أبوظبي – السابعة الإخبارية
في خطوة جديدة تعكس التحول الذكي في قطاع الإسكان الحكومي، أطلقت هيئة أبوظبي للإسكان خدمة رقمية رائدة تحمل اسم «إبداء الاهتمام»، تتيح للمواطنين المؤهَّلين استعراض المشاريع السكنية الحكومية الحالية والمستقبلية، واختيار ما يناسب احتياجاتهم وأولوياتهم المعيشية، في تجربة تفاعلية تعزز مفهوم المشاركة والشفافية في عملية تخصيص المساكن.
تأتي هذه المبادرة ضمن رؤية حكومة أبوظبي لتطوير منظومة إسكانية عصرية تدعم الاستقرار الأسري والاجتماعي، وتمنح المواطنين حرية أكبر في اتخاذ قرارهم السكني، بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة الهادفة إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين وتحقيق التنمية المتوازنة في مختلف مناطق الإمارة.

آلية رقمية متكاملة عبر تطبيق “إسكان أبوظبي”
ووفقاً لما أعلنته الهيئة، تم إدراج جميع المشاريع السكنية الحالية والمستقبلية في محفظة الهيئة ضمن تطبيق «إسكان أبوظبي»، بحيث يتمكن المواطن المؤهل من الدخول إلى النظام واستعراض المشاريع المتاحة أمامه بناءً على معايير محددة تشمل الموقع الجغرافي، وتاريخ الإنجاز، ومساحة الوحدة السكنية، وطبيعة التمويل المتاحة.
ويتلقى المواطنون المؤهَّلون دعوات خاصة عبر الرسائل النصية والإشعارات الذكية من التطبيق لاستعراض المشاريع التي يمكنهم التقديم عليها وفقاً لملاءتهم المالية، مع منحهم فترة زمنية كافية لمراجعة الخيارات المتاحة ومناقشتها مع أفراد العائلة قبل اتخاذ القرار النهائي.
حرية اختيار المشروع والوحدة السكنية
وأوضح المدير العام لهيئة أبوظبي للإسكان، حمد حارب المهيري، أن إطلاق الخدمة الجديدة جاء استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة لتعزيز الاستقرار الأسري والتقارب الاجتماعي، مضيفاً أنها “تقدم للمواطنين تجربة مختلفة كلياً في تخصيص المساكن، تُمكّنهم من اختيار الموقع الجغرافي الذي يرغبون في السكن فيه، والوحدة السكنية التي تناسبهم داخل المشروع، بدلاً من الاعتماد على آليات التخصيص التقليدية”.
وأشار المهيري إلى أن الهيئة ستعرض نحو 28 ألف وحدة سكنية ضمن 15 مشروعاً قيد التطوير في مختلف أنحاء الإمارة، وذلك خلال المرحلة الأولى من إطلاق الخدمة، لتمكين المستفيدين من إبداء اهتمامهم بالمشروعات المناسبة تمهيداً لإتاحة مرحلة لاحقة تمكنهم من اختيار المسكن على الخارطة (Off-plan) واستكمال جميع إجراءات التخصيص قبل اكتمال المشروع.
وأكد أن المواطنين الذين سيختارون مشاريعهم مسبقاً سيتمكنون من متابعة حالة بناء وحداتهم وتاريخ الإنجاز مباشرة عبر التطبيق، ما يمنحهم قدرة أفضل على التخطيط لمستقبلهم الأسري والمالي.
الفئات المستهدفة في المرحلة الأولى
وأشار المهيري إلى أن المرحلة الأولى من الخدمة تستهدف المواطنين الحاصلين على قروض شراء مسكن أو قروض شراء مسكن آجل السداد، إلى جانب المؤهلين للحصول على منح مساكن حكومية، حيث سيتمكن هؤلاء من الاطلاع على المشروعات السكنية الحكومية وكذلك المشاريع المطورة بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأضاف أن الهيئة ستتيح لاحقاً للمواطنين الذين لديهم طلبات منح أراضٍ سكنية أو قروض بناء مسكن إمكانية تغيير الخدمة إلى قرض شراء مسكن جاهز أو منحة مسكن، بما يتوافق مع المنفعة المستحقة ورغبات المواطنين في تملك وحدات جاهزة ضمن مشاريع متكاملة الخدمات.

ترتيب الأولويات بناءً على معايير العدالة
ولضمان تحقيق العدالة في توزيع الفرص، بيّن المهيري أن الهيئة قامت بتأهيل المواطنين أصحاب الطلبات الإسكانية الفعالة وفقاً لمعايير دقيقة تشمل أقدمية الطلب، والحالة الاجتماعية، وعدد أفراد الأسرة، والوضع السكني الحالي للمستفيد.
كما أشار إلى أن الهيئة تعمل حالياً على تطوير مشاريع مستقبلية سيتم طرحها لاحقاً ضمن الخدمة نفسها، مع فتح الباب أمام فئات جديدة من المواطنين للاستفادة منها حسب استحقاقهم.
التخطيط الأسري واختيار السكن المتجاور
وحثّ المهيري المواطنين على التأني والتنسيق مع الأقارب المؤهلين عند اختيار المشاريع السكنية، بهدف اختيار مساكن متجاورة ضمن المشروع الواحد، بما يدعم قيم الترابط الأسري والمجتمعي التي تحرص عليها حكومة أبوظبي.
وأوضح أن الهيئة ستمنح المواطنين وقتاً كافياً قبل فتح باب إبداء الاهتمام رسمياً، حيث سيتم إطلاق المرحلة الأولى في منطقة العين، تليها مدينة أبوظبي ثم منطقة الظفرة لاحقاً.
خطوة نحو التحول الرقمي والشفافية الكاملة
تُعد خدمة «إبداء الاهتمام» جزءاً محورياً من استراتيجية التحول الرقمي الشامل لهيئة أبوظبي للإسكان، والتي تهدف إلى تبسيط الإجراءات وتسريع دورة التخصيص، وتقليل مدة الانتظار للحصول على المسكن المناسب.
كما تعكس المبادرة التزام الهيئة بتطبيق أعلى معايير الحوكمة والشفافية في جميع مراحل رحلة المتعامل، بدءاً من تقديم الطلب وحتى استلام المفاتيح، إلى جانب تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير مجموعة أوسع من الخيارات الإسكانية للمواطنين في مختلف المناطق.
واختتم المهيري تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الخدمة تمثل نقلة نوعية في مفهوم الخدمات الإسكانية الحكومية، قائلاً:
“هدفنا أن تكون تجربة المواطن في الحصول على المسكن تجربة إنسانية رقمية متكاملة، تمنحه حرية الاختيار ووضوح المعلومات، وتسهم في بناء مجتمعات أكثر ترابطاً واستقراراً.”
