أمريكا – السابعة الإخبارية
الذكاء .. في عصر تتسارع فيه وتيرة الابتكار بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، بدأت هذه التقنيات تلعب دورًا محوريًا في تغيير معالم ريادة الأعمال، وفتح آفاق جديدة أمام المشاريع الناشئة.

وفي مثال حديث على ذلك، كشفت فيبي جيتس، ابنة الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، عن اعتمادها على أداة ChatGPT من شركة OpenAI، لدعم شركتها الناشئة في قطاع الموضة والتكنولوجيا.
الشركة التي أطلقتها فيبي بالتعاون مع رائدة الأعمال صوفيا كياني، وتحمل اسم “فيا” (Phia)، تمثل توجهًا حديثًا نحو دمج الذكاء الاصطناعي مع صناعة الموضة المستدامة، وتقديم محتوى مبتكر يسهم في الوصول إلى جمهور واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

الذكاء الاصطناعي أداة تحليلية وتسويقية فعالة
في تصريحات إعلامية، أوضحت الشريكتان أن استخدامهما لـ ChatGPT تجاوز التوقعات، حيث استخدمتا الأداة في تحليل مقطعين من الفيديوهات الترويجية انتشرا بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف فهم العوامل التي ساهمت في نجاح وانتشار تلك المواد البصرية.
وقالت صوفيا كياني:”بمساعدة ChatGPT، استطعنا تفريغ المحتوى النصي للفيديوهات، ثم تحليل العناصر المؤثرة فيها، من أسلوب السرد، إلى طريقة تقديم المعلومات، وصولًا إلى الخاتمة. كان من المذهل أن نتمكن من فك شفرة مقاطع فيديو ناجحة باستخدام الذكاء الاصطناعي.”
وأكدت أن التحليل الذي قدّمه ChatGPT مكّن فريق “فيا” من استيعاب ما يجذب الجمهور في الثواني الأولى من الفيديو، وكيفية الحفاظ على اهتمامه طوال مدة المحتوى، الأمر الذي يُعد حاسمًا في مجال يعتمد على الانطباعات السريعة.

من التفسير إلى الاقتراح
ولم يقتصر دور الأداة على التحليل فقط، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، من خلال تقديم مقترحات عملية لكيفية إعادة استخدام عناصر النجاح السابقة بطريقة تخدم استراتيجية الشركة الناشئة. سواء من خلال تحسين السيناريوهات النصية للفيديوهات، أو تحديد أفضل توقيت للنشر، أو حتى اقتراحات لتوزيع الميزانيات التسويقية بشكل أكثر كفاءة.
وتقول كياني:”اليوم، لم يعد من الضروري أن يبدأ رائد الأعمال من الصفر. أدوات مثل ChatGPT أصبحت مساعدين رقميين يقدمون خلاصة تحليلات دقيقة قابلة للتنفيذ. وهذا يوفّر وقتًا وجهدًا كبيرين في ظل بيئة تنافسية شرسة.”
الذكاء الاصطناعي شريك استراتيجي لرواد الأعمال
تجربة “فيا” تمثل تحولًا في طريقة تعاطي أصحاب المشاريع مع أدوات الذكاء الاصطناعي. فبدلاً من استخدامها كمجرد أدوات مساعدة أو للرد على الأسئلة، باتت تلعب دور الشريك الاستراتيجي الذي يساهم في صناعة القرار، سواء على المستوى الإبداعي أو الإداري.
كما أوضحت فيبي جيتس أن الشركة تسعى إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل النمو، بدءًا من تطوير المفهوم التسويقي وحتى تحسين الأداء الرقمي، مضيفة أن “أهم ما يمكن أن يفعله أي رائد أعمال اليوم هو استثمار الذكاء الاصطناعي في خدمة أهداف مشروعه”.

الحضور الرقمي أولوية في العصر الحديث
تزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات تسويقية جعل من جودة الفيديوهات والمحتوى البصري عاملًا حاسمًا في بناء العلامات التجارية الناشئة. وقد ساعدت أدوات مثل ChatGPT على رفع مستوى هذا المحتوى من خلال تقديم توصيات دقيقة بشأن مواقع عرض المنتجات داخل الفيديو، وكيفية ترتيب المعلومات لجذب الجمهور، وتحديد الكلمات المفتاحية المثالية.
هذه الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على الشركات الكبيرة، بل أصبحت متاحة وفعالة للشركات الصغيرة والناشئة، وهو ما جعل ريادة الأعمال أكثر ديمقراطية من أي وقت مضى.
وعي المستخدم مفتاح النجاح
ورغم كل ما تقدمه هذه الأدوات من إمكانيات هائلة، تؤكد كياني أن نجاح استخدام الذكاء الاصطناعي يعتمد بالدرجة الأولى على وعي المستخدم وقدرته على تفسير النتائج وتطبيقها بطريقة مدروسة، موضحة أن التقنية مهما كانت متقدمة، تظل بحاجة إلى قيادة بشرية ذكية تعرف متى وأين وكيف تستخدمها.

نحو مستقبل ريادي مدعوم بالذكاء الاصطناعي
تجربة “فيا” مع ChatGPT ليست سوى مثال من بين آلاف التجارب الناشئة التي تستفيد من التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي. وإذا كانت فيبي جيتس تمثل جيلًا جديدًا من رواد الأعمال الذين نشأوا في بيئة تقنية، فإن تجربتها تؤكد أن المستقبل سيكون حتمًا لأولئك الذين يتقنون الاستفادة من هذه الأدوات بذكاء وفكر استراتيجي.

للفائدة:
افضل ادوات الذكاء الاصطناعي. pic.twitter.com/qUNWisff1P
— Gorgeous (@gorgeous4ew) June 22, 2025