أمريكا – السابعة الإخبارية
ميسي.. أعلن نادي إنتر ميامي الأمريكي، اليوم الخميس، رسميًا تجديد عقد نجمه وقائده ليونيل ميسي، ليؤكد بذلك استمرار أحد أبرز نجوم كرة القدم في التاريخ داخل صفوف الفريق لمواسم إضافية، وسط ترحيب جماهيري واسع في الولايات المتحدة والعالم.
ويأتي قرار التجديد ليضع حدًا للشائعات التي أثيرت مؤخرًا حول احتمال اعتزال ميسي أو عودته إلى أحد الأندية الأوروبية، مؤكّدًا التزام النجم الأرجنتيني بمشروع إنتر ميامي الذي يقوده مالك النادي ديفيد بيكهام، ويهدف إلى تعزيز مكانة كرة القدم الأمريكية عالميًا.
استمرار “البرغوث” في المغامرة الأمريكية
وأشار بيان النادي إلى أن ليونيل ميسي، البالغ من العمر 38 عامًا، سيواصل اللعب في صفوف إنتر ميامي حتى عام 2026، في عقد جديد يتضمن مزايا تسويقية ورعاية خاصة، مع بند يسمح له بالمشاركة في تطوير أكاديمية النادي والأنشطة المجتمعية في فلوريدا.
وقال النادي في بيانه الرسمي:“نحن فخورون باستمرار شراكتنا مع ليونيل ميسي، اللاعب الذي غيّر تاريخ كرة القدم، والذي ساهم منذ انضمامه في رفع مستوى اللعبة في أمريكا الشمالية على كل الأصعدة.”
وأكدت إدارة النادي أن تجديد عقد ميسي لا يقتصر على البعد الرياضي فحسب، بل يمتد ليشمل رؤيته كمُلهم للأجيال الصاعدة ومشارك رئيسي في بناء هوية النادي الجديدة.
من باريس إلى ميامي.. بداية حقبة جديدة
انضم ميسي إلى إنتر ميامي في صيف 2023، بعد نهاية رحلته مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته المذهلة بعد أكثر من عقدين من التألق في الملاعب الأوروبية.
وخاض “البرغوث” أولى مبارياته بقميص إنتر ميامي في يوليو/ تموز 2023 ضمن بطولة كأس الدوريات الأمريكية-المكسيكية، حيث قاد الفريق إلى التتويج بأول لقب في تاريخه، بعدما سجل أهدافًا حاسمة ونال جائزة أفضل لاعب في البطولة.
ومنذ لحظة وصوله، تحولت مباريات إنتر ميامي إلى حدث عالمي، إذ امتلأت مدرجات الملاعب بالجماهير، وازداد عدد المشتركين في منصات البث الرياضي بشكل غير مسبوق.
ميسي: “أنا سعيد هنا.. أشعر أنني في بيتي”
وعقب الإعلان عن التجديد، عبّر ميسي عن سعادته الكبيرة بالبقاء في ميامي، قائلاً:“منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه، شعرت أنني في بيتي. الجماهير هنا رائعة، والنادي يملك طموحًا كبيرًا لبناء مشروع مختلف. أريد أن أواصل اللعب، وأستمتع بكل لحظة على أرض الملعب.”
وأضاف النجم الأرجنتيني:“أنا فخور بما حققناه خلال العامين الماضيين، لكنني أعتقد أن الأفضل لم يأت بعد. هدفنا هو المنافسة على البطولات المحلية والقارية، وجعل إنتر ميامي اسمًا كبيرًا في كرة القدم العالمية.”

تأثير عالمي يتجاوز حدود الملعب
منذ انضمام ميسي إلى الدوري الأمريكي (MLS)، شهدت البطولة طفرة هائلة في نسب المشاهدة والإقبال الجماهيري، إذ تضاعف عدد المتابعين لمباريات إنتر ميامي عبر مختلف المنصات، وارتفعت مبيعات القمصان بشكل غير مسبوق لتتجاوز أرقام أندية أوروبية عريقة.
وبحسب تقارير اقتصادية، أسهم وجود ميسي في رفع عائدات الدوري الأمريكي بنسبة 25% خلال موسم واحد فقط، كما جذب اهتمامًا من شركات عالمية كبرى رعت النادي والدوري على حد سواء.
وقال ديفيد بيكهام، الشريك المؤسس لإنتر ميامي:“ليو ميسي غيّر وجه كرة القدم في أمريكا. نحن لا نتحدث عن لاعب فقط، بل عن رمز عالمي ألهم ملايين الأطفال لمتابعة اللعبة. تجديد عقده لحظة تاريخية جديدة في مسيرة النادي.”
إرث رياضي وإنساني متجدد
لم يكن تأثير اللاعب مقتصرًا على الجانب الرياضي فحسب، بل امتد إلى الجانب الإنساني والاجتماعي، حيث شارك في عدد من المبادرات الخيرية في فلوريدا، ودعم برامج للأطفال والشباب بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية.
كما أصبح الأسطورة الوجه الأبرز لمشروعات تطوير أكاديميات كرة القدم في الولايات المتحدة، وحرص على متابعة تدريبات الفئات العمرية داخل النادي، مؤكدًا أن “الجيل الجديد هو مستقبل اللعبة”.
الأسطورة تواصل الحلم
على الرغم من بلوغه الثامنة والثلاثين، لا يزال ليونيل ميسي يحافظ على لياقته البدنية ومستواه الفني العالي، إذ واصل تسجيل الأهداف وصناعة الفرص الحاسمة خلال موسميه مع إنتر ميامي، وقاد الفريق إلى المركز الثالث في دوري 2024، في أفضل إنجاز للنادي منذ تأسيسه.
ويأمل الأسطورة في قيادة فريقه نحو لقب الدوري الأمريكي للمحترفين خلال موسم 2025، قبل أن يختتم مشواره الكبير بمشاركة منتظرة في كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وربما تكون آخر ظهور له بقميص منتخب الأرجنتين.
البرغوث يكتب فصلاً جديدًا من الأسطورة
بقاء الأسطورة في إنتر ميامي لا يمثل فقط استمرارًا لمسيرته الذهبية، بل هو تأكيد على أن الأسطورة لا تزال تملك الكثير لتقدمه، سواء في الملعب أو خارجه.
فبعد أن صنع المجد في برشلونة، ودوّن فصول التألق في باريس، ها هو الآن يواصل كتابة قصة جديدة في ميامي، قصة عنوانها:“الشغف لا يشيخ.. والموهبة لا تنطفئ.”