أمريكا – السابعة الاخبارية
أنجلينا جولي، عادت النجمة العالمية أنجلينا جولي لتتصدر عناوين الأخبار، بعد ظهورها اللافت في العاصمة الإيطالية روما، حيث حضرت العرض الأول لفيلمها الجديد Couture ضمن فعاليات مهرجان روما السينمائي الدولي في دورته العشرين، مساء السبت.
النجمة، التي غابت فترة عن الشاشة لصالح مشاريع إنسانية وأسرية، خطفت الأنظار بإطلالة أنيقة جريئة كشفت جانبًا آخر من شخصيتها؛ تلك التي لا تزال تجمع بين القوة، والرقي، والحس الفني العميق.
أنجلينا جولي.. حضور آسر على السجادة الحمراء
ظهرت أنجلينا جولي على السجادة الحمراء بفستان أسود طويل مكشوف الظهر، أبرز بشكل واضح مجموعة وشومها الشهيرة، التي لطالما كانت جزءًا مميزًا من صورتها العامة وهويتها الذاتية.
الإطلالة جاءت متكاملة، حيث نسّقت معها حذاءً أسود بكعب عالٍ وجوارب سوداء طويلة، مما منحها حضورًا كلاسيكيًا بلمسة عصرية. وبالرغم من أن الفستان بسيط في تصميمه، إلا أن الوشوم البارزة على ظهر جولي كانت نقطة الجذب الأولى، وموضوعًا للكثير من الحديث على السوشيال ميديا.
الوشوم… لغة شخصية تروي فصولًا من حياة أنجلينا
وشوم أنجلينا جولي ليست مجرد رسومات على الجلد، بل هي سجل بصري لتجارب حياتية، ومزيج من الرموز الثقافية والروحية التي تراكمت على جسدها مع مرور السنوات.
من أبرز الوشوم التي ظهرت بوضوح خلال العرض:
- وشم النمر البنجالي الذي يغطي الجزء السفلي من ظهرها، حصلت عليه في تايلاند عام 2004، ويُرمز به إلى القوة والحماية. رُسم بأسلوب تقليدي باستخدام إبرة يدوية، في طقس مفعم بالروحانية.
- وشوم بوذية باللغة الخميرية، تُعد من أبرز علامات أنجلينا البصرية، وتحمل أدعية روحية وبركات تتمنى لها السلام، والحياة المزهرة، والحب.
- وشم مشترك مع براد بيت، رسمته عام 2016، عندما كانت لا تزال متزوجة منه، ويتكوّن من خطوط طاقة بوذية متطابقة على جسديهما. رغم انفصالهما، لم تزل أنجلينا هذا الوشم، ما يعكس خصوصيته وعمق رمزيته.
- رموز هندسية على كتفها الأيسر ترمز إلى التوازن والطاقة الإيجابية، وهي مستوحاة من ثقافات متعددة، وتظهر بوضوح في معظم جلسات التصوير التي تشارك فيها.
فيلم Couture… قصة شخصية بعمق إنساني
العودة الكبيرة لأنجلينا جولي لم تكن فقط بمظهرها الخارجي، بل من خلال فيلم عميق ومؤثر يحمل عنوان Couture، تؤدي فيه دورًا مركبًا ومحمّلًا بالبعد الشخصي.
في الفيلم، تؤدي جولي دور مخرجة وأم تحاول إنجاز عمل سينمائي عن “أسبوع الموضة في باريس”، بينما تواجه أزمة زواج وصراعًا داخليًا بعد اكتشاف إصابتها بـ سرطان الثدي. القصة ليست فقط عن الموضة أو العلاقات، بل عن النجاة والصراع الداخلي والتمسك بالحياة.
القصة تعكس حياة أنجلينا… والفن كعلاج
ما يجعل الفيلم مثيرًا للاهتمام، ليس فقط الأداء الفني، بل تطابق الخط الدرامي مع جزء من حياة أنجلينا الواقعية. ففي عام 2013، أعلنت جولي عن خضوعها لعملية استئصال وقائي للثديين بعد اكتشاف حملها لجين BRCA1 المسبّب لسرطان الثدي، وهو الجين الذي تسبب سابقًا في وفاة والدتها وجدتها وعمّتها.
عن هذا الارتباط بين القصة الشخصية والعمل الفني، قالت جولي خلال مقابلة لها في مهرجان تورونتو السينمائي الأخير:
“كنت أعلم أن هذا الفيلم سيعيد لي الكثير من الذكريات الشخصية، لكنه كان تجربة علاجية في الوقت نفسه. العمل مع فريق يشاركك الألم يجعل التجربة أكثر إنسانية ودفئًا.”
