الشارقة – السابعة الاخبارية
أحمد الراشدي، يواصل الكاتب والحكّاء الإماراتي أحمد الراشدي مسيرته الأدبية في تقديم قصص تحمل رسائل تربوية وإنسانية للأطفال، حيث يستقبل معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 جمهوره من الصغار وعشّاق الأدب الطفولي في لقاء خاص لتوقيع أحدث أعماله الأدبية بعنوان “هيا بدلتي الخارقة”.
يقام اللقاء اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 مساءً بجناح دار الشروق S2 في القاعة الثالثة، وسط أجواء أدبية وثقافية يتوق إليها زوار المعرض كل عام.
أحمد الراشدي رحلة مع أدب الأطفال
يُعرف أحمد الراشدي بأسلوبه السلس الذي يمزج بين الخيال والواقع في أعماله الموجهة للأطفال، إذ يسعى دائمًا إلى غرس قيم إنسانية راقية في نفوسهم من خلال قصص مشوقة تحمل رسائل عن الصداقة والشجاعة والتعاون.
وعلى مدار السنوات الماضية، حجز الراشدي مكانًا مميزًا بين كُتّاب أدب الطفل في الإمارات والوطن العربي بفضل قدرته على مخاطبة عقل الطفل بروح المغامر الصغير الذي يبحث عن الخير في كل ما حوله.

فكرة “هيا بدلتي الخارقة” ونشأتها
تحمل القصة الجديدة “هيا بدلتي الخارقة” رؤية مميزة للكاتب، إذ لا تقتصر على مفهوم القوة الخارقة في صورتها التقليدية، بل تتعمق في المعنى الإنساني للبطولة.
فالكاتب يطرح فكرة أن القوة ليست في القدرات الخارقة أو الأدوات السحرية، وإنما في الرغبة الصادقة بمساعدة الآخرين، وفي الإيمان بأن كل إنسان يملك في داخله بطلًا صغيرًا يمكنه صنع التغيير.
الرسالة التربوية خلف القصة
من خلال بطلة القصة “هيا”، يحاول الراشدي أن يوجّه رسالة للأطفال بأن الإيثار والرحمة والشجاعة ليست صفات خيالية، بل قيم حقيقية يمكن أن يعيشها كل طفل في مواقفه اليومية. فحين يساعد أحدهم صديقه أو يشارك ألعابه أو يقف بجانب من يحتاج المساندة، يكون بذلك ارتدى بدلته الخارقة الخاصة، التي لا تُرى بالعين ولكنها تُحسّ بالقلب.
التعاون الفني بين الراشدي وهاني صالح
صمّم الفنان التشكيلي هاني صالح اللوحات المصاحبة للكتاب، مضيفًا بعدًا بصريًا ساحرًا للقصة من خلال رسومات تعبّر عن روح المغامرة والخيال.
وقد حرص هاني على استخدام ألوان زاهية وحيوية لجذب الأطفال وتحفيز خيالهم، مع الاهتمام بتفاصيل الشخصيات وتعابيرها الدقيقة، بما يجعل القارئ الصغير يعيش تجربة قصصية متكاملة بين النص والصورة.
نص الغلاف ورسالة بين السطور
يحمل غلاف القصة رسالة مباشرة تعكس فلسفة العمل الأدبي، حيث كتب الراشدي: “لو كنتَ تحب مساعدة الآخرين، سواء كانوا كبارًا أو صغارًا، ولو أنك من محبي البدلات الخارقة اللازمة لإنقاذ طفل أو طفلة تائهة، اقرأ قصتي أزد الأسمر ذو الوشاح الأصفر؛ لتعرف سرَّ القوة الخارقة في داخل كل واحدٍ وواحدةٍ منَّا”.
هذه العبارات تلخص جوهر الكتاب وتدعو الأطفال لاكتشاف قوتهم الداخلية، دون انتظار بطل خيالي يأتي من الخارج.
مكانة أدب الطفل في معرض الشارقة الدولي للكتاب
تعد مشاركة أحمد الراشدي في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 امتدادًا لجهود دولة الإمارات في دعم الإبداع الأدبي الموجّه للطفل، إذ يحتفي المعرض سنويًا بإصدارات الكتاب المحليين والعرب في هذا المجال الحيوي. فالمعرض، الذي يعد من أكبر الأحداث الثقافية عالميًا، لا يقتصر على عرض الكتب فحسب، بل يوفّر منصات حوارية وورشًا تفاعلية تشجع الأطفال على القراءة والإبداع وتربطهم بالكاتب مباشرة.
تفاعل القراء الصغار مع الراشدي
عادة ما تحظى لقاءات الراشدي مع الأطفال بإقبال كبير، إذ يتميّز بتواصله الحيّ معهم، وقدرته على سرد القصص بأسلوب مشوق يجعلهم جزءًا من الحكاية نفسها.
ومن المتوقع أن يشهد جناح دار الشروق حضورًا لافتًا من الأطفال وأولياء الأمور الراغبين في اقتناء النسخة الموقعة من الكتاب الجديد، والتقاط الصور التذكارية مع الكاتب. كما ينتظر الكثيرون سماع الراشدي وهو يقرأ بصوته فصولًا من القصة، ليعيشوا أجواءها بكل تفاصيلها الدافئة.
إسهام الراشدي في المشهد الثقافي الإماراتي
يمثل أحمد الراشدي نموذجًا للكاتب الإماراتي الذي يسعى لترسيخ الهوية الثقافية الوطنية عبر أدب الأطفال، من خلال أعمال تتناول قيم المجتمع الإماراتي بأسلوب معاصر.
فهو يؤمن بأن القصة ليست مجرد تسلية، بل وسيلة لبناء الوعي وتشكيل الشخصية منذ الصغر. وتُعد أعماله دعوة مفتوحة لكل طفل كي يحلم، ويؤمن بقدرته على تحقيق الخير، وأن البطولة الحقيقية ليست في امتلاك القوة بل في استخدامها من أجل الآخرين.
أهمية اللقاء في ترسيخ ثقافة القراءة
يشكل هذا الحدث الثقافي فرصة مهمة لترسيخ ثقافة القراءة في نفوس الأجيال الجديدة. فحين يلتقي الأطفال بكاتبهم المفضل، يشعرون أن القراءة ليست نشاطًا جامدًا، بل تجربة حيّة تربطهم بالمؤلفين وتفتح أمامهم آفاقًا من الخيال والإبداع.
لذلك، فإن لقاء أحمد الراشدي في معرض الشارقة الدولي للكتاب يُعد محطة مميزة ضمن فعاليات المعرض، لما يحمله من أبعاد تربوية وإنسانية.
ختام يليق بالحكاية
بهذه القصة الجديدة، يضيف أحمد الراشدي لبنة جديدة في صرح أدب الأطفال الإماراتي، ويواصل رسالته في غرس المعاني النبيلة في نفوس الصغار.

و”هيا بدلتي الخارقة” ليست مجرد كتاب يُقرأ، بل دعوة لأن يبحث كل طفل عن بطله الداخلي، وأن يدرك أن اللطف والشجاعة والرحمة يمكن أن تصنع عالمًا أفضل. وبين صفحاتها، تتجسد رسالة الراشدي الأجمل: أن القوة الحقيقية لا تأتي من الخيال، بل من القلب.
