بيروت – السابعة الاخبارية
أصالة، في مؤتمر صحفي أُقيم في بيروت قبل حفلها الكبير في “Forum De Beirut”، فاجأت الفنانة السورية أصالة نصري جمهورها بإعادة فتح ملف الخلاف مع الفنانة اللبنانية مايا دياب، لكنها فعلت ذلك بأسلوب هادئ وبعيد عن التشنج.
قالت أصالة إنها تعرّفت إلى مايا قبل خمس سنوات، عن طريق صديق مشترك هو نيكولا جبران، وإن العلاقة بينهما بدأت بودّ ودفء، حيث جمعتهم ذكريات طيبة ومواقف إنسانية. وأكدت أن مايا كانت تستضيفها وتُعد لها أشهى الأطعمة، وأن الذكريات بينهما كانت كلها “جميلة وخفيفة على القلب”.
أصالة ومايا دياب: من “الأيام الطيبة” إلى سحابة الخلاف
ورغم كل الودّ السابق، كشفت أصالة أن العلاقة بينهما بدأت في التباعد بشكل تدريجي، ليس بسبب خلاف مباشر، بل نتيجة السفر والانشغالات وضغوط الحياة. وأشارت إلى أن هذا البُعد لم يمسّ الذكريات التي ما زالت تحفظها بعاطفة.
في حديثها، حرصت أصالة على تأكيد أنها لا تحمل لمايا أي ضغينة، وأن ما حدث ليس أكثر من فتور طبيعي يحدث في العلاقات الإنسانية، خاصة في الوسط الفني المليء بالضغوطات والتقلبات.
تصريحات مايا التي فاجأت أصالة
في ما بدا محاولة لاحتواء الأزمة، أعربت أصالة عن دهشتها من التصريحات الأخيرة المنسوبة إلى مايا دياب، وقالت إنها ظنت في البداية أن التصريحات “مفبركة” أو صادرة عن تطبيقات ذكاء اصطناعي، في إشارة غير مباشرة إلى غرابة محتواها أو قسوته. لكنها أوضحت لاحقًا أنها تأكدت من أن ما قيل كان حقيقيًا.
ورغم ذلك، لم تدخل أصالة في أي رد هجومي، بل اكتفت بالقول: “مايا ما عملت غير كل شي حلو، وأنا كمان ما عملت غير كل شي حلو”. بهذا التعليق، وضعت حدًا واضحًا لأي تصعيد جديد، مفضلة العودة إلى جذور العلاقة، حيث “الأيام الطيبة” هي ما تتذكره وتقدّره.
الرسالة الواضحة: لا خلاف يُفسد الذكريات
في واحدة من أبرز جمل المؤتمر، أكدت أصالة: “لا يوجد بيننا إلا الأيام الطيبة”. هذه العبارة لخصت موقفها بالكامل، وجاءت كدعوة لترك الخلاف خلف الكواليس، والتركيز على الودّ الذي كان موجودًا في ما مضى.
من الواضح أن أصالة لا تسعى لإشعال أزمة جديدة، بل على العكس، بدت وكأنها تمدّ يدها بهدوء نحو إغلاق هذا الملف، أو على الأقل، إخراجه من ساحة الإعلام.
النضج في التعامل مع الخلاف
ما يُحسب لأصالة في هذا السياق، هو تعاطيها الناضج مع ما كان يمكن أن يتحول إلى أزمة فنية طويلة. فرغم أن الخلاف خرج إلى العلن، ورغم أن التصريحات من الطرف الآخر حملت لهجة غاضبة، اختارت أصالة طريق التهدئة، والتركيز على الجانب الإنساني في العلاقة.
لم تنكر وجود التوتر، لكنها أعادت صياغته بصورة لا تُهين أحدًا، ولا تشعل الجمهور، بل تمنحه مساحة للتأمل في قيمة الذكريات والعلاقات.
الوجه الآخر لمايا دياب
في المقابل، ورغم تصريحاتها القاسية في وقت سابق، كانت مايا دياب قد ألمحت أيضًا إلى رغبتها في عدم الخوض كثيرًا في التفاصيل، وقالت إنها تتمنى ألّا تضطر إلى كشف بعض الأمور. وهو ما يمكن تفسيره على أنه تراجع أو تحفظ، قد يفتح الباب لاحقًا لمصالحة صامتة، أو على الأقل تهدئة مستمرة.
ما وراء الخلاف: دروس في العلاقات الفنية
هذه الحكاية ليست فقط عن أصالة ومايا، بل عن طبيعة العلاقات بين الفنانين في زمن الإعلام السريع. فكل كلمة تُقال أمام الجمهور قد تُؤوّل، وكل نكتة قد تُفهم على أنها سخرية، وكل سكوت قد يُحسب موقفًا.
وفي ظل هذا الضغط، يصبح الحفاظ على العلاقات القديمة أمرًا صعبًا، ما لم يكن هناك نضج كافٍ يُعيد توجيه البوصلة نحو الاحترام المتبادل.

الجمهور بين الانقسام والانتظار
الجمهور، كالعادة، انقسم. بين من رأى أن أصالة تعرّضت لظلم، ومن اعتبر مايا صريحة وشفافة. لكن ما لا يختلف عليه أحد، أن تصرف أصالة الأخير كان ذكيًا، متزنًا، ويصب في مصلحة العلاقة والصورة العامة.
يبقى السؤال: هل سترد مايا بالمثل؟ وهل ستنتهي هذه السحابة العابرة بجلسة صلح؟ أم أن الأيام الطيبة ستبقى ذكرى فقط دون تكرار؟