القاهرة – السابعة الاخبارية
إسماعيل الليثي، في ساعاتٍ متأخرة من الليل، تحوّلت رحلة عودة الفنان الشعبي إسماعيل الليثي من إحدى حفلاته إلى حادثٍ مأساوي على الطريق الصحراوي الشرقي، لتتصدر أنباء إصابته مواقع التواصل الاجتماعي وسط حالة من القلق والحزن بين جمهوره.
فالفنان الشاب الذي طالما أمتع محبّيه بصوته الشعبي القريب من الناس، وجد نفسه فجأة في مواجهةٍ مع الموت، بعد أن تعرّض هو وفرقتُه الموسيقية لحادثٍ مروعٍ أسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين.
إسماعيل الليثي.. نجم شعبي في مواجهة القدر
يُعدّ إسماعيل الليثي واحدًا من أبرز الأصوات الشعبية الصاعدة في مصر خلال السنوات الأخيرة، استطاع أن يكوّن لنفسه قاعدة جماهيرية واسعة بفضل أغنياته التي تمزج بين العاطفة والوجدان الشعبي الأصيل.
وهو من الفنانين الذين اعتادوا إحياء الحفلات في المحافظات والمناسبات العامة، حيث عرف عنه التواضع والقرب من الناس، وقدرته على إشعال الفرح في أي مكان بصوته وابتسامته.
لكن القدر كان له رأي آخر، ففي طريق العودة من إحدى حفلاته في محافظة المنيا، انقلبت السيارة التي كانت تقلّه مع فرقته، لتتحوّل لحظة الفرح إلى مأساة حقيقية، أعادت إلى الأذهان حوادث مشابهة طالت عددًا من الفنانين في ظروفٍ قاسية.

نقابة المهن الموسيقية في المنيا تكشف التفاصيل الأولى للحادث
أول من كشف عن تفاصيل الحادث كان حسن عبد العزيز، نقيب المهن الموسيقية بمحافظة المنيا، الذي أكّد أن الحادث وقع على الطريق الصحراوي الشرقي أثناء عودة إسماعيل الليثي من إحدى الحفلات التي أحياها مؤخرًا.
وأوضح أن الحادث كان عنيفًا للغاية، إذ تسبّب في تحطم السيارة بالكامل، ما أدى إلى مصرع ثلاثة من مرافقيه وإصابة آخرين بينهم أعضاء فرقته الموسيقية.
وأكد عبد العزيز أن الليثي نُقل على الفور إلى مستشفى ملوي العام في حالة حرجة، حيث دخل قسم العناية المركزة بعد تعرضه لـ كسر في الجمجمة وكدمات قوية في أنحاء متفرقة من جسده.
حالة حرجة.. وإجراءات عاجلة لإنقاذ الفنان الشاب
بحسب نقيب الموسيقيين بالمنيا، فإن الحالة الصحية لـ إسماعيل الليثي ما زالت حرجة للغاية، وتستدعي بقاءه تحت الملاحظة الطبية الدقيقة.
وقال: “النقابة تدخلت فورًا لتوفير سرير له داخل العناية المركزة بعد نقله إلى المستشفى بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتم تأمين جميع الإجراءات الطبية اللازمة حفاظًا على حياته.”
وأشار إلى أن الفريق الطبي المعالج شدّد على عدم نقل الفنان إلى أي مستشفى آخر في الوقت الراهن، تجنبًا لأي مضاعفات خطيرة قد تهدد استقرار حالته، موضحًا أن الأطباء يتابعون تطورات وضعه الصحي لحظة بلحظة.
وأكد عبد العزيز أن الحادث كان من القوة بحيث أصاب جميع من في السيارة، وأن رجال الإسعاف هرعوا إلى المكان فورًا، وتم التعامل مع المصابين ونقلهم إلى المستشفى في وقتٍ قياسي.
مصطفى كامل يدخل على الخط.. النقابة تتكفل بعلاج إسماعيل الليثي
وفي لفتة إنسانية تؤكد تلاحم الوسط الفني، أعلن مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية العام، متابعته الشخصية لحالة الفنان إسماعيل الليثي.
وقال حسن عبد العزيز إن مصطفى كامل تواصل معه فور علمه بالحادث، ووجّه بتوفير كل أوجه الرعاية والعلاج على نفقة النقابة بالكامل.
وأضاف: “النقيب العام أكد لنا أن النقابة لن تترك أبناءها في وقت الشدة، وأن الفنان إسماعيل الليثي له مكانة كبيرة في قلوب الجميع، وهو واحد من الأصوات التي تمثل الأغنية الشعبية المصرية بروحها الأصيلة.”
وشدّد كامل على أن النقابة ستتابع الوضع حتى يتماثل الليثي للشفاء، وستتكفل بأي إجراءات علاجية إضافية إذا تطلب الأمر نقله إلى مستشفى متخصّص في القاهرة بعد استقرار حالته.
