بقلم المدربة: عائشة الشحي
هنالك تفاصيل تظل مبهمة في صفحات الآخرين لسببٍ مجهول، وهذا ما يطلق عليه في بعض القواميس الحياتية بـ”جزء من النص مفقود” ، فكثيرة هي اللحظات التي نمر بها وتجبرنا أن نسير على وتيرة التجاوز، نتجاوز فيها كل أمر قد يعكر صفو مزاجنا وكل ما هو كفيل بأن يهشم ذواتنا جراء الظروف التي تستنزف جزءً من قوانا.


فأحياناً عندما نرى الإبتسامة ترتسم على ملامح البعض، دائماً ما نعتقد بأنها نتاج للسعادة التي ينعم بها الفرد ، ولكن ما لا يعلمونه حقاً هو بأن خلف تلك البسمة ، هنالك قصص مؤلمة لم تروى من قِبل صاحبها و مختزنة في سجل حُتِم عليه الكتمان، وأن الإبتسامة تلك ما هي إلا عنوان للرضا بأقدار الله وقضاءه ، فبها تجعل قلبه هادئ وهمومه عابرة ومصائبه هينة.
فالحياة كما تعلم بأنها لا تقوم على مبدأ الكمال ، ما أعنيه هو أن حياتنا هي مزيجاً من الفرح والحزن، ولكن كل ما علينا فعله هو أن نتعايش مع كافة الظروف، وأن نغير مفاهيمنا للأفضل، كأن نخلق لذاتنا برمجيات تساعدنا على رفع مستوى الإيجابية من أدق التفاصيل والإبتعاد عن المؤثرات السلبية التي تلعب دوراً مهماً في حياة بعض الأفراد.


جرب مثلاً أن تترك لك بصمة في كل زاوية، كأن تكون جابراً للخواطر، وإن كانت خفاياك مؤلمة، كن أنت المداوي لكل مجروح ومهموم ؛ ليطبطب الله لك جرحك على هيئة عوضاً رباني لم يخطر على بالك يوماً، هي أفعال بسيطة للغاية ولا تكلفك أن تدفع مبلغ من المال أو التخلي عن جزء من ممتلكاتك ولكن يظل لذلك أثراً باقياً حتى بعد مماتك.