لبنان – السابعة الاخبارية
إليسا، في مشهد نادر يعكس روح الود والتقدير المتبادل بين نجمات الساحة الفنية العربية، وجهت الفنانة اللبنانية إليسا رسالة دافئة إلى الفنانة المصرية آمال ماهر، بعد أن أدت الأخيرة أغنية “بتمون” خلال ظهورها في برنامج “عندي سؤال” الذي يقدمه الإعلامي اللبناني محمد قيس على قناة المشهد، لتفتح هذه اللحظة مساحة من المشاعر الجميلة والتقدير الفني بين اثنتين من أبرز الأصوات النسائية في الوطن العربي.
إليسا تنبهر وغناء آمال ماهر لأغنية “بتمون” يثير تفاعلًا واسعًا
خلال الحلقة التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات التالية لعرضها، فاجأت آمال ماهر الجمهور بأدائها العذب لأغنية “بتمون”، التي تُعد واحدة من أشهر أغاني إليسا وأكثرها تأثيرًا في مسيرتها الفنية.
بصوتها القوي وإحساسها العالي، منحت آمال للأغنية روحًا جديدة، جعلت الجمهور يشعر وكأنه يسمعها لأول مرة. الأداء المتقن والصدق في الإحساس أثارا تفاعل المتابعين الذين عبروا عن إعجابهم عبر المنصات المختلفة، معتبرين أن اللقاء بين الصوتين في أغنية واحدة، ولو بشكل غير مباشر، هو لحظة فنية استثنائية.

إليسا ترد برسالة محبة وتقدير عبر منصة “إكس”
إليسا، التي تابعت غناء آمال لأغنيتها الشهيرة، لم تتأخر في التعبير عن إعجابها وامتنانها، فكتبت عبر حسابها على منصة “إكس” رسالة حملت الكثير من المحبة قائلة: “بتمون صار لها طعم خاص لما سمعتها بصوتك، وبتموني تغني كل أغنية على بالك تغنيها بصوتك اللي ما بيشبه حدا، كتير انبسطت بكلامك الحلو.
” كلمات إليسا كانت بمثابة إشادة واضحة بقدرات آمال الصوتية وذوقها الفني، كما أنها أظهرت الجانب الإنساني الدافئ الذي تتميز به إليسا، والتي لطالما كانت من الفنانات القريبات إلى قلوب الناس بعفويتها وصدقها.
آمال ماهر ترد برسالة مليئة بالدفء والاحترام
آمال ماهر لم تتردد في الرد على رسالة إليسا بنفس المحبة، فكتبت تعليقًا مؤثرًا جاء فيه: “يا روحي أنتِ، كلامك فرّح قلبي، أنتِ مش بس بتطيري العقل، قلبك طيب، ونفسك صافية، وروحك حلوة، ووجودك مصدر إلهام وطاقة لنا كلنا، ربنا يديم المحبة.”
وجاء الرد ليؤكد عمق الاحترام بين النجمتين، ويظهر أن الفن يمكن أن يكون جسرًا للتواصل الإنساني الراقي بدلًا من المنافسة والتوتر الذي كثيرًا ما يحيط بعلاقات الفنانين في الوسط الفني.
جمهور الوطن العربي يحتفي بالمحبة بين إليسا وآمال ماهر
اللحظة لم تمر مرور الكرام على جمهور النجمين، إذ امتلأت التعليقات بعبارات الإعجاب والحب لكليهما، وكتب المتابعون كلمات تشيد بالرقي الذي جمعهما في هذا التبادل الجميل. فبين من أشاد بصوت آمال القوي وإحساسها العالي، ومن اعتبر أن إليسا أثبتت تواضعها الحقيقي بتشجيعها لفنانة أخرى، أصبحت الرسائل المتبادلة بينهما مثالًا يحتذى في دعم الفنانات لبعضهن بعيدًا عن أجواء المنافسة.
“بتمون”.. أغنية لا تموت في ذاكرة الجمهور العربي
أغنية “بتمون” التي كانت محور الحدث، تعد من العلامات الفارقة في مسيرة إليسا الفنية، إذ أصدرتها عام 2008 ضمن ألبوم حمل نفس الاسم، وحققت وقتها نجاحًا ضخمًا في العالم العربي.
الأغنية التي كتبها وألفها الفنان زياد برجي، تمثل مزيجًا من الرومانسية والجرأة في التعبير، وتُعد من أكثر الأغاني التي جسدت شخصية إليسا الفنية، وهو ما جعل سماعها بصوت آمال ماهر تجربة مختلفة ومثيرة للانتباه. الجمهور رأى أن أداء آمال أضاف لمسة مصرية مليئة بالشجن للأغنية اللبنانية الأصل، فكان التفاعل مضاعفًا.
