الإمارات – السابعة الاخبارية
أنس بوخش، في حادثة مفاجئة كادت تتحوّل إلى مأساة، أعلن الإعلامي الإماراتي أنس بوخش عن اندلاع حريق مفاجئ في سيارته أثناء وجوده في أستوديو التصوير لتسجيل إحدى حلقات برنامجه التلفزيوني الشهير. الموقف الذي وثّقه بنفسه عبر حسابه على “إنستغرام” حظي بتفاعل واسع من قبل المتابعين، خاصة بعد أن كشف بوخش تفاصيل اللحظة الحرجة التي كادت أن تودي بحياته، لولا “لحظة تأخير” غير متوقعة أنقذته في الوقت المناسب.
أنس بوخش من بداية يوم طبيعي يتحوّل إلى حدث استثنائي
بدأ اليوم كأي يوم تصوير عادي بالنسبة لأنس بوخش، حيث كان منشغلاً في أستوديو التصوير مع فريق عمله وضيوف الحلقة. لم يكن في الحسبان أن ينتهي هذا اليوم بلحظة دراماتيكية قد تغير مجرى حياته.
بوخش أوضح في حديثه أنه كان من المفترض أن يغادر الأستوديو فور انتهاء التصوير، لكن خللًا تقنيًا بسيطًا تسبب في تأخير خروجه لبضع دقائق، حيث اضطر للانتظار حتى يتم إصلاح المشكلة التقنية التي عطلت بعض معدات التصوير.
هذا التأخير، الذي بدا في البداية مزعجًا، تبيّن لاحقًا أنه أنقذ حياته.
نداء مفاجئ: “سيارة تحترق!”
بعد الانتهاء من التصوير ومراسم وداع الضيوف، سمع أنس صوت أحد الحضور يصرخ بأن هناك سيارة تشتعل في الخارج. يقول أنس: “سمعت أحدهم ينادي أن سيارة تحترق، وفورًا شعرت بشيء في داخلي يخبرني أن هذه السيارة قد تكون سيارتي”.
وبهدوء غريب، توجه أنس إلى الخارج ليتحقق من الأمر، ليُفاجأ بالفعل بأن النيران تلتهم سيارته الخاصة، التي كانت متوقفة خارج الاستوديو مباشرة.
لحظة صدمة وتردّد في التوثيق
ما إن رأى المشهد أمامه، حتى أصيب بالذهول والصدمة. يروي أنس: “كان الموقف غريبًا وعشوائيًا. لم أكن أصدق أن سيارتي تحترق بهذا الشكل المفاجئ، وكنت على وشك أن أكون بداخلها لولا دقائق معدودة”.
وأضاف أنه في البداية تردد في توثيق الحدث، لكنه قرر لاحقًا أن يشاركه مع جمهوره كما يفعل مع اللحظات الجميلة، موضحًا أن الحياة ليست دائمًا لحظات وردية، بل مليئة بالمفاجآت، أحيانًا القاسية منها.
لحظة تأخير أنقذت حياته
في واحد من أكثر التصريحات تأثيرًا، قال بوخش إن الخلل التقني الذي تسبب في تأخره بضع دقائق كان “لحظة الحظ” التي أنقذته من كارثة حقيقية. فلو لم يتأخر عن مغادرة الأستوديو، لكان بالتأكيد داخل السيارة عندما اشتعلت النيران بها.
وأوضح قائلاً: “أحيانًا، تتدخّل الأقدار في توقيت غير مفهوم، لكنها تكون لصالحنا. هذا التأخير، الذي لم نفهم سببه حينها، أنقذ حياتي. لولا تلك الدقائق الإضافية، ربما كنت الآن في وضع مختلف تمامًا”.
توثيق الحريق عبر “إنستغرام”
نشر أنس عبر حسابه الرسمي على “إنستغرام” مقطعًا مرئيًا يظهر فيه الحريق بوضوح، وعلّق على الفيديو قائلاً: “أشارككم هذه اللحظة كما أشارككم لحظاتي السعيدة. هذه الواقعة ذكرتني بمدى هشاشة الحياة، وكيف يمكن أن تنقلب الأمور في لحظة واحدة”.
