أمريكا – السابعة الاخبارية
إيما ستون، تخوض النجمة الحائزة على جائزة الأوسكار، إيما ستون، تجربة جريئة واستثنائية في أحدث أعمالها السينمائية مع المخرج اليوناني المبدع يورغوس لانثيموس في فيلمه الجديد Bugonia. هذه التجربة تتمثل في أحد المشاهد الحاسمة للفيلم، حيث يظهر رأس ستون خاليًا تمامًا من الشعر، في لقطة تم تنفيذها مرة واحدة فقط، ما جعلها من أصعب المشاهد التي واجهتها الممثلة على الإطلاق.
إيما ستون وصفت هذا المشهد بأنه كان تجربة شديدة التوتر، مؤكدة أنها شعرت بالخوف الشديد أثناء التصوير، إذ كان عليها التزام الثبات التام، والحركة ببطء، والتنفس بعمق، وكأنها “ميتة تقريبًا”، بحسب كلماتها.
إيما ستون لحظة الخوف والترقب
في حديثها لمجلة Entertainment Weekly، كشفت إيما عن شعورها أثناء تصوير المشهد، قائلة: “كنت أردد في ذهني فقط: ابقي ساكنة، لا تتحركي. كان كل شيء يتوقف على لقطة واحدة فقط، وكل كاميرا في المكان كانت تركز علي”.
وأضافت أن المشهد تم تصويره باستخدام أربع كاميرات في الوقت ذاته، وهو ما زاد من التوتر والإثارة في موقع التصوير، إذ كان هناك شعور واضح بأنه لا مجال للخطأ. كل حركة بسيطة يمكن أن تؤثر على النتيجة النهائية للمشهد.

قصة المشهد ودور إيما ستون
في الفيلم، تجسد إيما ستون شخصية سيدة أعمال قوية ومستقلة، تتعرض للاختطاف من قبل رجلين يعتقدان أنها كائن فضائي. في محاولة منهما لمنعها من التواصل مع عالمها الأصلي، يقومان بحلق رأسها بالكامل، ظنًا منهما أن شعرها وسيلة اتصال مع كوكبها.
هذا المشهد يعكس الجانب الغريب والمليء بالغموض في العمل، كما يُبرز قدرة ستون على التمثيل تحت ضغط شديد، حيث لم يقتصر الأمر على الأداء العاطفي فحسب، بل شمل أيضًا التجرد الجسدي الكامل، ما جعل المشهد أحد أكثر المشاهد جرأة وإثارة للجدل منذ الإعلان عنه.
المخرج يورغوس لانثيموس يكشف التفاصيل
من جانبه، أوضح المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس أن إيما ستون قبلت الفكرة من دون أي تردد، قائلاً: “لم أكن بحاجة لإقناعها، فقد كان الأمر مكتوبًا في النص. شعرت ببعض التوتر قبل التصوير، لكن ما إن شاهدت النتيجة النهائية حتى شعرت بالتحرر والسعادة”.
لانثيموس، المعروف بأعماله التي تمزج بين الغموض والسخرية والفلسفة الغريبة، وجد في ستون ممثلة مثالية لتقديم شخصيات غير تقليدية وغير متوقعة، وهو ما يجعل التعاون بينهما دائمًا مادة خصبة للنقد والتحليل السينمائي.
فريق العمل ونجوم الفيلم
يشارك إيما ستون في بطولة Bugonia نخبة من الممثلين البارزين، منهم جيسي بليمونز، آيدان ديلبيس، ستافروس هالكيس، وأليشيا سيلفرستون. العمل يعد بمزيج من الغموض والخيال والسخرية على الطريقة المعتادة للمخرج لانثيموس، مما يجعله مشروعًا سينمائيًا يجذب الانتباه منذ اللحظة الأولى للإعلان عنه.
تجربة إيما ستون في هذا الفيلم ليست مجرد مشهد جريء، بل تمثل أيضًا تحديًا في الأداء، حيث كان عليها أن تنقل شعور الشخصية بالخوف والاضطراب والعزلة، مع الحفاظ على حضور بصري قوي ومؤثر رغم فقدان جزء مهم من هويتها الجسدية المعتادة، أي شعرها.
التعاون الفني بين إيما ستون ويورغوس لانثيموس
يُعد فيلم Bugonia التعاون الرابع بين إيما ستون والمخرج يورغوس لانثيموس، بعد سلسلة أعمال ناجحة بدأت بفيلم The Favourite عام 2018، مرورًا بـ Poor Things الذي نالت عنه ستون جائزة الأوسكار في عام 2024، ثم فيلم Kinds of Kindness في العام التالي.
هذا التعاون المتكرر يحول العلاقة بين المخرج والممثلة إلى شراكة فنية متينة، يقوم على الثقة المتبادلة والفهم العميق للقدرات التمثيلية لكل طرف. لانثيموس يجد في ستون طاقة تمثيلية قادرة على التجريب والتجرد الكامل، بينما ترى هي في أعماله فرصة لتقديم شخصيات معقدة وغير تقليدية، ما يضيف عمقًا وثراءً لكل عمل يجمعهما.
