القاهرة – السابعة الاخبارية
أسما شريف منير ، في خطوة أثارت الكثير من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت الإعلامية أسما شريف منير، ابنة الفنان القدير شريف منير، ارتداءها الحجاب بشكل رسمي، مؤكدة أن القرار جاء عن قناعة داخلية عميقة وشعور بالراحة النفسية التي لا تُوصف. وقد حظي هذا الإعلان بتفاعل واسع بين الجمهور، تراوحت فيه التعليقات بين التهاني والدعوات والدعم.
أسما شريف منير تفاجئ الجميع بالإعلان الرسمي وصورة “المليون”
جاء إعلان أسما الحجاب من خلال مجموعة من الصور نشرتها عبر حسابها الشخصي على تطبيق “إنستجرام”، حيث ظهرت مرتدية الحجاب الكامل. لكن أكثر ما لفت الانتباه هو ما أسمته “صورة المليون”، والتي اعتبرتها الشرارة الحقيقية وراء اتخاذ القرار. فبعد أن التقطت صورة عابرة لنفسها مرتدية الحجاب قبل صلاة الفجر في أواخر عام 2024، قامت بنشرها على شكل “ريلز”، لتتفاجأ في صباح اليوم التالي بأن عدد المشاهدات تجاوز المليون مشاهدة خلال ساعات قليلة فقط، وسط سيل من التعليقات التي حملت رسائل دعم ودعاء.
تقول أسما: “شعرت أن الله يرسل لي رسالة عبر هذه الدعوات، فقلت في نفسي يا رب يكون هذا الدعاء سببًا في ثباتي”. وتضيف أن هذا التفاعل الإيجابي الكبير دفعها للشعور بمسؤولية أكبر وجعلها تتخذ قرارها النهائي بارتداء الحجاب، مؤكدة أن الأمر ليس لحظة عابرة، بل بداية حقيقية لمرحلة جديدة في حياتها.
الحجاب ليس مجرد قطعة قماش
في تعليقها على الصور، أوضحت أسما أن الحجاب بالنسبة لها ليس مجرد غطاء رأس، بل عهد بينها وبين الله، وخطوة روحانية عميقة. وأضافت: “الحجاب مش مجرد قطعة قماش، ده قرار نابع من القلب، وشعور بالراحة والسكينة لا يمكن وصفه”. وطلبت من متابعيها الدعاء لها بالثبات، مشيرة إلى أنها لا تزال في بداية هذه المرحلة الجديدة، وتبحث عن أسلوب لباس محتشم يتناسب مع شخصيتها ونمط حياتها.
تحولات سابقة ومواقف مثيرة للجدل
قرار أسما بارتداء الحجاب لم يأتِ فجأة، بل كان امتدادًا لسلسلة من التحولات الجذرية التي مرت بها خلال السنوات الماضية. ففي عام 2023، أثارت الجدل بعد أن حلقت شعرها بالكامل، في خطوة فاجأت الجميع. حينها صرّحت أن هذه الخطوة كانت بمثابة بداية جديدة لها للتخلص من الضغوط النفسية والأزمات التي عاشتها لسنوات، ووصفت التجربة بأنها عملية “تحرر نفسي” من الأحمال العاطفية القديمة.
ورغم الانتقادات الحادة التي تلقتها من البعض، إلا أن والدها، الفنان شريف منير، وقف إلى جانبها مدافعًا عنها، مؤكدًا أن ما قامت به يدخل ضمن نطاق الحرية الشخصية ولا يستحق الهجوم أو التنمر. هذا الموقف الأبوي المساند كان له أثر إيجابي كبير في حياتها، وأسهم في إعادة اكتشاف ذاتها، حسب تعبيرها.
من الانتقادات إلى الاعتذارات: أزمة الشعراوي
أسما ليست غريبة عن الأضواء أو الجدل. ففي عام 2019، كانت قد دخلت في أزمة إعلامية كبيرة بعد تعليقها المثير للجدل حول الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث وصفت بعض أفكاره بالتطرف. وقد قوبلت تصريحاتها حينها بموجة هجوم شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، ما دفعها لاحقًا إلى تقديم اعتذار علني، موضحة أن ما قالته جاء نتيجة سوء فهم وفي لحظة غضب عابرة، ولم تكن تقصد الإساءة لرمز ديني كبير.
