أمريكا – السابعة الإخبارية
في حادثة صادمة هزت الوسط الفني الأمريكي، ألقت الشرطة في لوس أنجلوس القبض على نيك راينر، نجل المخرج المعروف روب راينر، بعد الاشتباه في قيامه بقتل والديه في منزلهما بحي برينتوود. وتكشف التقارير الصحفية أن نيك، البالغ من العمر 32 عامًا، كان يعاني منذ سنوات من مشاكل نفسية وإدمان طويل الأمد للمخدرات، ما أدى إلى تصاعد التوتر داخل الأسرة بشكل مأساوي.
مسار طويل من الإدمان والمشاكل النفسية
وفقًا للمصادر، كان نيك يقيم في بيت الضيافة الخاص بوالديه لمدة خمس سنوات، حيث أصبح سلوكه غير متوقع وخطير بشكل متزايد. وأشار مصدر مقرب إلى أن الشاب كان بمثابة “قنبلة موقوتة”، بسبب تدهور إدمانه للمواد المخدرة، بما في ذلك الميثامفيتامين، بعد تهديد والديه بطرده من المنزل.
وأضاف المصدر أن نيك كان يتفاخر بأفعاله المدمرة مستهزئًا بالتحذيرات التي تلقاها من والديه، ورفض تلقي العلاج رغم إصابته يده أثناء ضربه لجدار الحمام، كما كان يتجادل مع والديه حول الالتزام بالعلاج أو مغادرة المنزل، وقد هدد أخته في مناسبات عدة. وأكد المصدر أن والديه حاولا مرارًا طلب المساعدة من السلطات، لكنهما لم يتمكنا من منع تصاعد العنف المنزلي بشكل كامل.

سلوكيات مبكرة وتحذيرات الطفولة
تشير التقارير إلى أن علامات الخطر كانت واضحة منذ الطفولة. فقد تحدث نيك في مقابلة عام 2018 على بودكاست “دوبي” عن سلوكياته المدمرة أثناء نوبات الإدمان، موضحًا أنه كان يدمر محتويات بيت الضيافة دون أي سبب منطقي، كما واجه فترات طويلة من التشرد منذ سن الخامسة عشرة، متنقلاً بين مراكز إعادة التأهيل المختلفة.
وأُشير إلى أن فيلم Being Charlie الذي أخرجه والده روب راينر عام 2015، مستوحى جزئيًا من تجارب نيك مع الإدمان، حيث سلط الضوء على معاناته الشخصية وصراعاته النفسية.
وأكد أصدقاء العائلة وأفرادها أن نيك كان شديد الانفعال منذ الطفولة، ويعاني صعوبة في ضبط مشاعره. وذكرت مدرّسة يوغا كانت تعمل مع العائلة أن سلوك نيك كطفل كان شديد التطرف، إلى درجة أنها ألهمتها لكتابة كتاب للأطفال عن اضطرابات الانفعالات، معتبرة أن هذه المؤشرات كانت تحذيرات مبكرة على المشاكل التي ستواجه الأسرة لاحقًا.
الجريمة والقبض على نيك
ألقت الشرطة القبض على نيك مساء الأحد الماضي، بعد أن عثرت أخته رومي راينر على جثتي والديها داخل المنزل. وأكدت التحقيقات أن كلاهما تعرض لعدة طعنات قاتلة، فيما تحقق السلطات حاليًا في ظروف الحادثة وخلفياته.
وتمثل هذه الجريمة مأساة مزدوجة: فقدان حياتين بشريتين، بالإضافة إلى تفاقم أزمة شخصية وعائلية طويلة الأمد بسبب الإدمان والمشاكل النفسية.

ردود الفعل في الوسط الفني
أثارت الحادثة صدمة كبيرة في الوسط الفني، نظرًا لشهرة المخرج روب راينر وعلاقته العائلية المعقدة مع ابنه. وأوضح بعض المقربون من العائلة أن الجميع كانوا على علم بصراعات نيك النفسية والإدمانية، لكن لم يتوقع أحد أن تصل الأمور إلى هذا الحد المأساوي.
تسلط هذه الواقعة الضوء على التحديات العميقة التي قد تواجه الأسر في التعامل مع الإدمان والمشاكل النفسية، حتى ضمن بيئات مستقرة وثرية. وتؤكد أيضًا على أهمية المراقبة المبكرة والدعم النفسي المتواصل للأشخاص الذين يعانون من الإدمان واضطرابات الانفعالات، لتجنب وصول الصراعات العائلية إلى نهايات مأساوية.
