الرياض – السابعة الاخبارية
إليسا، أشعلت النجمة اللبنانية إليسا أجواء مسرح أبو بكر سالم في العاصمة السعودية الرياض، ضمن فعاليات موسم الرياض بنسخته السادسة، وسط حضور جماهيري ضخم غصّت به القاعة من مختلف الأعمار والجنسيات. الحفل الذي انتظره عشاقها منذ أسابيع كان بمثابة ليلة استثنائية حملت فيها إليسا صوتها وإحساسها لتغني للحب والحياة والفرح، مقدمة باقة من أشهر أغانيها التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب. ومنذ اللحظة الأولى لصعودها على المسرح وسط تصفيق حاد وإضاءة ساحرة، بدا واضحًا أن إليسا ليست مجرد مطربة على خشبة المسرح، بل حالة فنية كاملة تجمع بين القوة والعفوية، وبين الثقة والرقي في الأداء.
إليسا سحر الإحساس وحضور قوي
منذ بدايتها بأغنية “عايشالك” وحتى آخر أغنياتها “ما تندم على شي”، استطاعت إليسا أن تبقي الحاضرين في حالة من التفاعل المستمر، يرددون كلمات الأغاني ويهتفون باسمها في مشهد يُلخص علاقة نادرة بين فنانة وجمهور يؤمن بها منذ أكثر من عقدين. وبلمسة من البساطة والصدق في الكلام، عبّرت إليسا عن شكرها وامتنانها للجمهور السعودي قائلة إن “حفلات موسم الرياض دائمًا مختلفة، لأن هذا الجمهور يعرف معنى الفن ويقدّر الفنان من قلبه”. كلماتها كانت كافية لتلهب مشاعر الجمهور وتدفعهم لموجة جديدة من التصفيق والهتاف، لترد بابتسامتها المعهودة قائلة: “أنتم السبب في نجاحي”.

إليسا تكشف سر تعلقها بموسم الرياض
وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق الحفل، قالت إليسا إنها تشعر بالانتماء إلى موسم الرياض، مؤكدة أنها لا تستطيع تخيل موسم فني من دون المشاركة فيه. وأضافت أن التجربة في كل عام تختلف، لكنها تبقى محملة بالمشاعر نفسها من المحبة والترحيب، وأنها تعتبر جمهور السعودية أحد أكثر الجماهير صدقًا وتفاعلًا. وأشارت إلى أن موسم الرياض أصبح اليوم وجهة رئيسية للفن العربي، ليس فقط للحفلات الغنائية بل كمنصة تروّج للثقافة والمواهب من مختلف الدول. كما عبّرت عن تقديرها الكبير للمجهود الضخم الذي تبذله الهيئة العامة للترفيه في تنظيم حفلات تجمع فنانين من الصف الأول، معتبرة أن هذا النجاح هو دليل على وعي الجمهور وتطور الذائقة الفنية في المنطقة.
رحلة فنية تزداد نضجًا وتألقًا
إليسا التي بدأت مشوارها الفني منذ أكثر من عشرين عامًا، أثبتت خلال هذا الحفل أنها ما زالت قادرة على مفاجأة جمهورها في كل مرة. صوتها الدافئ الذي يجمع بين الحزن والأمل ظل كما هو، لكن مع نضج فني واضح جعل أداءها أكثر عمقًا وتعبيرًا. اختارت أغنياتها بعناية لتأخذ الجمهور في رحلة من الذكريات، من “أجمل إحساس” و”كرمالك” إلى “يا مرايتي” و”هنغني كمان وكمان”، لتؤكد مرة أخرى أن حضورها لا يعتمد على الأضواء أو المؤثرات، بل على الصدق الفني الذي لا يخفت بمرور الزمن.
