مصر – السابعة الإخبارية
أحمد السعدني.. في حوار صريح ومؤثر عبر برنامج “ABtalks” مع الإعلامي أنس بوخش، كشف الفنان المصري أحمد السعدني عن تفاصيل شخصية وإنسانية مرّ بها في فترة مراهقته، مشيرًا إلى أنه لجأ إلى العلاج النفسي وهو في عمر 16 عامًا، بعد تجربة عاطفية أثّرت عليه بشكل عميق، لافتًا إلى أن هذه التجربة شكّلت وعيه المبكر بأهمية الصحة النفسية.

قصة حب قادته إلى عيادة الطبيب النفسي
قال السعدني في المقابلة:”كنت بحب واحدة جدًا ومكنتش عارف أتجاوز. رحت له مرة وما ساعدنيش، واستمدّيت الفكرة من إن أبويا وأنا صغير وداني لدكتور واتبسطت”.
وأوضح أن زيارته للطبيب كانت لمرة واحدة فقط، لكنها كانت كافية لتفتح أمامه الباب لفهم مشاعره ومعالجتها بطريقة ناضجة، على الرغم من صغر سنه حينها. وعبّر عن امتنانه لهذه التجربة التي جعلته أكثر تقبّلًا لفكرة طلب الدعم النفسي عند الحاجة، معتبرًا أن ذلك ليس ضعفًا بل خطوة شجاعة.
وأضاف:”اتعلمت من وأنا صغير أطلب مساعدة من حد متخصص لو في حاجة مش قادر عليها، مش عيب”.
ذكريات الطفولة وآثارها النفسية
لم تقتصر تصريحات السعدني على تجربته مع العلاج النفسي فقط، بل استرجع بعض المواقف المؤثرة من طفولته، مشيرًا إلى أن النفسية في هذه المرحلة الحساسة تترك بصمات تستمر أحيانًا مدى الحياة.
ومن ضمن تلك المواقف، حكى عن فترة كان ينام فيها في نفس الغرفة مع شقيقته، وكان سريرها ملاصقًا لجدار عليه ورق حائط يصوّر غابة مرعبة:“كنت مبعرفش أنام بسبب الشكل ده… كان مرعب ومش مناسب للأطفال، والمشهد ده فضل في بالي سنين”.
كما تحدّث عن تأثير عيد ميلاده في مرحلة الطفولة، والذي شكّل له عقدة نفسية غير مباشرة أثرت في علاقته بهذا اليوم حتى الآن.

يوم عيد الميلاد.. مناسبة يفضل تجاهلها
روى السعدني بحسرة موقفًا وقع له عندما كان في السابعة أو الثامنة من عمره، حين قرر أن يحتفل بعيد ميلاده في المنزل، لكن المفاجأة كانت أن عدد الحضور كان ضئيلًا للغاية.
وقال بتأثر:”عملت عيد ميلادي في شهر 7، وكانت المدرسة إجازة، وكل العيال مسافرين… بدأت الحفلة الساعة 6، ولحد الساعة 8 في اتنين بس جم، لدرجة إني نزلت وقفت في الشارع أستنى الناس، وفي الآخر كان في 3 بس”.
وتابع:”من ساعتها قررت مش هعمل عيد ميلاد تاني… بقيت أطفّي التليفون الساعة 12 وأختفي”.
وأكد أن هذا النوع من الذكريات المؤلمة في الطفولة قد لا يبدو مهمًا من الخارج، لكنه يترك أثرًا طويل الأمد في النفس، ويُشكل نظرة الإنسان لنفسه وللعالم من حوله.
أحمد السعدني يتحدث عن فقدان طليقته: صدمة لم يتجاوزها
في نهاية اللقاء، استعاد أحمد السعدني واحدة من أكثر اللحظات المؤلمة في حياته، وهي وفاة طليقته وأم أولاده، مشيرًا إلى أن هذه الخسارة كانت “أكبر من أن يتجاوزها بسهولة”، ولا تزال تترك أثرًا كبيرًا على نفسيته وحياته الشخصية والعائلية.
وأوضح أن التجربة أظهرت له هشاشة الحياة، وأنه بات أكثر إدراكًا لأهمية وجود الأشخاص الذين يحبهم حوله، وأن العلاقات الإنسانية ليست دائمًا مضمونة.

آخر أعماله الفنية: “لام شمسية” في رمضان 2025
وعلى الصعيد المهني، كان آخر ظهور فني لأحمد السعدني في الموسم الرمضاني 2025 من خلال مسلسل “لام شمسية”، من تأليف مريم نعوم وورشة سرد، وإخراج كريم الشناوي.
وشارك في العمل نخبة من النجوم، من بينهم:
أمينة خليل
محمد شاهين
يسرا اللوزي
ثراء جبيل
صفاء الطوخي
ياسمينا العبد
الطفل علي البيلي
وحقق المسلسل صدى جماهيريًا ونقديًا جيدًا، حيث تناول قضايا اجتماعية معاصرة بأسلوب درامي حساس.
ختامًا: الشجاعة في الحديث عن الألم
أحمد السعدني في ظهوره مع أنس بوخش، قدّم صورة ناضجة وشجاعة عن الإنسان خلف الكاميرا، لامس بها مشاعر الكثير من الشباب الذين ربما مرّوا بتجارب مشابهة.
حديثه عن الألم والخذلان والخسارة لم يكن مجرد استعراض، بل نافذة للحديث عن أهمية الرعاية النفسية، وضرورة أن يكون طلب المساعدة جزءًا طبيعيًا من رحلة الإنسان، لا سببًا للخجل.
حديثه عن الألم والخذلان والخسارة لم يكن مجرد استعراض، بل نافذة للحديث عن أهمية الرعاية النفسية، وضرورة أن يكون طلب المساعدة جزءًا طبيعيًا من رحلة الإنسان، لا سببًا للخجل.