الليثي.. من صوت الفرح إلى صدى الألم
عرف الجمهور إسماعيل الليثي كصوتٍ من أحياء القاهرة الشعبية، صعد بخطواتٍ ثابتة إلى عالم الفن عبر مشاركته في الأفراح والمناسبات الشعبية، ثم بدأ تسجيل أغنياتٍ نالت شهرة واسعة على مواقع التواصل، مثل “ابن البلد”، “الليلة سهرانين”، “حبيب قلبي”، و“تعالى نعيش”.
صوته يحمل نكهة مصرية خالصة، فيها شجن الحارة المصرية وبساطة الناس.
ولذلك، ما إن انتشرت أنباء الحادث، حتى امتلأت مواقع التواصل بعبارات الحزن والدعاء له بالسلامة.
كتب أحد معجبيه: “مش مصدق إن الليثي في العناية المركزة، ده كان لسه بيغني من كام ساعة.. ربنا يقومه بالسلامة.”
بينما نشر آخر صورةً له من حفله الأخير وعلّق: “صوت الفرح لازم يرجع يغني تاني، ألف سلامة يا نجم.”
حادث مروع يهز الوسط الفني
بحسب التقارير الأولية، فإن الحادث الذي وقع على الطريق الصحراوي الشرقي نجم عن اختلال عجلة القيادة بسبب السرعة العالية أو سوء حالة الطريق في بعض أجزائه، مما أدى إلى انقلاب السيارة عدة مرات.
وأكدت مصادر طبية أن قوة الاصطدام كانت كبيرة لدرجة أن بعض الركاب فارقوا الحياة في الحال، بينما تم إنقاذ إسماعيل الليثي وعدد من أفراد فرقته بعد تدخل المارة والإسعاف.
وشهد موقع الحادث لحظات صعبة من الفوضى والهلع، وسط محاولات الأهالي إنقاذ المصابين.
وقال أحد شهود العيان: “كنا ماشيين على الطريق وشفنا العربية مقلوبة والنّاس بتصرخ.. حاولنا نفتح الأبواب ونطلعهم بسرعة قبل ما العربية تولّع.”
تضامن واسع ودعوات بالشفاء
تصدّر اسم إسماعيل الليثي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية، حيث عبّر جمهور واسع من الفنانين والإعلاميين والمحبين عن حزنهم العميق لما جرى.
وقدّم العديد من النجوم رسائل دعم عبر حساباتهم، مؤكدين تضامنهم الكامل معه ومع أسرته.
ووجّهت نقابة المهن الموسيقية رسالة إلى جمهوره جاء فيها:
“الفنان إسماعيل الليثي يمر بمرحلة حرجة ويحتاج إلى الدعاء من جمهوره ومحبيه، ونحن على ثقة أن الله سيمنّ عليه بالشفاء العاجل ويعود إلى الغناء قريبًا.”
كما دعا حسن عبد العزيز الجميع إلى التوقف عن تداول الشائعات أو الصور القديمة للحادث احترامًا لمشاعر أسر الضحايا والمصابين، مؤكدًا أن الفريق الطبي وحده هو المخوّل بإصدار أي بيانات رسمية بشأن حالة الليثي.
الطريق إلى التعافي.. رحلة أمل صعبة
حتى اللحظة، ما تزال حالة الفنان الشعبي إسماعيل الليثي مستقرة نسبيًا ولكنها حرجة، بحسب تصريحات الفريق الطبي المشرف على علاجه.
ويخضع الفنان الشاب لرعاية مكثفة داخل غرفة العناية المركزة، وسط جهودٍ كبيرة من الأطباء للحفاظ على استقرار مؤشراته الحيوية ومنع حدوث أي مضاعفات في الجمجمة أو الدماغ.
ويتوقع الأطباء أن تستغرق فترة علاجه أسابيع عدة قبل أن يتمكن من العودة التدريجية إلى حياته الطبيعية.
أما أسرته، فترابط أمام المستشفى في انتظار أي بصيص أمل، يرافقهم أعضاء النقابة وعدد من الفنانين الذين حرصوا على الوجود إلى جانبه.

ختامًا.. بين الدعاء والأمل
تُعيد مأساة إسماعيل الليثي إلى الأذهان هشاشة الحياة وسرعة تقلّبات القدر، وتؤكد أن الفنان، مهما كان مصدر فرحٍ للآخرين، يظل إنسانًا في مواجهةٍ دائمة مع المجهول.
الحادث كان قاسيًا، لكنه في الوقت نفسه كشف عن تضامنٍ إنسانيٍ جميل بين الوسط الفني وجمهورٍ أحبّ صوته وصدقه.
اليوم، يقف محبّوه في انتظار الخبر السعيد: أن يفتح عينيه، ويبتسم من جديد، ويعود إلى الميكروفون الذي عشق الغناء فيه.
فالجميع — نقابةً، زملاءً، جمهورًا — يرفعون الدعاء نفسه: اللهم اشفِ إسماعيل الليثي، وأعده إلى الحياة كما نعرفه، صوتًا للحب، والفرح، والأمل.
