لبنان – السابعة الاخبارية
أمل حجازي، أثارت الفنانة اللبنانية أمل حجازي موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان والعالم العربي، بعد ظهور إعلامي مفاجئ أعادها إلى الواجهة بعد سنوات من الاعتزال والتواري عن الأضواء.
هذا الظهور، الذي جاء عبر بودكاست “مع نضال” للإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية، لم يكن عابرًا، بل محمّلًا برسائل إنسانية وروحية، وتفاصيل شخصية صادمة، بعضها كُشف للمرة الأولى، ما أعاد الجدل حول مسيرتها، خياراتها الشخصية، ومستقبلها الفني.
أمل حجازي في عودة مفاجئة بعد صمت طويل
منذ أن أعلنت أمل حجازي اعتزالها الحياة الفنية وارتداء الحجاب عام 2017، فضّلت الابتعاد عن الإعلام والاكتفاء بالتعبير عن مواقفها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن عودتها الأخيرة إلى الحوارات التلفزيونية لم تمر بهدوء، إذ بدت صادقة، متأثرة، بل ومتحفّزة للكشف عن خفايا مرّت بها خلال سنوات غيابها عن الساحة.
رحلة صامتة مع المرض
من أبرز الاعترافات التي فاجأت جمهور أمل حجازي كان حديثها عن إصابتها بمرض خطير قبل نحو عشرة أعوام، حيث كشفت للمرة الأولى أنها كانت تتلقى علاجًا كيميائيًا في تلك الفترة، واستمرت في تقديم أعمالها الفنية رغم قسوة التجربة.
وأوضحت أنها اختارت عدم إعلان إصابتها بالمرض في ذلك الوقت، لأنها كانت محاطة بأشخاص “من ذوي النفسيات المريضة”، الذين قد يستغلون نقاط الضعف. وقالت:
“في تلك اللحظات، يكون الإنسان هشًّا جدًا، ولا يتحمل النظرات أو الكلمات الجارحة من الناس، لذلك قررت الصمت.”
تجربتها مع المرض، كما وصفتها، كانت نقطة تحوّل في حياتها الروحية والفكرية، ومهّدت لقرارات مصيرية مثل الحجاب، ثم لاحقًا، إعادة النظر في مفهوم الالتزام الديني من منظور شخصي.
الحجاب: قرار بعد الشفاء
في توضيح ربما يضع حدًا للكثير من الشائعات، أكدت أمل أن قرار ارتداء الحجاب لم يكن مرتبطًا بإصابتها بالمرض، بل جاء بعد تعافيها التام. وبيّنت أنها لم تتخذه بدافع الخوف، بل عن قناعة شخصية وروحية.
وأضافت أنها كانت تواصل العمل الفني حتى أثناء فترة علاجها، وهو ما يكشف عن جانب من التحدي والإصرار لديها، رغم الألم الجسدي والنفسي.
هذا التصريح أضاء على جانب مختلف من حكاية الحجاب، التي ارتبطت لسنوات بسردية “التحول الديني المفاجئ”، بينما تؤكد أمل اليوم أن التحول كان نتيجة تراكمات وتجربة إنسانية عميقة.
خلع الحجاب: القيم قبل المظهر
في محور آخر من اللقاء، ردّت أمل حجازي على الجدل الذي دار حول خلعها الحجاب، خاصة بعد ظهورها في مقطع مصوّر دون غطاء الرأس للمرة الأولى عام 2024. وأوضحت موقفها قائلة:
“الله يطلب منا القلب السليم ومساعدة الناس. الحجاب الحقيقي في الأخلاق والنية الطيبة.”
كما وجّهت رسالة إلى النساء المحجبات، قالت فيها:
“إذا كنتِ مرتاحة نفسيًا مع الحجاب، فتمسكي به. لأن الراحة النفسية تدفع الإنسان لفعل كل ما هو خير.”
تصريحاتها هذه أثارت موجة جديدة من التفاعل، بين من رأى فيها جرأة وصراحة نادرة، وبين من اعتبر أن ما قالته قد يثير لغطًا في مجتمعات لا تزال ترى الحجاب كمظهر أساسي للتدين.
فضل شاكر في ذاكرة أمل الفنية
لم يخلُ اللقاء من الحديث عن محطات فنية بارزة في حياة أمل حجازي، حيث استذكرت تعاونها مع الفنان اللبناني فضل شاكر، الذي وصفته بأنه الأفضل من بين من غنّى لها.
