مصر – السابعة الإخبارية
أحمد عبدالعزيز.. خرج الفنان المصري أحمد عبدالعزيز عن صمته ليردّ على ما وصفه بـ”الجدل المفتعل” بعد انتشار مقطع فيديو له، بدا فيه وكأنه يتجاهل مصافحة شاب خلال مشاركته في أحد المهرجانات الفنية مؤخراً، الأمر الذي أثار ردود فعل متباينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تصريحات إذاعية رسمية، أوضح عبدالعزيز أن ما حدث لا يعدو كونه “سوء فهم”، نافياً أي نية للتجاهل أو التصرف بتكبر، مؤكداً احترامه الكبير لجمهوره وحرصه الدائم على التواصل معهم بصدق ومحبة.

أحمد عبدالعزيز : “كنت في عجلة من أمري”
قال عبدالعزيز:”كنت في طريقي لحضور حفل مهرجان، وقد تأخرت بعض الشيء عن العرض، وكان تركيزي منصبًا على اللحاق بالفعالية. رأيت مجموعة من الشباب أمامي، فألقيت التحية عليهم برأسي، كما أفعل دائمًا، لكن يبدو أن أحدهم مد يده نحوي ولم ألحظ ذلك، لأفاجأ بعدها بهجوم كبير على مواقع التواصل”.
وأضاف الفنان المخضرم:”ما حدث حملة لا أساس لها من المنطق، وكل من يعرفني عن قرب يعلم أنني لا أرفض السلام أو التقاط الصور مع أي شخص، خصوصًا من الجمهور. محبتهم هي رأس مالي الحقيقي”.
توضيح على منصاته الرسمية
وفي محاولة لوأد الجدل، نشر عبدالعزيز عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل بيانًا مقتضبًا قال فيه:”كنت أظن أن الشاب من المنظمين، واعتقدت أنه يفتح لي الطريق. لم أنتبه لكونه يريد المصافحة. الموقف كان سريعًا جدًا، لكن يبدو أنه التُقط بطريقة أثارت بعض اللبس”.
كما أشار في بيانه إلى أنه كان ينوي تجاهل الضجة حفاظًا على هدوئه ووقته، لكنه فضّل توضيح الموقف احترامًا لجمهوره، قائلاً:”أنا على دراية كاملة بطبيعة السوشيال ميديا، وأدرك أنها قد تلحق ضررًا أكثر من النفع في أحيان كثيرة، لكن لا يمكنني التزام الصمت عندما تُشوّه صورتي أمام من أحبهم وأحترمهم”.

محطات مشرّفة وتاريخ فني حافل
أحمد عبدالعزيز يُعد واحدًا من أبرز نجوم الدراما المصرية في التسعينيات، ويمتلك سجلًا فنيًا حافلًا بالأعمال التاريخية والاجتماعية التي لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، أبرزها “المال والبنون”، “ذئاب الجبل”، و”من الذي لا يحب فاطمة”، وغيرها من المسلسلات التي تركت بصمة كبيرة في ذاكرة المشاهد العربي.
وقد عُرف عنه طيلة مشواره الفني التزامه الأخلاقي، واحترامه للمهنة والجمهور، وابتعاده عن المهاترات الإعلامية. كما شغل في السنوات الأخيرة منصبًا ثقافيًا رسميًا في وزارة الثقافة المصرية، حيث ساهم في تطوير آليات دعم المسرح والدراما.
ردود فعل متباينة
وفيما تلقى عبدالعزيز موجة من الانتقادات من بعض رواد التواصل الاجتماعي عقب انتشار المقطع، جاءت ردود الأفعال الداعمة له أكثر تأثيرًا وانتشارًا، إذ أبدى الكثير من معجبيه تعاطفهم مع الموقف، مؤكدين أن الفيديو لا يُظهر أي نية متعمدة للتجاهل، وأنه من غير المنطقي الحكم على تصرف فنان بحجم أحمد عبدالعزيز من مشهد لحظي لم تتجاوز مدته ثوانٍ معدودة.
وعلّق أحد المتابعين:”نعرف تواضعك من سنين، وحتى إن حدث تجاهل دون قصد، فكلنا بشر وقد لا نلاحظ كل شيء حولنا في الزحام”.
بينما كتب آخر:”يكفي أنه خرج ليوضح ويعتذر بشكل راقٍ، رغم أن الأمر بسيط، وهذا دليل احترامه لجمهوره”.

في الختام: “المحبة أهم من اللقطة”
اختتم عبدالعزيز تصريحاته قائلًا:”ما حدث لا يقلل من حبي وامتناني لكل من يقابلني في حياتي. محبتكم هي الدعم الأكبر لي، وسأظل دائمًا فخورًا بثقتكم، ولن تغيرني لحظة تم تصويرها بطريقة خاطئة”.
ورغم الجدل، يرى مراقبون أن تعامل عبدالعزيز مع الواقعة يعكس نضجًا فنيًا وشخصيًا، ويُظهر الفارق الكبير بين فنان حقيقي يدرك أهمية جمهوره، وبين موجة التعجل بالحكم عبر لقطات عابرة لا تعبّر بالضرورة عن الحقيقة الكاملة.
ورغم مرور أيام على الواقعة، ما زالت تعليقات الدعم تتوالى على حسابات أحمد عبدالعزيز، حيث حرص العديد من الفنانين والنقاد على الإشادة بأخلاقه العالية وتاريخه الطويل الخالي من أي إساءات أو مواقف متعالية. كما أكد البعض أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحًا ذا حدين، وأن لقطات قصيرة أو مجتزأة لا ينبغي أن تُستخدم كأدلة قطعية على تصرفات الأشخاص. وفي ظل هذه الأجواء، جدّد الجمهور مطالبته بظهور أحمد عبدالعزيز بشكل أكبر في الأعمال الدرامية الحديثة، مشددين على أنه فنان من طراز رفيع يستحق التقدير المستمر والفرص التي تليق بإمكاناته الفنية والإنسانية الرفيعة.