لماذا يعتبر المشهد جريئًا؟
حلق شعر الممثلة بالكامل على الشاشة، خاصة في لقطة واحدة دون تكرار، يمثل تحديًا هائلًا لأي ممثل. أي خطأ في التعبير أو الحركة يمكن أن يدمر اللحظة السينمائية ويقلل من تأثيرها الدرامي.
إيما ستون لم تنجح فقط في تنفيذ المشهد، بل نجحت أيضًا في جعله لحظة درامية مؤثرة، تعكس شخصيتها القوية داخل الفيلم، وتترك لدى المشاهد شعورًا بالغموض والدهشة في الوقت نفسه.
إيما ستون والتجارب غير التقليدية
ستون مشهورة باختيارها للأدوار غير التقليدية والجريئة، سواء كانت درامية، كوميدية أو خيالية. فيلم Bugonia يعكس هذا التوجه بوضوح، حيث يجمع بين الغموض والفلسفة والسخرية، ويضع ستون أمام تحديات تمثيلية غير مسبوقة، سواء من حيث الأداء العاطفي أو التجرد الجسدي.
إيما ترى في مثل هذه الأدوار فرصة لإعادة تعريف حدود التمثيل، والخروج من منطقة الراحة، وتجربة أشياء جديدة على الشاشة، وهو ما يميز مسيرتها المهنية ويجعل جمهورها دائمًا متحمسًا لكل ظهور جديد لها.
أثر التجربة على إيما ستون
أوضحت ستون أن تجربة حلق شعرها بالكامل كانت محررة على نحو غير متوقع، بعد تجاوزها الخوف الأولي. المشهد منحها شعورًا بالقوة والتحرر، كما أنه يعكس قدرتها على مواجهة التحديات الجسدية والنفسية على حد سواء.
هذه التجربة تؤكد مرة أخرى أن ستون ليست مجرد ممثلة تعتمد على المظهر أو الأداء التقليدي، بل فنانة تبحث دائمًا عن تقديم شيء مختلف، يترك أثرًا قويًا لدى الجمهور ويضيف قيمة حقيقية للعمل السينمائي.
السينما والتجريب: الثقة بين المخرج والممثلة
التعاون بين لانثيموس وستون يثبت أهمية الثقة المتبادلة بين المخرج والممثل. ستون تثق برؤية المخرج وتجربته الفنية، بينما لانثيموس يثق بقدرتها على تنفيذ رؤيته دون تحفظ. هذا التفاهم يجعل كل عمل يجمعهما يتميز بالابتكار والجرأة، ويصبح مادة دسمة للنقد والتحليل السينمائي.
توقعات الفيلم والجمهور
مع كل الإعلان عن فيلم جديد يجمع ستون ولانثيموس، يتزايد الترقب من النقاد والجمهور على حد سواء. فيلم Bugonia يعد بالكثير من المفاجآت، سواء من ناحية القصة، الأداء التمثيلي، أو الجرأة الفنية في تقديم المشاهد الغريبة وغير التقليدية، وهو ما يجعل من متابعة الفيلم تجربة مثيرة ومليئة بالإثارة.
إيما ستون: فنانة تتجاوز الحدود
مشهد حلق شعر ستون في Bugonia ليس مجرد لقطة جريئة، بل رمز للتجربة السينمائية التي تعكس استعدادها لتجاوز كل الحدود التقليدية، وتجربة كل ما هو جديد وغير مألوف. هذا النوع من الجرأة يعزز مكانتها كواحدة من ألمع الممثلات في جيلها، ويؤكد قدرتها على تقديم أعمال تتسم بالإبداع والتميز.
![]()
الخلاصة: تجربة جريئة ودرامية على الشاشة
فيلم Bugonia يمثل تجربة فنية جريئة لكل من إيما ستون ويورغوس لانثيموس. المشهد الذي حلق فيه رأس ستون بالكامل يعكس مستوى التحدي والاحترافية الذي تتسم به، كما يسلط الضوء على شراكة فنية قائمة على الثقة والتفاهم المتبادل.
من خلال هذه التجربة، تؤكد إيما ستون أن السينما هي مساحة للتجريب والتعبير عن أفكار جديدة وغير تقليدية، وأن الجرأة ليست مجرد أداة لجذب الانتباه، بل وسيلة لصنع لحظات درامية مؤثرة تبقى في ذهن المشاهد طويلاً.
فيلم Bugonia إذًا، ليس مجرد فيلم آخر في مسيرة ستون، بل خطوة مهمة في مسارها الفني، ودليل على قدرتها على مواجهة التحديات الجسدية والنفسية، وتقديم أداء يترك أثرًا عميقًا لدى الجمهور، ويعيد تعريف حدود الأداء السينمائي الحديث.