مصر – السابعة الإخبارية
هاتف محمول.. في واقعة طبية نادرة وغريبة في آنٍ واحد، نجح فريق طبي متخصص في مستشفى الأزهر الجامعي بمحافظة أسيوط، وسط مصر، في استخراج هاتف محمول ظل عالقًا داخل معدة مريض لمدة تقارب العامين، دون أن يتم اكتشافه طوال هذه المدة.
بداية القصة: آلام مزمنة تقود لاكتشاف هاتف محمول
وصل المريض، وهو رجل في الأربعينيات من عمره، إلى قسم أمراض الكبد والجهاز الهضمي والمناظير بالمستشفى، وهو يعاني من آلام مزمنة في المعدة، واضطرابات هضمية متكررة.
في بداية الفحص، لم تكن الأعراض تشير إلى شيء غير مألوف، لكن المفاجأة بدأت تتكشف أثناء أخذ التاريخ المرضي من المريض، حيث أبلغ الفريق الطبي بأنه ابتلع هاتفًا محمولًا قبل نحو عامين، لكنه لم يخضع لأي علاج أو فحص بعد الحادثة.
بحسب تصريحات الفريق المعالج، لم يصدق الأطباء في البداية ما سمعوه، خاصة أن الجسم الغريب ظل في معدته طوال تلك المدة دون حدوث مضاعفات حادة أو أعراض نزيف أو انسداد معوي.

تشخيص دقيق عبر الأشعة والمنظار
تم إخضاع المريض لفحوصات دقيقة، شملت أشعة مقطعية وتصويرًا بالأشعة السينية، وقد أظهرت النتائج وجود جسم غريب داخل المعدة، تحدد لاحقًا أنه هاتف محمول صغير الحجم.
ووفقًا لوسائل إعلام محلية، فقد كان الهاتف مغلفًا بمواد بلاستيكية حالت دون تحلله الكامل أو تسببه في تقرحات شديدة أو ثقب في جدار المعدة، وهو ما يعد أمرًا نادر الحدوث طبيًا.
العملية: إزالة ناجحة دون جراحة
الفريق الطبي الذي قاد العملية، ويضم مجموعة من الأطباء المتخصصين في أمراض الجهاز الهضمي والتنظير الداخلي، قرر عدم اللجوء إلى الجراحة المفتوحة لما تنطوي عليه من مخاطر محتملة على المريض، خاصة بعد عامين من وجود الهاتف داخل جسمه.
وتم الاعتماد على المنظار العلوي (Endoscopy)، حيث جرى إدخال أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا عبر الفم، ليتم الوصول إلى المعدة وتحديد مكان الهاتف بدقة. وباستخدام أدوات دقيقة، تمكن الفريق من سحب الهاتف بسلامة وبدون أي مضاعفات كبيرة.
خرج المريض من العملية في حالة مستقرة، وتم إدخاله إلى وحدة المراقبة الطبية لمتابعة حالته الصحية والتأكد من عدم وجود أي تلف داخلي أو التهابات بعد إزالة الجسم الغريب.

ردود فعل طبية وشعبية: مزيج من الذهول والاستغراب
أثارت الحادثة ردود فعل واسعة في الأوساط الطبية والإعلامية في مصر، حيث اعتبرها كثير من الأطباء واحدة من الحالات النادرة التي تظهر قدرة الطب الحديث على التعامل مع تحديات معقدة دون تدخل جراحي.
وفي السياق ذاته، عبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن ذهولهم من قدرة المعدة البشرية على التكيّف مع جسم صلب بهذا الحجم لفترة طويلة، كما تساءل البعض عن أسباب إخفاء المريض للحادثة طيلة هذه المدة وعدم التوجه للمستشفى منذ البداية.
الأسباب النفسية والسلوكية وراء بلع الأجسام الغريبة
من الناحية الطبية، يُصنّف بلع الأجسام الغريبة – وخاصة الكبيرة منها مثل الهواتف – ضمن الاضطرابات النفسية أو السلوكية، والتي قد تظهر عند بعض الأفراد نتيجة عوامل نفسية كالاكتئاب أو اضطرابات الهوية أو محاولات لطلب الانتباه. كما قد تحدث في سياق تحديات شخصية أو رهانات.
وقد أشار أطباء نفسيون إلى ضرورة عرض المريض على متخصص في الصحة النفسية، لفهم ملابسات الحادثة ووقاية المريض من تكرارها أو تطور حالة أكثر تعقيدًا.
نهاية القصة… وبداية التساؤلات
بينما انتهت الواقعة بنجاح طبي يُحسب لمستشفى الأزهر الجامعي وفريقه المتخصص، إلا أن الحادثة تطرح أسئلة أوسع عن الوعي الصحي، والحالة النفسية لبعض المرضى، ومدى قدرتهم على اتخاذ قرارات سليمة عند التعرض لحوادث مشابهة.
ولا شك أن هذه الحادثة، رغم طرافتها في الظاهر، تسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر، واللجوء إلى المساعدة الطبية في الوقت المناسب، خاصة في الحالات التي تتعلق بابتلاع أجسام غريبة قد تتحول إلى تهديدات صحية قاتلة في أي لحظة.
مستشفى الأزهر الجامعي بأسيوط تقول إنها نجحت في استخراج هاتف محمول من معدة مريض ابتلعه منذ سنتين أثناء حبسه في أحد السجون pic.twitter.com/1OxMgmnrQ2
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 20, 2025