكد، من خلال هذا الحدث الثقافي الضخم، أنها تستثمر في المعرفة، وتدعم مجتمع النشر المحلي للوصول إلى الريادة العالمية.