وقد لاقى الفيديو تفاعلًا واسعًا من المتابعين، الذين أعربوا عن صدمتهم من الحادث، وفي ذات الوقت عن سعادتهم بنجاة بوخش دون أي أذى.
تدخّل سريع حال دون تفاقم الحريق
من بين التفاصيل المهمة التي أشار إليها أنس، هو وجود عدد من العمّال في موقع التصوير كانوا مزودين بطفايات حريق. فور ملاحظتهم للحريق، سارعوا إلى التدخّل واستخدموا أكثر من طفاية حريق لإخماد النيران قبل أن تمتد إلى السيارات المجاورة أو تسبب أضرارًا أكبر.
وأكد أنس أن هذا التدخل السريع كان حاسمًا في الحد من الأضرار، موضحًا أنه لو كان الحريق وقع أثناء القيادة أو في مكان خالٍ من وسائل الإطفاء، لكان المشهد مختلفًا تمامًا وربما مأساويًا.
رسالة شكر وامتنان
في نهاية منشوره، وجّه أنس بوخش رسالة شكر لكل من تواصل معه للاطمئنان على سلامته، وقال: “الحمد لله أن الحريق وقع في الوقت والمكان المناسبين. نحن بخير وآمنون، وهذا هو الأهم”.
وأضاف: “شكرًا لكل من أرسل رسالة أو اتصل ليطمئن. هذه المواقف تجعلنا نُقدّر تفاصيل الحياة أكثر، ونفهم أن السلامة ليست شيئًا مضمونًا دائمًا”.
بين المهنية والإنسانية
أنس بوخش، المعروف بمحتواه الهادف والحوارات العميقة مع ضيوفه، أظهر في هذه الواقعة جانبًا آخر من شخصيته، وهو الصدق في مشاركة اللحظات الحقيقية والمؤثرة. لم يكتفِ بإظهار النجاح أو الصورة اللامعة للإعلام، بل اختار أن يكون شفافًا مع متابعيه حتى في الأوقات الصعبة.
وهذا ما جعله يُلقى احترامًا كبيرًا من جمهوره، الذين رأوا في مشاركته للحادث نوعًا من الصدق الإنساني النادر في عالم الإعلام.
الجمهور يتفاعل.. ودعوات بالسلامة
تفاعل جمهور بوخش بشكل واسع مع الحادثة، حيث عجّت التعليقات بالدعوات له بالسلامة والاطمئنان. كثيرون عبّروا عن صدمتهم مما حدث، وأكدوا أن اللحظة كانت بمثابة “رسالة من القدر” بضرورة التمهّل في الحياة وأخذ الحيطة والحذر.
كما تساءل البعض عن السبب التقني وراء اشتعال السيارة، وهو ما لم يتم تحديده بعد من قبل الجهات المختصة أو بوخش نفسه.
لحظة تأمل في قيمة الحياة
أنهى أنس بوخش حديثه برسالة ذات طابع فلسفي وإنساني، قائلاً: “هذه اللحظات تجعلنا نتأمل أكثر، ونفكر كم نحن محظوظون. حياتنا قد تتغير في لحظة، والفرق بين الحياة والموت أحيانًا يكون مجرد تأخير بسيط، أو خلل تقني”.
هذه الكلمات، البسيطة في ظاهرها والعميقة في مضمونها، لامست قلوب المتابعين، الذين وجدوا في هذه القصة العبرة والحكمة.
الحياة لحظات لا يمكن التنبؤ بها
ما حدث مع أنس بوخش ليس مجرد حادث حريق سيارة، بل هو تذكير قوي بأن الحياة مليئة بلحظات لا يمكن التنبؤ بها، وأن السلامة قد تكون مرهونة بلحظة حظ أو تأخير بسيط. في عالم سريع الإيقاع ومليء بالضغوطات، مثل هذه المواقف تذكّرنا بقيمة الوقت، وبضرورة الامتنان لكل لحظة نعيشها.
أنس بوخش، الإعلامي الذي اعتدنا أن نراه خلف الميكروفون يسأل ضيوفه أسئلة عميقة، وجد نفسه هذه المرة أمام تجربة شخصية عميقة، شاركها بشجاعة مع جمهوره، ليعلّمنا أن الصدق لا يكون فقط في الكلمة، بل أيضًا في مشاركة الألم والخوف، تمامًا كما نشارك الفرح والنجاح.