أوكرانيا – السابعة الإخبارية
في واقعة غير متوقعة خلال زيارتها الإنسانية الأخيرة إلى أوكرانيا، وجدت النجمة العالمية أنجلينا جولي نفسها وسط موقف حرج بعدما تم احتجاز أحد أفراد فريقها الشخصي عند نقطة تفتيش عسكرية، قبل أن تتدخل بنفسها لحل الأزمة.
احتجاز مفاجئ في منطقة خيرسون
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام أوكرانية، فقد وقعت الحادثة يوم الثلاثاء في منطقة خيرسون جنوب البلاد، حين أوقف عناصر من مركز التجنيد أحد مرافقي جولي عند نقطة تفتيش بمنطقة ميكولايف بسبب مشكلات تتعلق بأوراقه العسكرية.
وتبيّن لاحقاً أن الشخص المحتجز هو سائق جولي الشخصي، وهو ضابط احتياط في الجيش الأوكراني تلقى سابقًا أمر استدعاء لحضور دورة تدريبية عسكرية إلزامية، ما دفع عناصر التجنيد إلى احتجازه للتحقق من موقفه القانوني.
ووفقاً للتقارير، فإن جولي تدخلت بشكل مباشر من خلال منسقي الرحلة الإنسانية التي تشرف عليها، حيث تواصل فريقها مع السلطات المحلية ومكتب التجنيد لتوضيح طبيعة مهمة السائق، مؤكدين أنه ضمن بعثة إنسانية رسمية تابعة لمنظمة دولية.
وفي وقت لاحق، أكد مكتب التجنيد العسكري أن التحقيق تركز على التحقق من الوثائق الخاصة بالمرافق، وأنه تم الإفراج عنه دون اتخاذ أي إجراءات إضافية بعد التحقق من موقفه القانوني.

زيارة إنسانية جديدة في مناطق النزاع
تأتي زيارة أنجلينا جولي إلى أوكرانيا ضمن جهودها المستمرة لدعم المدنيين المتضررين من الحرب، في إطار عملها كمبعوثة سابقة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وناشطة في مجال حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية.
وتُعد هذه الزيارة هي الثالثة لجولي إلى البلاد منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، بعد زيارتين سابقتين إلى كييف ولفيف، حيث التقت بعدد من النازحين وضحايا القصف، وقدّمت الدعم لبرامج إعادة التأهيل النفسي للأطفال والنساء.
وتسعى الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار إلى تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، خاصةً في المناطق الجنوبية التي تشهد تصعيدًا عسكريًا متكرّرًا، مؤكدة في تصريحات سابقة أن “قوة الشعوب في تضامنها، لا في الصمت أمام المعاناة”.
نزاع مالي متجدد مع براد بيت
وفي موازاة نشاطها الإنساني، تواصلت فصول النزاع القانوني بين أنجلينا جولي وزوجها السابق براد بيت، بعدما تقدّم الأخير بطلب رسمي للمطالبة بتعويض مالي قدره 35 مليون دولار، على خلفية بيع جولي حصتها من مصنع النبيذ الفرنسي الشهير “ميرافال” دون موافقته.
وأوضح فريق بيت القانوني في مذكرة قضائية أن جولي قامت ببيع حصتها لشركة تابعة لمجموعة “ستولي” المملوكة لرجل الأعمال الروسي يوري شيفلر، رغم وجود اتفاق سابق يمنع أي من الطرفين من بيع الحصة دون موافقة الآخر.
وطالب بيت المحكمة بتعويضات مالية عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت به نتيجة هذه الصفقة، معتبرًا أن جولي تصرفت “بسوء نية بهدف الإضرار به ماليًا ومعنويًا”.
من جانبها، نفت أنجلينا جولي الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة عبر فريقها القانوني أنها لم تكن مُلزَمة بالحصول على موافقته، خاصة أنه – بحسب قولها – رفض توقيع اتفاقية عدم إفصاح (NDA) كانت شرطًا أساسيًا لإتمام أي صفقة مشتركة.
ومن المقرر عقد جلسة الاستماع المقبلة في 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، حيث ينتظر أن يتم البت في أهلية الصفقة والإجراءات القانونية المتبعة.

علاقة مثيرة بين الحب والقضاء
أنجلينا جولي وبراد بيت، اللذان شكّلا أحد أشهر ثنائيات هوليوود لعقدٍ من الزمن، تزوّجا عام 2014 بعد علاقة استمرت أكثر من عشر سنوات، قبل أن ينفصلا رسميًا عام 2016.
ورغم صدور حكم الطلاق النهائي في ديسمبر 2024، لا تزال النزاعات القضائية بينهما مستمرة، وتشمل قضايا حضانة الأبناء، وتقاسم الممتلكات، والتعاملات المالية الخاصة بمشروع “شاتو ميرافال” في فرنسا.
بين العمل الإنساني والعواصف الشخصية
يرى متابعون أن أنجلينا جولي تعيش حالياً مرحلة مزدوجة من حياتها، تجمع بين الجهود الإنسانية المكثفة في مناطق النزاع وبين التحديات القانونية المستمرة مع زوجها السابق.
ورغم الضغوط التي تواجهها، تواصل جولي الظهور في المشهد الدولي كأحد أبرز الأصوات المدافعة عن قضايا اللاجئين والنساء والأطفال، مؤكدة في تصريحات حديثة أن رسالتها “تتجاوز الشهرة نحو صناعة التغيير”.
ومع انتظار ما ستسفر عنه التطورات في أوكرانيا، والنزاع المالي مع براد بيت، تبقى أنجلينا جولي مثالاً لنجمة لا تفصل بين الأضواء والعمل الإنساني، تسعى دومًا لترك أثر حقيقي في عالمٍ تمزّقه الصراعات.

