أبوظبي – السابعة الإخبارية
استطاع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 أن يضيف بُعدًا مختلفًا لتجربة زواره هذا العام، من خلال إطلاق فعالية ثقافية فريدة تحت عنوان “أطباق وثقافات”، جمعت بين سحر الطهي، وغنى التراث، وعمق الحكايات، لتجسد كيف يمكن للطعام أن يكون جسرًا للتواصل الإنساني والثقافي، ولغة عالمية يتشاركها الجميع.
الفعالية، التي لاقت تفاعلًا جماهيريًا واسعًا، أتاحت للزوار تجربة حسية ومعرفية متكاملة، من خلال التعرف على أطباق تمثل مطابخ العالم، والتفاعل مع قصصها وتاريخها، وسط أجواء حافلة بالتنوع والانفتاح الثقافي.
أطباق من العالم… ومذاقات تحكي القصص
لم تكن “أطباق وثقافات” مجرد مساحة لتقديم مأكولات متنوعة، بل كانت رحلة معرفية تسلط الضوء على الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بالأطباق. فقد شارك في الفعالية نخبة من الطهاة العالميين وخبراء الطهي، الذين قدّموا أطباقًا تقليدية من مطابخ مختلفة مثل:
المطبخ العربي، الذي حضر بقوة من خلال أطباق الكبسة والمجبوس.
المطبخ الآسيوي، حيث استمتع الزوار بتجربة السوشي الياباني والكاري الهندي.
المطبخ الأوروبي، الذي جذب الأنظار بأطباق شهيرة مثل اللازانيا الإيطالية والكرواسون الفرنسي.
كل طبق لم يكن مجرد وجبة، بل كان قصة تُروى عن شعب، وتاريخ، وثقافة، وهو ما أضفى على الفعالية طابعًا إنسانيًا غنيًا.
ورش تفاعلية.. الطهي يصبح فنًا تعلم
واحدة من أبرز عناصر الفعالية كانت ورش العمل التفاعلية التي نظمها المعرض، حيث شارك طهاة محترفون في تقديم دروس تطبيقية مباشرة لزوار المعرض حول كيفية إعداد الأطباق العالمية، مع شرح السياق التاريخي والثقافي الذي نشأت فيه تلك الوصفات.
هذه الورش لم تُشبع فقط الفضول الذوقي، بل منحت الزوار فرصة لاكتساب مهارات جديدة، وجعلت من الطهي وسيلة للتقارب بين الشعوب.
الطعام في الأدب.. عندما يتحوّل الطبق إلى نص أدبي
في خطوة لافتة، دمجت الفعالية بين الطعام والأدب من خلال جلسات حوارية شارك فيها عدد من الكتّاب المتخصصين في أدب الطعام، ناقشوا خلالها موضوعات مثل:
كيف يعكس الطعام التراث الثقافي للشعوب؟
ما هو دور المطبخ في السرد الأدبي والروايات العالمية؟
ولماذا تعتبر الوصفات التقليدية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية؟
هذا الربط بين الأكل والكتابة أتاح للمشاركين رؤية جديدة للطعام ليس كمجرد حاجة يومية، بل كوسيلة للتعبير والتوثيق الثقافي.
الأطفال أيضًا على مائدة الثقافات
ولم تغفل الفعالية عن إشراك الأطفال، حيث خُصّصت لهم ورش تعليمية ممتعة لتعلم إعداد أطباق بسيطة من ثقافات مختلفة، بالإضافة إلى سرد قصص حول تاريخ بعض الأطعمة المشهورة، وهو ما ساهم في تعزيز وعي الأطفال بتنوع الثقافات حول العالم بطريقة ممتعة وتربوية.
رحلة تذوق… كل لقمة تحكي عن حضارة
أجواء الفعالية ازدادت تميزًا من خلال فعاليات التذوق التي سمحت للزوار بتجربة الأكلات من كل مطبخ عالمي مشارك. كل طبق حمل في طعمه لمسة من حضارة ما، وجعل من المعرض فرصة نادرة لاكتشاف ثقافات العالم من خلال الحواس.
الطعام كجسر للثقافات.. رسالة تتجاوز اللغة
أثبتت فعالية “أطباق وثقافات” أن الطعام لا يُشبع الجوع فقط، بل يُشبع الفضول المعرفي، ويربط الناس من مختلف الجنسيات والخلفيات بلغة يفهمها الجميع: النكهة والضيافة والمشاركة.
ومع تزايد الإقبال عليها، باتت هذه الفعالية واحدة من أهم المحطات التفاعلية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومثالًا حيًا على كيفية دمج الثقافة، والفن، والتجربة الإنسانية في مساحة واحدة نابضة بالحياة.