مصر – السابعة الإخبارية
عادل إمام.. في مشهد إنساني وفني مؤثر، شارك الكاتب أكرم السعدني جمهوره عبر خاصية “ستوري” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورة حديثة للزعيم عادل إمام برفقة شقيقه المنتج عصام إمام، لتصبح بذلك أول صورة حديثة للفنان الكبير تُنشر منذ فترة طويلة، بعد أن اعتادت أسرته على الابتعاد عن مشاركة أي لقطات شخصية تخصه.

عودة للواجهة بعد غياب
الصورة التي انتشرت كالنار في الهشيم بين محبي الزعيم، لم تكن مجرد لقطة عائلية عابرة، بل مثلت لحظة خاصة لجمهور الفنان الذي اعتاد على متابعة أخباره، في ظل الغياب الطويل عن الساحة الفنية والإطلالات الإعلامية. سرعان ما ضجت منصات التواصل بالتعليقات التي عبّرت عن محبة الجمهور واشتياقه لرمز الكوميديا والدراما في مصر والعالم العربي.
فقد كتب أحد المتابعين: “عادل إمام هو البهجة اللي كبرنا عليها… مهما غاب، يفضل هو الزعيم”، بينما علق آخر: “أحلى خبر شوفتهمن زمان، ربنا يديله الصحة وطول العمر”.
رد على شائعات المرض
اللافت أن هذه الإطلالة الجديدة تأتي بعد سلسلة من الشائعات التي انتشرت خلال الأشهر الماضية حول إصابة الزعيم بمرض ألزهايمر. شائعات دفعت محبيه للقلق والبحث المستمر عن أي أخبار مطمئنة تخص حالته الصحية.
غير أن الكاتب أكرم السعدني كان قد تصدى لتلك المزاعم في أكثر من مناسبة، مؤكدًا أن صديقه المقرب بصحة جيدة، بل ويحتفظ بذاكرة حاضرة مليئة بالتفاصيل. وقال في تصريحات تلفزيونية: “أنا بقعد مع عادل إمام ونتكلم في تاريخ الفن… واللي بيقول عندهزهايمر أحب أقول إن الراجل بيتكلم وبيفتكر كل حاجة”، نافياً بشكل قاطع أي صحة لتلك الادعاءات.
ذكريات مشتركة وصداقة ممتدة
لم يقف السعدني عند حدود الدفاع عن صحة الزعيم، بل كشف أيضًا عن رغبته في تسجيل مذكرات وذكريات عادل إمام مع كبار الفنانين والكتاب، أمثال عبدالرحمن الخميسي وغيرهم، للحفاظ على إرثه الفني للأجيال القادمة.
وأشار إلى جلسة مطولة جمعتهما مؤخرًا، استعادا خلالها ذكريات الطفولة والشباب في أحياء الجيزة مثل العمرانية والهرم وحارة سمكة والبحر الأعظم، حيث تبادلا النوادر والطرائف التي جمعت عائلتي إمام والسعدني على مر العقود.
هذه الجلسات – كما وصفها – لم تكن مجرد أحاديث عابرة، بل بمثابة رحلة في ذاكرة الفن المصري الذي ساهم الزعيم في تشكيله على مدار أكثر من نصف قرن.

مكانة الزعيم في قلوب المصريين
يظل عادل إمام واحدًا من أهم رموز السينما والمسرح والتلفزيون العربي. فمنذ بداياته في ستينيات القرن الماضي، وحتى آخر أعماله الدرامية “فلانتينو” عام 2020، قدّم الزعيم أعمالًا خالدة مثل:
• مدرسة المشاغبين وشاهد ماشفش حاجة على خشبة المسرح.
• الإرهاب والكباب وعمارة يعقوبيان في السينما.
• أستاذ ورئيس قسم والعراف وصاحب السعادة على شاشة الدراما.
هذه الأعمال لم تكن مجرد ترفيه، بل وثّقت تحولات اجتماعية وسياسية، وجعلت من عادل إمام ضميرًا فنيًا للمجتمع المصري والعربي. لذا، ليس غريبًا أن يظل أي خبر أو صورة جديدة له مادة دسمة للتفاعل الشعبي والإعلامي.
صورة تحمل رسائل مطمئنة
الصورة الأخيرة للزعيم مع شقيقه عصام إمام تحمل الكثير من الدلالات. فهي تؤكد أن الفنان الكبير يعيش في محيط أسرته بشكل طبيعي، محاطًا برعاية ومحبة المقربين. كما أنها ترد بشكل غير مباشر على الشائعات المتكررة التي تطاله من حين لآخر، لتعيد الطمأنينة لجمهوره العريض.
في الوقت نفسه، تعكس الصورة قيمة الروابط العائلية في حياة الزعيم، الذي ظل دومًا حريصًا على إبعاد أسرته عن الأضواء، مع حفاظه على صورة الأب الحنون والجد المحب.
حنين الجمهور وأمل العودة
رغم أن الزعيم أعلن في أكثر من مناسبة أنه يفضل التفرغ لحياته الخاصة بعيدًا عن ضغوط العمل، لا يزال جمهور الفن يترقب أي خبر عن عودته إلى الشاشة، ولو في ظهور خاص أو عمل تكريمي. فبالنسبة لمحبيه، وجوده على الساحة يعني استمرار حقبة من البهجة والدراما والفن الهادف.
وقد علّق أحد المتابعين على الصورة قائلًا: “كفاية إنه عايش وسطينا وبنشوفه بخير، الزعيم تاريخ لا يتكرر”، في إشارة إلى المكانة الاستثنائية التي يحظى بها عادل إمام في وجدان الناس.
إرث لا يُمحى
بعيدًا عن الصورة المتداولة أو الشائعات المتكررة، يظل الإرث الفني لعادل إمام هو الأصدق شهادة على قيمته. إرث ممتد عبر مئات الأعمال التي صنعت وجدان أجيال كاملة، ولا يزال تأثيرها حاضرًا في الثقافة الشعبية العربية.
فبينما يميل بعض النجوم إلى الظهور الإعلامي المتكرر، اختار الزعيم أن يترك أعماله تتحدث عنه، لتبقى حاضرة في السينما والمسرح والدراما، شاهدة على مسيرة فنان استثنائي جمع بين الضحك والفكر، الكوميديا والرسالة.
الصورة الأخيرة لعادل إمام لم تكن مجرد لقطة شخصية، بل كانت بمثابة إعلان حياة وطمأنينة من أسطورة ما زال اسمه يرتبط في أذهان الملايين بالبسمة والدهشة والعمق الإنساني. وبينما يواصل الزعيم حياته بعيدًا عن الأضواء، يظل جمهوره متمسكًا بحب لا ينطفئ، متمنين له الصحة وطول العمر، ولذكرياته الخالدة أن تبقى منارة للفن العربي.