الإخراج في قلب الحدث
ما يميز Couture أيضًا، هو مشاركة أنجلينا في إخراجه، وهو جانب قلّما تسلط عليه الأضواء رغم أنه يُعبّر كثيرًا عن شخصيتها الفنية المتعمقة. جولي، التي أخرجت في السابق أفلامًا مثل Unbroken و First They Killed My Father، تظهر هنا مجددًا كمخرجة تضع بصمتها الإبداعية والوجدانية في كل تفصيلة.
تسعى أنجلينا من خلال هذا الفيلم إلى كسر الصور النمطية عن المرأة في السينما، وتقديمها في صورة إنسانية مركبة، لا تقتصر على الجمال أو النجاح الخارجي، بل تضم أيضًا الألم، والانكسار، والقوة الهادئة.
الأوسكار في الأفق؟
رغم عدم تحديد موعد رسمي لعرض الفيلم في دور السينما حتى الآن، إلا أن النقاد بدأوا في ترشيحه ليكون ضمن المنافسين الأقوياء في موسم الجوائز القادم، خاصة بفضل الأداء المؤثر لأنجلينا، والموضوع الإنساني الذي يتقاطع مع قضايا الصحة، والنسوية، والعلاقات.
الكثيرون يرون في هذا العمل فرصة جديدة لجولي لتذكير العالم بأنها لا تزال واحدة من أكثر الممثلات تأثيرًا وقوة في هوليوود، رغم ابتعادها عن الشاشة لسنوات.
الموضة كأداة سرد
بعنوانه ومضمونه، يوظف الفيلم عالم الموضة ليس كعنصر جمالي فقط، بل كخلفية درامية تعكس تناقضات البطلة. فبين عالم الأناقة والتصوير والمظاهر، تعيش الشخصية صراعًا داخليًا مع جسدها المريض وحياتها المتفككة.
وهذه المفارقة، التي تظهر في توازن بارع بين الشكل والمضمون، تُبرز قدرة جولي على استخدام التفاصيل – كالموضة، أو الوشم، أو الكاميرا – لإيصال رسائل عميقة دون الحاجة إلى خطاب مباشر.
أنجلينا جولي… أكثر من مجرد نجمة
ظهور جولي الأخير في روما، ومشاركتها في هذا الفيلم، يعيدان تأكيد ما يعرفه جمهورها منذ زمن: أنها ليست مجرد “نجمة” على السجادة الحمراء، بل امرأة تمرّنت على الألم، وتحوّل الجراح إلى فن ووعي.
أنجلينا جولي تمثل فئة نادرة من النجمات اللاتي يمكنهن استخدام الشهرة كوسيلة لنقل الرسائل الصادقة، وليس فقط لعرض الأزياء أو لملء الصفحات الصفراء. ومن خلال فيلم Couture، يبدو أنها لا تسرد فقط حكاية امرأة في أزمة، بل أيضًا حكاية أنثى تحاول أن تفهم ذاتها من جديد.
تفاعل عالمي ومتابعة حثيثة
تصدّر اسم أنجلينا جولي محركات البحث ومنصات التواصل بعد ظهورها في المهرجان. تداول المتابعون صور إطلالتها ووشومها، وقارنوا حضورها هذه المرة بإطلالاتها السابقة، مؤكدين أن النجمة العالمية عادت أكثر نضجًا وهدوءًا وعمقًا من أي وقت مضى.
الجمهور، لا سيما من فئة النساء، وجد في تجربتها الأخيرة مادة ملهمة، خصوصًا في ما يتعلق بقضية سرطان الثدي، التي لا تزال تحظى باهتمام عالمي واسع في إطار حملات التوعية والدعم النفسي.
الختام: أنجلينا جولي… وجوه متعددة لصوت واحد
عودة أنجلينا جولي إلى الأضواء من خلال فيلم Couture ليست عودة شكلية أو دعائية، بل عودة إنسانية وفنية تعكس نضوج تجربة امرأة نجت من الأضواء، والمرض، والانفصال، لتعود أكثر قوة وهدوءًا.
بإطلالتها الجريئة التي كشفت عن وشومها، وكأنها صفحات من كتاب حياتها، وبعمل درامي يعيد وصلها بتاريخها الشخصي، ترسم جولي ملامح مرحلة جديدة في حياتها الفنية والإنسانية… مرحلة عنوانها: الفن الحقيقي يأتي من الألم الحقيقي.