أبوظبي – السابعة الإخبارية
أبوظبي.. في خطوة استراتيجية تعكس طموحات أبوظبي في التحول إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والتنقل الذكي، شهدت الإمارة تنفيذ أول تجربة لتوصيل الطرود بطائرات الدرون، ضمن مشروع طموح مشترك بين شركتي “لود” لتكنولوجيا الطيران و”7X” القابضة، المالكة لشركة الخدمات اللوجستية “إي أم أكس”.
التجربة، التي جرت في مدينة خليفة، تمثل انطلاقة نوعية نحو ثورة لوجستية مستقبلية تعتمد على حلول ذكية ومستدامة، تضع أبوظبي في صدارة المدن التي تتبنى تقنيات الدرون في الخدمات اللوجستية.

رحلة تجريبية بأبعاد استراتيجية في أبوظبي
أُجريت التجربة تحت إشراف مباشر من الهيئة العامة للطيران المدني ومركز النقل المتكامل، وبدعم من مكتب أبوظبي للاستثمار، وذلك ضمن مبادرة مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI).
وتضمنت التجربة نقل طرد صغير من مكتب بريد محلي إلى نقطة تسليم عبر طائرة درون مزودة بذراع آلية ونظام ملاحة متطور، في مشهد يجسد مستقبل التوصيل الحضري القائم على الأتمتة والكفاءة العالية.
وبهذه الخطوة، تدخل أبوظبي مرحلة جديدة من تطوير البنية التحتية الذكية، بما يشمل توطين صناعة الأنظمة ذاتية الحركة، وتوسيع نطاق استخدام تكنولوجيا الدرون في مختلف القطاعات.
شراكات حكومية وخاصة تُحفّز الابتكار
وفي تصريح خاص، قال عمران مالك، مدير مجمع “SAVI” في مكتب أبوظبي للاستثمار، إن نجاح هذه التجربة يعكس حجم التقدم الذي تحققه الإمارة في تبنّي الحلول الذكية، ويؤكد أن تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص يثمر نتائج عملية تدفع الابتكار قدمًا.
وأضاف أن مثل هذه المبادرات تُسهم في بناء منظومة اقتصادية متقدمة، وتجعل من أبوظبي بيئة مثالية للشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجال التقنيات المستقبلية.
السلامة أولوية.. والتنظيم في صميم المشروع
من جهته، شدد حميد صابر الهاملي، مدير إدارة النقل الجوي بمركز النقل المتكامل، على أهمية الجانب التنظيمي في عمليات الطيران الذكي، مؤكدًا أن دمج طائرات الدرون ضمن منظومة النقل يتطلب أطرًا تنظيمية دقيقة تضمن السلامة والأمن الجوي.
وأوضح الهاملي أن المركز يحرص على توفير بيئة مرنة وآمنة للتجريب والتطوير، بما يُمكن من تبنّي هذه الحلول التكنولوجية بشكل تدريجي ومنظم، ما يعزز مكانة أبوظبي كعاصمة للتقنيات المستقبلية والتنقل الذكي في المنطقة.

رؤية طموحة لتوسيع نطاق التوصيل الجوي
وبحسب راشد المناعي، الرئيس التنفيذي لشركة “لود”، فإن الطائرات ذاتية القيادة تفتح آفاقًا جديدة في شبكات التوصيل، بفضل قدرتها على تنفيذ مهام متعددة في الوقت ذاته، ما يرفع كفاءة الخدمات ويقلل من التكاليف.
وأشار إلى أن النظام المستخدم في الرحلة التجريبية صُمم ليتكامل مع البنية التحتية الرقمية للمدينة، مما يسمح بتوسيع نطاق العمليات مستقبلًا ليشمل الأحياء السكنية والمرافق الحيوية.
بدوره، أكد طارق الواحدي، الرئيس التنفيذي لشركة “7X”، أن التجربة تمثل بداية مرحلة جديدة في تطوير شبكات الخدمات اللوجستية الذكية، مضيفًا: “هذه المبادرة تعكس التزامنا بتسريع وتيرة الابتكار، وتعزيز المرونة التشغيلية لشركتنا (إي أم أكس)، خصوصًا مع تزايد الطلب على التوصيل السريع والفعال”.
وأشار إلى أن التجربة ليست سوى مرحلة أولى ضمن خطة متكاملة تهدف إلى اعتماد طائرات الدرون في التوصيل ضمن مناطق واسعة في أبوظبي، مع التركيز على تقليص وقت التسليم وتحسين جودة الخدمة.
أبوظبي.. مدينة ذكية تتقدم بثبات
تأتي هذه التجربة ضمن رؤية استراتيجية تتماشى مع تطلعات أبوظبي نحو اقتصاد المعرفة والتحول الرقمي، حيث تسعى الإمارة إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي في مجالات:
-
الذكاء الاصطناعي.
-
الأنظمة الذاتية.
-
تكنولوجيا المدن الذكية.
-
اللوجستيات الحديثة.
ويُتوقع أن تمهد هذه المبادرة الطريق لتعميم استخدام الدرون في قطاعات أخرى، مثل الخدمات الصحية، الإغاثة، مراقبة البنية التحتية، وتوصيل الطلبات التجارية، ضمن منظومة متكاملة تعتمد على البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء.
ما شهدته أبوظبي في هذه التجربة يُعد إنجازًا تقنيًا ولوجستيًا مهمًا، لكنه أيضًا بداية لمرحلة أكبر من التحول الرقمي في خدمات النقل والتوصيل. ومع استمرار الدعم الحكومي، وتفاعل القطاع الخاص، تبدو الإمارة ماضية بثقة نحو قيادة مستقبل النقل الذكي في العالم العربي وربما على مستوى العالم.
وفي ظل هذا التقدم السريع، يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن لأبوظبي أن تُغيّر شكل الحياة الحضرية باستخدام الدرون في السنوات القادمة؟ الزمن وحده سيجيب، ولكن المؤشرات تؤكد أن المستقبل بدأ هنا، في سماء العاصمة الإماراتية.
أول رحلة تجريبية لتوصيل الطرود بطائرة درون في #أبوظبي.. تعاون بين «لود» و«7X»
التفاصيل | https://t.co/gDriPhcXGj#عينك_على_العالم pic.twitter.com/EW8TwWPUsX
— العين الإخبارية (@AlAinNews) June 25, 2025