موسم الرياض.. وجهة الفن العربي
تحولت حفلات موسم الرياض إلى مهرجان موسيقي ضخم يضم أبرز نجوم العالم العربي والعالمي، وإليسا كانت واحدة من أكثر الأسماء انتظارًا في جدول الموسم. فهي فنانة قادرة على أن تجمع حولها محبي الطرب الكلاسيكي وجمهور الأغنية الحديثة في آن واحد. وقد بدت متألقة بفستان أنيق يعكس ذوقها المعروف بالبساطة والرقي، بينما جاءت ديكورات المسرح وألوان الإضاءة لتواكب روح أغانيها الرومانسية. تخللت الحفلة لحظات من العفوية والضحك، عندما تحدثت إليسا مع جمهورها باللهجة اللبنانية، لتخلق حالة من القرب الإنساني الدافئ الذي يميزها عن غيرها من الفنانين.
الرياض تفتح قلبها لإليسا من جديد
لم يكن الحفل مجرد مناسبة فنية، بل لقاء عاطفي بين فنانة وجمهور يرى فيها جزءًا من ذاكرته الغنائية. ومع كل أغنية كانت ترتفع أصوات الجمهور، تلوّح الأيادي في الهواء، وتتلألأ أضواء الهواتف المحمولة وكأنها نجوم تحتفي بوجودها. أما إليسا، فقد ردّت التحية بالغناء من القلب، مؤكدة أن هذا الحب هو ما يجعلها تعود إلى السعودية عامًا بعد عام. وقالت إن دعم الجمهور لها في كل مكان يمنحها طاقة جديدة للاستمرار، وأنها لا تشعر بالنجاح إلا حين ترى دموع الفرح في عيون الناس بعد انتهاء كل حفلة.
تفاعل الجمهور وحضور المشاعر
ما يميز حفلات إليسا دائمًا هو قدرتها على تحويل اللحظة إلى ذكرى. فحين تغني “أسعد وحدة” أو “بتمون”، تتحول القاعة إلى كورال ضخم من الأصوات التي توحدها العاطفة. وقد عبّر كثير من الحاضرين عن تأثرهم العميق بالحفل، مؤكدين أن إليسا لا تقدم فقط أغاني، بل تقدم حالة وجدانية تجمع بين الحنين والأمل. وحتى بعد انتهاء الحفل، ظل الجمهور يردد أغانيها في أروقة المسرح وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل اسمها يتصدر الترند في السعودية ولبنان في أقل من ساعة.
استمرار الشغف رغم التحديات
ورغم كل التغيرات التي شهدها الوسط الفني في السنوات الأخيرة، ما زالت إليسا تحافظ على مكانتها كأحد أهم الأصوات النسائية في العالم العربي. فنجاحها لم يأت من فراغ، بل من التزامها الدائم تجاه جمهورها ومن اختياراتها الفنية التي تمزج بين الإحساس والكلمة الراقية. كما تُعرف إليسا بدفاعها عن الفن الحقيقي وبمواقفها الصريحة التي تجعلها محبوبة لدى جمهور واسع يرى فيها فنانة صادقة لا تتصنع ولا تلهث وراء الأضواء.

إليسا والمستقبل الفني
في ختام الحفل، وجهت إليسا رسالة محبة للجمهور السعودي قائلة إنها ستظل مدينة لهذا البلد الذي منحها الحب والتقدير منذ بداياتها، ووعدت بالعودة قريبًا لحفلات جديدة ضمن فعاليات قادمة في المملكة. وأكدت أنها تعمل على ألبوم جديد سيحمل مفاجآت لجمهورها، معبرة عن أملها في أن يبقى الفن جسرًا يجمع الناس بالمشاعر لا بالمصالح.
ختام ليلة لا تُنسى
انتهت الليلة، لكن صدى صوت إليسا ظل يتردد في أجواء الرياض، كأن المدينة كلها تغني معها. كانت حفلة جمعت بين الفن والإحساس، بين النضج والبساطة، وبين فنانة تعرف قيمتها وجمهور يعرف كيف يعبّر عن حبه. إليسا لم تُشعل المسرح فقط، بل أشعلت القلوب، لتؤكد أن موسم الرياض ليس مجرد حدث ترفيهي، بل مساحة تحتفي بالحب والفن والجمال العربي في أبهى صوره.