أمريكا – السابعة الإخبارية
هالك هوجان.. ما زالت الأوساط الرياضية والفنية تعيش صدمة رحيل أسطورة المصارعة العالمية هالك هوجان، الذي فارق الحياة بشكل مفاجئ داخل منزله الفخم المطل على شاطئ كليرووتر بولاية فلوريدا الأمريكية. لم تكن وفاته مجرد حدث مأساوي لجمهوره العريض، بل فجّرت جدلاً قانونيًا وطبيًا واسعًا بعدما أعلنت أرملته سكاي ديلي أنها تدرس اتخاذ إجراءات قضائية ضد الفريق الطبي الذي أشرف على علاجه.
جراحة مثيرة للجدل
القضية تتمحور حول عملية جراحية أجراها هوجان في الرقبة خلال مايو الماضي. هذه الجراحة، التي كان يُفترض أن تساعده على تجاوز مشكلات صحية مرتبطة بتاريخه الطويل في حلبات المصارعة، يُشتبه بأنها أدت إلى إصابة العصب الحجابي، وهو العصب المسؤول عن التحكم في عملية التنفس.
إصابة هذا العصب لم تُكتشف، وفقًا للتقارير الأولية، إلا بعد انتهاء العملية، ما جعله يعاني من ضيق تنفس مستمر أثّر تدريجيًا على جسده وأضعف وظائفه الحيوية. ومع مرور الوقت، تدهورت حالته حتى انتهت بسكتة قلبية أودت بحياته داخل منزله الفخم الذي تُقدّر قيمته بأكثر من ثمانية ملايين دولار.

تصريحات الأرملة سكاي ديلي
في تصريحاتها لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أوضحت سكاي ديلي، البالغة من العمر 46 عامًا، أن فريقها القانوني بدأ بالفعل في مراجعة ملابسات التدخل الطبي الذي خضع له زوجها. وأكدت أن الأعراض التي لازمته بعد الجراحة “أرهقت جسده وأسهمت في رحيله”، مشيرةً إلى أن الضرر كان يمكن تفاديه لو تم اكتشاف الإصابة مبكرًا أو التعامل معها بالشكل المناسب.
وأضافت أن إجراءات التحقيق تستغرق وقتًا أطول مما يتصوره الناس، حيث أن الحصول على السجلات الطبية والموافقات الرسمية عملية معقدة يجري متابعتها بدقة، قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن رفع دعوى قضائية ضد الأطباء أو المستشفى الذي أجرى العملية.
شهادة مثيرة للجدل
المزاعم حول خطأ طبي خطير برزت أول مرة من خلال جاستن ماكامي، معالج مهني يبلغ من العمر 54 عامًا كان يعمل في منزل هوجان. فقد أبلغ ماكامي الشرطة بأن “العصب الحجابي قد قُطع” خلال الجراحة، وهو ما شكّل صدمة للرأي العام. لكن تبيّن لاحقًا أن العصب لم يُقطع بالكامل، بل تعرض لإصابة بالغة عطّلت وظيفته الحيوية.
ورغم أن هذه الشهادة كانت سببًا في فتح باب الجدل، إلا أن ماكامي رفض لاحقًا الإدلاء بمزيد من التصريحات، ما زاد الغموض حول حقيقة ما جرى في غرفة العمليات.
انتظار الحسم
في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات الطبية والقانونية، لا تزال جثة هالك هوجان المحنطة محفوظة في دار جنازات محلية منذ أكثر من خمسة أسابيع. وأكدت زوجته أن عملية الحرق ستتم قريبًا، بعد اكتمال الإجراءات الرسمية المرتبطة بالتحقيقات، وهو ما أثار تساؤلات حول طول المدة التي بقي فيها الجثمان دون دفن أو حرق.
أبعاد قانونية معقدة
القضية المطروحة ليست مجرد نزاع عائلي أو عاطفي، بل تفتح الباب أمام مسؤوليات قانونية ومهنية للطواقم الطبية في الولايات المتحدة. ففي حال أثبتت التحقيقات وجود إهمال أو خطأ جسيم، قد تواجه المستشفى أو الجراحون دعاوى تعويض ضخمة تصل إلى ملايين الدولارات.
كما أن هذه القضية قد تعيد تسليط الضوء على معايير السلامة في العمليات الجراحية التي يخضع لها الرياضيون المعتزلون، والذين غالبًا ما يعانون من مشكلات جسدية متراكمة نتيجة سنوات من الضغط البدني العنيف.

إرث رياضي لا يُمحى
بعيدًا عن الخلافات القانونية، يظل هالك هوجان أحد أعظم نجوم المصارعة عبر التاريخ. فقد ساهم خلال الثمانينيات والتسعينيات في تحويل اللعبة من مجرد رياضة بدنية إلى عرض ترفيهي ضخم يجذب ملايين المشاهدين حول العالم. شخصيته الكاريزمية، وقوته الجسدية، وأسلوبه المميز على الحلبة جعلوا منه رمزًا شعبيًا وثقافيًا حتى خارج مجال المصارعة.
لكن السنوات الأخيرة من حياته لم تكن سهلة، فقد عانى من مشاكل صحية متكررة نتيجة الإصابات المتراكمة، بالإضافة إلى أزمات شخصية أثرت على صورته العامة. ورغم ذلك، ظل اسمه حاضرًا كأحد أعمدة اتحاد المصارعة العالمية (WWE) ورمزًا من رموز الرياضة الترفيهية الأمريكية.
رحيل هالك هوجان ترك فراغًا كبيرًا لدى جمهوره وأحبائه، لكن تبعاته لم تنتهِ بعد، إذ ما زالت الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت وفاته نتيجة أسباب طبيعية مرتبطة بتقدمه في العمر وصحته المتدهورة، أم أنها ناجمة عن خطأ طبي جسيم في جراحة لم تنجح كما كان مأمولًا.
الأرملة سكاي ديلي تبدو مصممة على المضي قدمًا في كشف الحقيقة، حتى لو تطلب الأمر مواجهة قانونية طويلة ومعقدة مع الفريق الطبي. وبينما ينتظر العالم نتائج التحقيقات، يبقى إرث هالك هوجان كأيقونة في تاريخ المصارعة خالدًا لا يطاله النسيان.