وأثنت على إحساسه العالي وصوته الفريد، مشيرة إلى أن بعض أجمل أغانيها كانت ثمرة هذا التعاون، الذي لا يزال يحتفظ بمكانة خاصة في قلبها ومشوارها الفني.
وقد فُهم هذا الإطراء كرسالة دعم ضمنية لفضل شاكر، الذي يعيش بدوره جدلاً مستمرًا حول عودته للفن بعد غيابه القسري.
هل تعود أمل حجازي إلى الساحة الفنية؟
الظهور الإعلامي لم يكن مجرد لحظة اعتراف أو كشف للمستور، بل ربما كان بداية لعودة مدروسة إلى الفن. فوفق مصادر إعلامية لبنانية، فإن أمل تعمل حاليًا على تحضيرات فنية وُصفت بأنها “شبه سرية”، تتضمن مجموعة من الأغنيات الجديدة التي قد تعيدها إلى واجهة الغناء اللبناني والعربي.
وأكدت هذه المصادر أن ما بدا كحوار شخصي قد يكون تمهيدًا ذكيًا لإعلان رسمي عن العودة إلى الساحة، مشيرين إلى أن إدارة عودتها تخضع لتخطيط دقيق يراعي توازنات المرحلة الحالية.
خطوة جريئة محفوفة بالجدل
عودة أمل حجازي المحتملة للفن لن تمر مرور الكرام، لا سيما أنها شخصية أثارت على الدوام انقسامًا في الرأي العام، سواء بسبب مواقفها السياسية، أو خياراتها الدينية، أو اختياراتها الفنية الجريئة.
ومع كل تطور جديد في حياتها، يجد الجمهور نفسه منقسمًا بين مؤيد بشدة، يرى فيها صوتًا صادقًا يعبّر عن تحوّلات المرأة العربية، وبين من يراها متقلّبة أو مثيرة للجدل.
لكن اللافت أن أمل حجازي لا تتهرب من هذا الجدل، بل تواجهه بصراحة وهدوء، كما ظهر في لقائها الأخير، وهو ما يجعلها حاضرة في المشهد حتى وهي غائبة عنه فنيًا.
أمل الإنسانة أولاً
ما ميّز ظهور أمل الأخير هو تركيزها على الجانب الإنساني من التجربة، بعيدًا عن صخب النجومية وأضواء الكاميرات. تحدثت عن الألم، والشفاء، والتجربة الروحية، وعن رحلتها في فهم الحياة، والناس، والدين، والفن.
وبدا واضحًا أنها تسعى لإيصال فكرة مفادها أن الإنسان يملك الحق في أن يتغير، ويبحث، ويعيد تشكيل نفسه، دون أن يُدان أو يُحاصر بتصنيفات مسبقة.
هذا البُعد الإنساني، الصادق، قد يكون سر تعاطف الكثيرين معها، حتى ممن يختلفون معها فكريًا أو دينيًا.
ما الذي ينتظر الجمهور من أمل حجازي؟
إذا صحّت التوقعات والتحليلات، فإن جمهور أمل حجازي على موعد مع مفاجآت فنية جديدة، قد تتضمن ألبومًا أو سلسلة من الأغاني المنفردة. وحتى اللحظة، لم تُعلن أمل رسميًا عن أي عمل مقبل، لكن التمهيد الإعلامي المستمر يوحي بأن الإعلان قد يكون وشيكًا.
في حال عادت فعلاً، ستكون عودتها واحدة من أكثر القصص الفنية إثارة في السنوات الأخيرة، لأنها لا ترتبط فقط بفنانة عادت من الغياب، بل بامرأة واجهت المرض، والجدل، والتغيير، وخرجت لتروي قصتها بنفسها، دون وسطاء أو أقنعة.
ختامًا: أمل حجازي ما زالت تكتب فصولها
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتغيّر فيه القناعات، تبقى قصة أمل حجازي واحدة من أكثر القصص تعقيدًا وإنسانية في الوسط الفني العربي.
من فنانة صاعدة في مطلع الألفية، إلى نجمة لامعة، ثم معتزلة صامتة، والآن… متحدثة باسم تجربتها الخاصة.
وبين كل هذه التحوّلات، يظل اسم أمل حجازي حاضرًا في الذاكرة الفنية والوجدانية لجمهورها، الذي قد يكون مستعدًا لفتح صفحة جديدة معها، أو ربما يعيد النظر في الصفحات القديمة.
ما هو مؤكد، أن أمل لم تقل كلمتها الأخيرة بعد.