رغم ذلك، استمرت أسما في التواصل مع جمهورها بشكل مباشر، معتبرة أن السوشيال ميديا أصبحت وسيلة تعبير أساسية عن نفسها، ولم تتراجع عن مشاركة تفاصيل حياتها الشخصية مهما بلغت حساسية تلك المواضيع.
محطة الزواج الهادئ وأثره في القرار
لا يمكن فصل قرار الحجاب عن المرحلة التي مرت بها أسما مؤخرًا، خصوصًا بعد زواجها الذي احتفلت به في أجواء عائلية بسيطة بعيدًا عن الصخب الإعلامي المعتاد. وصفت يوم زفافها بأنه “صادق وبسيط”، مشيرة إلى أنها تعمّدت الابتعاد عن الاستعراض وفضّلت التركيز على معنى الأمان والاستقرار مع شريك حياتها.
تقول أسما إن هذه التجربة كان لها تأثير كبير على روحها وسلوكها، إذ بدأت تشعر بحاجة أكبر إلى السكينة والطمأنينة، وهو ما دفعها إلى مراجعة الكثير من مفاهيمها ونمط حياتها، وصولًا إلى قرارها الأخير بارتداء الحجاب، والذي تصفه بأنه “قرار عمر” وليس مجرد تجربة عابرة.
أسما شريف منير: من هي؟
ولدت أسما شريف منير عام 1987، وهي خريجة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا. بدأت حياتها المهنية في مجال الموضة والتجميل من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت تقدم نصائح وأفكار تتعلق بالمظهر والأناقة.
لاحقًا، دخلت إلى مجال الإعلام، واشتهرت من خلال برنامج “أنا وبنتي” الذي قدمته بمشاركة والدها شريف منير، حيث تناولا فيه مواضيع اجتماعية وعائلية بطريقة مرحة وخفيفة. كما شاركت في تقديم برنامج “هزر فزر”، وظهرت في أعمال فنية محدودة، أبرزها دورها في فيلم “بحبك” عام 2022، والذي كان تجربة تمثيلية أثارت اهتمام الجمهور.
قرار الحجاب: قناعة واستعداد للاستمرار
ما يميز إعلان أسما هذه المرة هو أنها تدرك تمامًا طبيعة المرحلة التي تدخلها، وتعرف أن هناك نساء خضن تجربة الحجاب وتراجعن عنها لاحقًا. لكنها شددت في أكثر من تعليق على أن قرارها ليس لحظة عاطفية أو استجابة لموجة تفاعل، بل نابع من قناعة داخلية قوية ورغبة صادقة في الاستمرار.
وأكدت أنها تتفهم تمامًا أن حياتها ستكون دومًا تحت المجهر، لكنها لا ترى في ذلك عائقًا، بل دافعًا إضافيًا للثبات على هذا الطريق، خاصة مع الدعم الكبير الذي تلقته من متابعيها وأسرتها.
خاتمة: بداية جديدة تحت الأضواء
اليوم، تقف أسما شريف منير على أعتاب مرحلة جديدة من حياتها، تختلف كليًا عن كل ما سبق. من فتاة مهتمة بالموضة والجمال، إلى امرأة ناضجة تتحدث بثقة عن السكينة الداخلية والالتزام الروحي. ورغم التحديات والضغوط، فإنها تبدو مستعدة لخوض التجربة بإرادة حقيقية، مدفوعة بإيمانها الشخصي وتفاعل جمهورها معها.
ربما يكون قرار الحجاب بداية لتحولات أكبر في حياتها على المستوى الشخصي والمهني. ولكن المؤكد أن أسما لم تعد فقط ابنة فنان شهير أو إعلامية معروفة، بل أصبحت صوتًا نسائيًا له تأثير في مجتمعها، يسير بخطى ثابتة نحو ما تعتبره الحياة الأقرب إلى حقيقتها.