دمشق – السابعة الإخبارية
أدهم نابلسي .. شهدت الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي حدثًا غير مألوف، خطف الأضواء من الفعاليات التجارية والفنية المعتادة، حيث ظهر الفنان المعتزل أدهم نابلسي ليؤدي صلاتي المغرب والعشاء بساحة الأعلام، وسط حضور جماهيري واسع.
المشهد الذي وثقته عدسات الحضور، وصفته إدارة المعرض بأنه “مميز”، إذ شكّل لحظة روحانية مختلفة في فضاء اعتاد أن يكون مسرحًا للعروض الغنائية والفنية.
أدهم نابلسي .. حضور مختلف عن المعتاد
مشاركة نابلسي اقتصرت على الجانب الديني والروحاني، بعيدًا عن أي نشاط فني، في انسجام كامل مع قراره الذي أعلنه نهاية عام 2021 باعتزال الغناء نهائيًا.
وكان الفنان الأردني حينها قد برر قراره بأن مسيرته الفنية “لم تكن تتوافق مع غايته في إرضاء الله”، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في حينه بين جمهوره ومتابعيه.

من الغناء إلى التلاوة
بعد الاعتزال، اتخذ نابلسي مسارًا جديدًا، حيث حذف جميع أعماله الغنائية من قناته على “يوتيوب”، وبدأ بالظهور في مقاطع مصورة وهو يتلو القرآن الكريم أو يؤم المصلين في الأردن.
هذا التحول لم يقطع صلته بالجمهور، بل أعاد تشكيلها في سياق مختلف قائم على التأمل الديني والقيم الروحانية بدلًا من الأغاني والحفلات.
تفاعل واسع على المنصات
حضور نابلسي في دمشق لم يمر مرور الكرام، إذ تصدر اسمه خلال ساعات مواقع التواصل الاجتماعي، مع موجة واسعة من التعليقات بين مرحّب بخطوته ومؤكد على احترام خياره، وبين من أبدى حنينًا إلى صوته في الغناء.
عدد من النشطاء وصفوا المشهد بأنه “نقطة تحول رمزية”، لكونه يجسد انتقال فنان جماهيري من مسار النجومية الفنية إلى مسار روحي أكثر قربًا من الجمهور على نحو مختلف.
إدارة المعرض: لحظة مميزة
من جانبها، اعتبرت إدارة معرض دمشق الدولي أن مشاركة أدهم نابلسي “أضفت بعدًا إنسانيًا وروحانيًا على الفعاليات”، مشيرة إلى أن المشهد حظي بتفاعل مباشر من الحاضرين الذين حرصوا على توثيقه بالصور ومقاطع الفيديو.
بين الفن والاعتزال.. مسيرة قصيرة وصدى طويل
أدهم نابلسي الذي بزغ نجمه قبل أعوام قليلة في برامج المواهب العربية، نجح في بناء قاعدة جماهيرية واسعة، خصوصًا بين الشباب. لكن قراره المفاجئ بالاعتزال مثّل محطة فارقة، ظل صداها يتردد حتى اليوم.
وبينما يرى البعض أن اعتزاله حرم الساحة الفنية من صوت مميز، يرى آخرون أن خطوته تمثل شجاعة شخصية في إعادة تعريف النجاح بعيدًا عن أضواء الشهرة.
كما أن ظهور أدهم نابلسي في معرض دمشق الدولي ليس مجرد مشاركة عابرة، بل هو مشهد يعكس قوة تأثيره المستمر، حتى بعد مغادرته الساحة الفنية.
فهو يذكّر الجمهور بأن النجومية لا تقتصر على الغناء أو الأضواء، بل يمكن أن تمتد إلى مساحة الإيمان والروحانية، حيث تظل التجارب الصادقة قادرة على لمس قلوب الناس بطرق مختلفة.
ظهور نابلسي في معرض دولي بحجم معرض دمشق، يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول علاقة الفن بالدين والهوية الفردية. فخياره بالابتعاد عن الغناء لم يلغِ حضوره المجتمعي، بل منحه شكلًا جديدًا من الشرعية والتأثير، إذ لم يعد الفنان مجرد مطرب يطرب جمهوره، بل أصبح رمزًا لتجربة شخصية تعكس قيمًا يراها كثيرون قريبة من حياتهم.
كما أن الحدث يعكس تحولات في علاقة الجمهور بالمشاهير، حيث لم يعد الجمهور يقيّم الفنان فقط بناءً على أعماله الفنية، بل بات يتفاعل مع مواقفه وخياراته الشخصية. بالنسبة للكثيرين، صلاته في ساحة المعرض تمثل رسالة أعمق من أي أغنية، لأنها تعكس انسجامًا بين القناعة والعمل.

تأثير ممتد على الأجيال الجديدة
لا يقتصر أثر نابلسي على جمهوره الحالي، بل يمتد إلى الأجيال الناشئة التي ترى في قصته مثالًا على أن الشهرة والنجاح لا تعنيان التخلي عن المبادئ. فاختياره ربما يشجع آخرين على التفكير في خياراتهم بوعي أكبر، سواء داخل المجال الفني أو خارجه.
ظهور أدهم في معرض دمشق الدولي ليس مجرد مشاركة عابرة، بل هو مشهد يعكس قوة تأثيره المستمر، حتى بعد مغادرته الساحة الفنية.
فهو يذكّر الجمهور بأن النجومية لا تقتصر على الغناء أو الأضواء، بل يمكن أن تمتد إلى مساحة الإيمان والروحانية، حيث تظل التجارب الصادقة قادرة على لمس قلوب الناس بطرق مختلفة.
