القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
أحمد مراد، أثار الكاتب والروائي أحمد مراد، صاحب سيناريو فيلم “الست”، ضجة كبيرة عقب تصريحه خلال مهرجان مراكش الدولي للفيلم، حين قال إن كتابة عمل عن أم كلثوم كانت بالنسبة له مهمة “أصعب من كتابة فيلم عن رسول”. العبارة التي انتشرت بشكل واسع وأثارت استياء الكثيرين، أعاد مراد تفسيرها وتوضيح مقصدها الحقيقي، مؤكدًا أنه لم يقصد أي مقارنة تمسّ الرموز الدينية أو تتجاوز حدود اللياقة.
فيما يلي عرض شامل لأزمة التصريح، وتفاصيل رد مراد، وخلفية العمل السينمائي الذي تسبب بفتح هذا الجدل.
عرض هذا المنشور على Instagram
أحمد مراد وتصريح عابر يشعل موجة انتقادات
خلال ندوة أقيمت عقب عرض فيلم “الست” في مهرجان مراكش، حضرها المخرج مروان حامد وبطلة الفيلم منى زكي، تحدّث أحمد مراد عن التحديات التي واجهته أثناء كتابة الفيلم، مؤكدًا أن السيرة الذاتية لأم كلثوم ليست مجرد قصة حياة، بل “أسطورة فنية وروحية تشكل جزءًا من الوجدان العربي”.
وخلال شرحه، قال جملته المثيرة:
“لو بنعمل فيلم عن رسول كان هيبقى أسهل شوية.”
كلمة واحدة خرجت من فم الكاتب فأشعلت العشرات من ردود الفعل، واعتبرها البعض مقارنة غير لائقة أو مساسًا بالمقدس.
ومع اتساع دائرة الهجوم، وجد مراد نفسه أمام ضرورة تقديم تفسير واضح، لتجنب تحميل كلامه معنى لا يقصده.
بيان رسمي… واعتذار دون تردد
عاد أحمد مراد سريعًا ليوضح موقفه من خلال بيان نشره عبر منصاته الرسمية، جاء فيه:
الجملة خرجت من سياقها الطبيعي، وتم تفسيرها بشكل خاطئ بعيدًا تمامًا عن مقصدي الفني، ولم يكن هدفي أبدًا إجراء مقارنة دينية أو الانتقاص من أي قيمة مقدسة.
![]()
وأكّد مراد أنّه كان يتحدث في سياق مهني بحت، مشيرًا إلى أن السيرة الفنية لشخصية بوزن أم كلثوم تمثل عبئًا نفسيًا وفنيًا هائلاً على أي كاتب، لأنها “شخصية ذات قدسية وجدانية لدى العرب”، وأنه استخدم كلمة رسول بمعنى رمزي يعبر عن شخصيات مقدسة أو معصومة من الناحية الدرامية.
وأضاف في اعتذاره:
أتفهّم تمامًا انزعاج البعض من طريقة استقبالهم للتصريح، وأقدم اعتذاري لكل من رأى في الصياغة خروجًا عن اللباقة، رغم أن نيتي لم تحمل أي إساءة.
البيان هدّأ نسبيًا موجة الهجوم، وإن بقيت آثار الجدل مستمرة حتى بعد صدور التوضيح.
فيلم “الست”… مشروع فني يثير الحساسية قبل عرضه
لم يكن تصريح مراد هو محطة الجدل الوحيدة المتعلقة بالفيلم، فقبل عرضه الرسمي واجه “الست” موجة انتقادات حول اختيار منى زكي لتجسيد شخصية أم كلثوم. اعتبر البعض أن ملامح زكي لا تشبه كوكب الشرق، وأن المكياج في البرومو الترويجي لم ينجح في خلق القرب المطلوب بين الشخصية والممثلة.
هذه الانتقادات لم تكن جديدة على أعمال السير الذاتية، حيث اعتاد الجمهور مقارنة أي ممثل بالشخصية الأصلية بدقة تصل إلى مستوى الملامح وتفاصيل الوجه والصوت. لكن طاقم الفيلم أكد في مناسبات عدة أن العمل لا يهدف إلى تقليد أم كلثوم شكليًا بالكامل بقدر ما يسعى إلى تقديم روحها ومسيرتها الفنية بأسلوب معاصر.
ملامح فيلم “الست”… رؤية سينمائية جديدة لكوكب الشرق
فيلم “الست” يعد من أكثر المشاريع السينمائية المنتظرة نظرًا للثقل الفني الذي تحمله شخصية أم كلثوم. العمل يقدم رؤية مختلفة عن الأعمال السابقة التي تناولت سيرة المطربة الأسطورية، ويركز على مراحل مفصلية في حياتها، سواء على المستوى الفني أو الإنساني.
أبطال العمل
- منى زكي بدور أم كلثوم
- محمد فراج
- أحمد خالد صالح
- تامر نبيل
- سيد رجب
- أحمد حلمي
- عمرو سعد
- نيللي كريم
- وغيرهم من النجوم المشاركين كضيوف شرف
صنّاع الفيلم
- تأليف: أحمد مراد
- إخراج: مروان حامد
- إنتاج: أحمد بدوي، تامر مرسي، محمد حفظي، فادي فهيم، وائل عبد الله
التعاون بين مراد وحامد يأتي امتدادًا لشراكة فنية ناجحة في عدة مشاريع سابقة، ما يزيد التوقعات بأن يقدم الفيلم تجربة بصرية ودرامية مختلفة.

أزمة وتنتهي… والفن يبقى
أزمة تصريح أحمد مراد، رغم الضجة التي صاحبتها، تعكس حساسية التعامل مع الرموز الكبرى سواء الدينية أو الفنية. ورغم أن مراد قدّم اعتذاره وأكد احترامه للمقدسات، إلا أن ما حدث يذكّر بمدى تأثير الكلمة في المجال العام، وضرورة الدقة في التعبير خصوصًا عند الحديث عن شخصيات لها مكانة خاصة في قلوب الجمهور.
فيلم “الست” من المتوقع أن يستمر في إثارة النقاش، ليس فقط بسبب الجدل السابق، بل بسبب طبيعة الموضوع نفسه، إذ يقدّم حياة واحدة من أعظم الأصوات في التاريخ العربي، صوت غيّر شكل الفن وترك بصمة لا تُمحى.
ومع اقتراب عرض الفيلم الكامل للجمهور، ستتمكن الساحة الفنية من الحكم على التجربة بكامل تفاصيلها، بعيدًا عن الضجيج الذي سبقها. وفي النهاية، تبقى الأعمال الفنية خاضعة للتقييم، والاختلاف حولها جزءًا من طبيعة الإبداع نفسه.
