دبي- السابعة الإخبارية
أسبوع دبي للتصميم .. انطلقت صباح اليوم فعاليات أسبوع دبي للتصميم 2025 في نسخته الحادية عشرة، تحت رعاية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وبشراكة استراتيجية مع حي دبي للتصميم (D3). ويُعد هذا الحدث الأكبر من نوعه في المنطقة، حيث يجمع بين الفن والعمارة والتكنولوجيا والحرف اليدوية والتجارب التفاعلية، في احتفاء شامل بالتصميم والهوية والإبداع.
ويشارك هذا العام أكثر من 1000 مصمم وعلامة تجارية من الإمارات والمنطقة والعالم، ضمن برنامج غني يتضمن معارض وتركيبات فنية وورش عمل ومحاضرات، بالإضافة إلى سوق التصميم ومعرض “داون تاون ديزاين” الذي يُقام على الواجهة البحرية في الفترة من 5 إلى 9 نوفمبر، بمشاركة أسماء عالمية بارزة ومشاريع إبداعية إقليمية صاعدة.

التصميم كقوة اجتماعية وإنسانية
خلال حفل الافتتاح، أكدت ناتاشا كاريلا، مديرة أسبوع دبي للتصميم، أن البرنامج هذا العام يركز على دور التصميم في المجتمع، موضحة أن المبادرة تستند إلى سؤال محوري: كيف يمكن للتصميم أن يجمع الناس عبر التخصصات والحدود والأجيال؟
وقالت كاريلا: “نعتبر التصميم قوة اجتماعية وثقافية تشكّل طريقة حياتنا المشتركة، وتساهم في بناء نظم الرعاية وربط المجتمعات، بدءًا من أنماط عمرانية مستمدة من ثقافات متعددة، إلى التركيز على ذكاء المواد والتفاصيل الدقيقة. هذا العام نقدم رؤية إنسانية للتصميم، تركز على كيف يمكن للإبداع أن يؤثر في حياة الناس.”
وأضافت كاريلا أن العمل مع المصممين يمثل فرصة لصناعة مساحات جديدة للحوار واستكشاف إمكانات التصميم في صياغة المستقبل، معبرة عن امتنانها لشركاء الحدث، وفي مقدمتهم حي دبي للتصميم وهيئة الثقافة والفنون في دبي، إلى جانب الشركاء الداعمين.
تجمع عالمي للمواهب والإبداع
من جهتها، قالت ريم العبودي، رئيسة تطوير الأعمال في حي دبي للتصميم D3: “نفخر بمشاركة أكثر من 1000 مصمم وعلامة تجارية هذا العام. أسبوع دبي للتصميم يعكس روح مجتمعنا: الإبداع الذي يتجاوز الحدود، والمعرفة المفتوحة للجميع، وتطوير المواهب من خلال التكامل بين الفن والأعمال.”
وأوضحت العبودي أن الحي يتحول خلال أسبوع التصميم إلى مركز تفاعلي يجمع بين المعماريين والمصممين والفنانين والطلاب والصناع والمقتنين، مشيرة إلى أن الحدث ساهم خلال السنوات الماضية في ترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية للتصميم والابتكار.
كما أعلنت العبودي عن انطلاق أول جائزة D3 الإقليمية للمواهب الناشئة، والتي حصل عليها المعماري أوهريم واهنداكت من نيجيريا، المقيم في الحي، كدليل على التزام الحدث بدعم المواهب الشابة وإتاحة منصات عالمية لها.

منصات جديدة وتجارب غامرة للزوار
وفي كلمتها، أكدت متسدين كريستنسن، مديرة معرض “داون تاون ديزاين”، أن التجربة هذا العام تتجاوز العرض التقليدي لتقديم إلهام ورؤى جديدة للزوار، مشيرة إلى أن المعرض ركز على التفاصيل الصغيرة التي تصنع تجربة غامرة وشاملة لكل المشاركين.
من جانبه، قال بابلو ديل فال، المشرف على برنامج “إديشن”، إن النسخة الثانية من المبادرة تقدم أعمالًا فنية محدودة الإصدار تجمع بين التصميم والفن المعاصر، مما يتيح للمقتنين والزوار الوصول المباشر لقطع استثنائية تحمل بصمة فنية وجمالية عالية.
أسبوع دبي للتصميم.. منصة للابتكار والإبداع
يأتي أسبوع دبي للتصميم هذا العام في وقت يشهد اهتمامًا متزايدًا بالإبداع كقوة دافعة للتغيير الاجتماعي والثقافي، مؤكداً على قدرة التصميم على تشكيل حياة المدن والمجتمعات وربط الثقافات. ويعكس الحدث حرص دبي على ترسيخ موقعها كوجهة عالمية للابتكار والتصميم، مع توفير منصة حقيقية للمواهب المحلية والعالمية لعرض أعمالها والتواصل مع جمهور متنوع.
ويشهد أسبوع دبي للتصميم 2025 إقامة ورش عمل تفاعلية ومحاضرات متخصصة تتناول أحدث الاتجاهات في مجالات التصميم الداخلي، والهندسة المعمارية، والابتكار الرقمي، والتكنولوجيا القابلة للارتداء. هذه الورش تمنح الزوار فرصة للاطلاع على أحدث التقنيات واكتساب مهارات عملية، وتفتح المجال أمام المصممين الشباب لتقديم مشاريعهم أمام خبراء دوليين.

كما يعزز الحدث التبادل الثقافي والمعرفي، إذ يجمع المشاركين من مختلف دول العالم لمناقشة التحديات المعاصرة في التصميم واستكشاف حلول مبتكرة تلبي احتياجات المجتمعات. ويشكل السوق والمعرض منصة للتواصل بين المبدعين والمستثمرين والمقتنين، ما يتيح فرصًا لتعزيز القطاع الإبداعي في الإمارات والمنطقة.
إضافة إلى ذلك، يسلط أسبوع دبي للتصميم الضوء على التصميم المستدام واستخدام المواد الذكية، مع التركيز على كيف يمكن للتصميم أن يساهم في تحسين نوعية الحياة وبناء مجتمعات أكثر تواصلاً وإبداعًا.
من خلال هذا الحدث، تؤكد دبي مرة أخرى أنها مركز عالمي للابتكار والإبداع، يعكس رؤية المدينة في دعم الثقافة والفنون والتصميم كعوامل محورية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