آمال ماهر.. مشاعر صادقة وحكايات مؤثرة
خلال اللقاء مع محمد قيس، لم يكن غناء “بتمون” الحدث الوحيد اللافت، فقد تحدثت آمال ماهر بصراحة عن محطات صعبة مرت بها في حياتها، خاصة فترة فقدان والدها التي وصفتها بأنها من أقسى اللحظات التي عاشتها.
قالت: “لو كان والدي على قيد الحياة، كانت حاجات كتير تغيّرت في حياتي، لأن الأب بالنسبة للبنت ضهر وسند. مرّ عليَّ وقت صعب جدًا، خاصة بعد وفاة والدي وعمتي، وكانت وفاتهم ورا بعض، ودي كانت من أصعب الفترات اللي عدّت عليَّ.” هذه الكلمات لامست قلوب جمهورها الذي اعتاد على صدقها في الكلام مثلما يعتاد على صدقها في الغناء.
العلاقة بين إليسا وآمال.. فن يجمع لا يفرّق
ما يميز التفاعل بين إليسا وآمال ماهر أنه جاء في وقت تتزايد فيه المقارنات والمنافسة داخل الوسط الغنائي، خاصة بين الفنانات. إلا أن ما حدث بينهما عكس صورة مختلفة تمامًا، إذ أظهرت إليسا روحًا داعمة لزميلة في المجال، بينما ردت آمال بتقدير واحترام متبادل. هذا النوع من التفاعل يعيد للأذهان الزمن الجميل للفن العربي حين كانت الأصوات الكبيرة تتبادل التقدير من دون حواجز أو حساسيات، ويعطي مثالًا مشرفًا لجيل الشباب من الفنانين حول أهمية الاحترام المتبادل.
الجمهور يطالب بديو يجمع النجمين
مع انتشار الرسائل بين إليسا وآمال، تصاعدت الدعوات من جمهور الطرفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بعمل غنائي يجمع بين الصوتين، سواء في ديو مشترك أو أداء حي على المسرح في إحدى المهرجانات الكبرى. واعتبر محبو الفن أن هذا التعاون، لو حدث، سيكون من أقوى اللقاءات الفنية النسائية في السنوات الأخيرة، لما يمتلكه كل من إليسا وآمال من خامات صوتية فريدة وقدرة عالية على التعبير. البعض تخيّل حتى نوع الأغنية المناسبة لهما، فرأى البعض أنها يجب أن تكون رومانسية درامية، بينما تخيّل آخرون عملاً وطنيًا أو إنسانيًا يجسد مشاعر الأمل.
رسائل المحبة تتغلب على ضجيج المنافسة
في زمن أصبحت فيه المنافسة الفنية سريعة الإيقاع ومشحونة بالأضواء، جاءت لحظة المحبة بين إليسا وآمال لتعيد التوازن إلى المشهد، ولتؤكد أن الفن في جوهره رسالة مشاعر لا مكان فيها للغضب أو الحسد. فحين تكتب إليسا كلمات التقدير، وترد آمال بروح من المحبة، فإن النتيجة تكون مساحة من الإنسانية تسبق أي شهرة أو أضواء. الجمهور الذي تابع الحدث شعر أن العلاقة بين الفنانتين لم تكن مجرد مجاملة إعلامية، بل لقاء صادق بين فنانتين تؤمنان بقوة الكلمة وجمال الصوت.
إليسا وآمال.. صوتان يوحدان العالم العربي بالمشاعر
في النهاية، يمكن القول إن هذه الرسائل المتبادلة لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل تأكيد على أن الفن الحقيقي ما زال قادرًا على توحيد الشعور العربي من المحيط إلى الخليج. إليسا بصوتها الدافئ الذي طالما عبّر عن وجدان المرأة، وآمال ماهر بصوتها القوي الذي يختصر الألم والأمل في آنٍ واحد، التقيا دون موعد مسبق عبر أغنية واحدة لتقدما درسًا في المحبة الفنية الراقية. ![]()
لقد أثبتتا أن الفن لا يعرف الحدود الجغرافية، بل يجمع القلوب على تردد واحد: تردد الإحساس الصادق.
بهذا التفاعل الإنساني والفني، تركت إليسا وآمال ماهر أثرًا عميقًا في قلوب الجمهور، وأكدتا أن الكلمة الطيبة تبقى أقوى من أي منافسة، وأن الفن في النهاية ليس فقط غناءً وألحانًا، بل هو لغة قلوب تتواصل بالمحبة قبل أن تتنافس بالأصوات.