أمريكا، محمد الصو – السابعة الاخبارية
أنجلينا جولي، في خطوة إنسانية مؤثرة، شاركت النجمة العالمية أنجلينا جولي تفاصيل شخصية وحساسة من تجربتها مع الوقاية من سرطان الثدي، خلال مقابلة حديثة، كشفت فيها عن ندوب عملية استئصال الثدي التي خضعت لها قبل أكثر من عشر سنوات. وجاءت هذه المصارحة بهدف رفع الوعي بأهمية الكشف المبكر، وتسليط الضوء على القضايا الصحية التي تمس ملايين النساء حول العالم، مؤكدة أن الجسد يحمل قصص قوة لا يجب إخفاؤها.
أنجلينا جولي: اخترت أن أكون صوتًا للنساء
أوضحت أنجلينا جولي، البالغة من العمر 50 عامًا، أن قرارها بمشاركة هذه التجربة لم يكن سهلًا، لكنه نابع من رغبتها الصادقة في الانضمام إلى النساء اللاتي يحملن الندوب نفسها. وأشارت إلى أنها تأثرت كثيرًا برؤية نساء يشاركن قصصهن بشجاعة، معتبرة أن هذه الشهادات المتبادلة تُخفف الشعور بالوحدة، وتمنح الأخريات القوة لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بصحتهن.
وأكدت جولي أن الحديث عن الندوب ليس ضعفًا، بل تعبير عن النجاة، ورسالة أمل لكل امرأة تواجه الخوف ذاته.
عرض هذا المنشور على Instagram
أنجلينا جولي تنضم لمحاربات السرطان
من خلال هذه الخطوة، وضعت أنجلينا جولي نفسها في صف محاربات السرطان، لا كنجمـة سينمائية، بل كامرأة عايشت القلق والاختيار الصعب. وشددت على أن مشاركة التجربة تُحوّل الألم الفردي إلى قوة جماعية، وتفتح نقاشًا ضروريًا حول صحة الثدي، والوقاية، وحق النساء في المعرفة والرعاية الصحية.
أنجلينا جولي تطالب بحق الجميع في فحوصات BRCA
وفي رسالة واضحة وصريحة، طالبت أنجلينا جولي بإتاحة فحوصات الجينات المرتبطة بسرطان الثدي، وعلى رأسها فحص BRCA، لجميع النساء دون تمييز. وأكدت أن الرعاية الصحية لا يجب أن تكون امتيازًا مرتبطًا بالمال أو الموقع الجغرافي، بل حقًا أساسيًا لكل إنسان.
وأضافت أن تمكين النساء يبدأ بتوفير المعلومات، قائلة إن كل امرأة يجب أن تمتلك القدرة على اتخاذ قرارات واعية بشأن جسدها، في ظل توفر فحوصات جينية وكشف مبكر بأسعار معقولة، خاصة لمن لديهن تاريخ عائلي أو عوامل خطر مرتفعة.

أنجلينا جولي: المعرفة قوة والاختيار حق
شدّدت جولي على أن الوعي الطبي يمنح النساء القوة لا الخوف، مؤكدة أن الاكتشاف المبكر لا ينقذ الأرواح فحسب، بل يخفف أيضًا من المعاناة النفسية والجسدية. وأوضحت أن الحديث عن الوقاية لا يجب أن يكون محاطًا بالقلق أو الوصم، بل بالتشجيع والدعم والمعلومات الدقيقة.
أنجلينا جولي والسينما في مواجهة المرض
على الصعيد الفني، تحدثت أنجلينا جولي عن مشاركتها في فيلم Couture، الذي تجسد فيه شخصية صانعة أفلام أميركية تُشخَّص بسرطان الثدي. وأشادت بالمخرجة أليس وينوكور، مؤكدة أن العمل يتناول المرض بحساسية إنسانية نادرة، بعيدًا عن الصور النمطية التي تحصر معاناة النساء في الألم والحزن فقط.
وقالت جولي إن ما جذبها للدور هو تركيز الفيلم على الحياة وسط المرض، وعلى القدرة على الاستمرار والحب والعمل رغم التحديات الصحية.
أنجلينا جولي: الحياة لا تتوقف عند المرض
أشارت النجمة العالمية إلى أن العديد من الأعمال الفنية التي تتناول السرطان تميل إلى النهايات الحزينة، في حين أن الواقع أكثر تعقيدًا وثراءً. وأكدت أن النساء المصابات لا يفقدن شغفهن بالحياة، بل يعشنها بعمق أكبر، وهو ما يسعى الفيلم إلى إظهاره بصدق واحترام.
أنجلينا جولي وتجربة شخصية صنعت الوعي
تعود جذور هذه القناعة إلى تجربة أنجلينا جولي الشخصية، بعد وفاة والدتها، الممثلة مارشلين برتراند، إثر صراع مع السرطان عام 2007. هذا الحدث شكّل نقطة تحول في حياة جولي، ودفعها لإجراء فحوصات كشفت حملها لطفرة جينية في BRCA1، ما رفع خطر إصابتها بسرطان الثدي إلى نسبة مرتفعة.
أنجلينا جولي وقرار أنقذ حياتها
عام 2013، اتخذت جولي قرارًا جريئًا بالخضوع لعملية استئصال وقائي للثدي، وهو القرار الذي وصفته لاحقًا بأنه منحها السلام والاطمئنان. وأكدت أن نسبة الخطر انخفضت بشكل كبير، ما سمح لها بالتركيز على حياتها وعائلتها ومسيرتها الفنية دون خوف دائم.
وفي عام 2015، واصلت خطواتها الوقائية بخضوعها لعملية استئصال المبيضين وقناتي فالوب، في إجراء احترازي آخر ضد سرطان المبيض.

أنجلينا جولي: رسالة أمل لكل امرأة
في النهاية، تقدم أنجلينا جولي قصة تتجاوز حدود الشهرة، لتصبح رسالة إنسانية عالمية مفادها أن الشجاعة تبدأ بالمعرفة، وأن الوقاية فعل حب للنفس. ومن خلال مشاركتها الصادقة، تؤكد جولي أن الندوب ليست علامة ضعف، بل شهادة حياة، ودعوة مفتوحة لكل امرأة لأن تضع صحتها في مقدمة أولوياتها.
