خاص ـ السابعة الإخبارية
أسعار الذهب شهدت خلال عام 2024 صعودًا لافتًا، إذ حقق المعدن الأصفر مكاسب تجاوزت 27%، وهو أكبر ارتفاع سنوي له منذ عام 2010، مما جعل الأنظار تتوجه نحو مستقبل الذهب في الأسواق العالمية.
يأتي ارتفاع أسعار الذهب في وقت تشهد فيه أسواق السلع والنفط تقلبات كبيرة، بينما يترقب المستثمرون قرارات سياسية واقتصادية قد تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب. فهل سيستمر هذا الاتجاه الصعودي في عام 2025؟ في التقرير التالي يستعرض موقع السابعة الإخبارية العوامل التي ستحدد مصير المعدن النفيس في الأشهر المقبلة؟
ارتفاعات الذهب في 2024.. عوامل ومؤشرات
شهد الذهب قفزة ملحوظة خلال عام 2024، حيث ارتفع في المعاملات الفورية بنسبة 27% ليصل إلى أكثر من 2630 دولارًا للأوقية في بعض الأوقات، فيما سجل الذهب في العقود الآجلة مستويات قريبة من 2646 دولارًا للأوقية. ويعتبر هذا الارتفاع الكبير بمثابة تعويض جزئي للتقلبات التي شهدها السوق في الأعوام السابقة.
ارتفاع أسعار الذهب تعود إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها
السياسات النقدية، مع سياسة الفائدة المنخفضة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أصبح الذهب أكثر جاذبية مقارنةً بالاستثمارات الأخرى مثل الأسهم والسندات، التي تعاني من انخفاض العوائد.
ضعف الدولار الأمريكي، انخفاض قيمة الدولار الأمريكي جعل الذهب المقوم بالعملة الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، وبالتالي دفع إلى زيادة الطلب عليه.
التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، الأزمات العالمية مثل الحروب التجارية والتوترات السياسية زادت من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
توقعات الذهب في 2025: ما ينتظر الأسواق؟
بعد عام مميز للذهب، يترقب المستثمرون ما سيحدث في 2025. وبينما يرى بعض المحللين أن المعدن الأصفر سيواصل ارتفاعه بسبب استمرار العوامل الاقتصادية السلبية، هناك آخرون يحذرون من إمكانية حدوث تصحيح في الأسعار.
قال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في “كابيتال دوت كوم”، في تصريحات له: “الذهب يتحرك في نطاق ضيق حاليًا، وهو ما قد يشير إلى استعداد السوق للانطلاق.
أضاف “نتوقع أن يواصل الذهب صعوده في العام المقبل، خاصة في ظل المخاطر الجيوسياسية العالية والديون الحكومية المتزايدة.”
أبرز العوامل التي ستؤثر في أسعار الذهب في 2025
يتوقع العديد من المحللين أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في سياسة الفائدة المنخفضة أو قد يخفضها بشكل طفيف، وهو ما سيؤثر بشكل إيجابي على أسعار الذهب، كما أشاروا أنه في حال استمرت الأزمات الاقتصادية أو زادت حدة التوترات الجيوسياسية، فإن الذهب سيظل الخيار الأفضل للمستثمرين.
بالإضافة إلى تحركات الدولار الأمريكي، حيث أنه إذا استمر الدولار في الانخفاض، فإن الذهب سيكون أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، مما قد يرفع أسعاره أكثر.
المعادن النفيسة.. الفضة والبلاتين والبلاديوم في دائرة الضوء
لم تكن أسعار الذهب الوحيدة التي شهدت تحركات كبيرة، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا تحركات موازية. ففي عام 2024، ارتفعت الفضة بنسبة 1.5% لتصل إلى 29.29 دولارًا للأوقية، بينما زاد البلاديوم بنسبة 0.9% ليبلغ 912.26 دولار. كما شهد البلاتين زيادة بنسبة 0.7% ليصل إلى 917.14 دولار.
ورغم أن الفضة سجلت أداء جيدًا في عام 2024، إلا أن البلاتين والبلاديوم كانا في وضع غير مستقر، حيث لم يتمكنا من تحقيق نفس النتائج المميزة مثل الذهب والفضة. ويرجع هذا إلى تراجع الطلب على هذه المعادن في بعض الصناعات الأساسية، مما يجعلها في مهب الريح مقارنة بالذهب.
توقعات الفائدة الأمريكية وتأثيرها على الأسواق
من المتوقع أن تصدر بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، والتي قد تؤثر بشكل كبير على قرارات الفائدة المستقبلية.
وأشار تقرير من أداة “فيدووتش” التابعة لشركة “CME” إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 88.8% أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في يناير 2025.
بينما تظل هناك فرصة بنسبة 11.2% لخفضها، وهو ما قد يضع مزيدًا من الضغط على أسعار الدولار ويعزز جاذبية الذهب.
أسعار الذهب في عام 2025 – توقعات متباينة
بينما يسود التفاؤل بشأن استمرارية ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025، يظل السوق عرضة للتقلبات. المخاطر الجيوسياسية، سياسة الفائدة الأمريكية، وتحركات الدولار ستكون العوامل الرئيسية التي ستحدد مسار المعدن الأصفر.
وبينما يرى البعض أن الذهب سيظل في مسار صعودي، قد يكون من المهم أن يظل المستثمرون على حذر في ضوء الظروف الاقتصادية المتغيرة التي قد تؤثر على الأسواق.