روسيا– السابعة الإخبارية
أعلن علماء الفلك عن اكتشاف مثير يتمثل في وجود أربعة كواكب صخرية تدور حول نجم بارنارد، الذي يُعتبر أقرب جار نجمي منفرد لنا، حيث يبعد عنا ست سنوات ضوئية فقط.
تقنيات متطورة تكشف عن الكواكب
باستخدام أدوات فائقة الحساسية، تمكن العلماء من رصد تمايلات طفيفة في ضوء النجم، ناتجة عن جاذبية هذه الكواكب الصغيرة التي هي أصغر بكثير من كوكب الأرض.
كانت الإشارات الناتجة عن هذه الكواكب ضعيفة للغاية، لدرجة أنها كادت تختفي تحت ضجيج الاهتزازات الطبيعية للنجم. لكن بفضل تقنيات النمذجة المتطورة والتحليل الدقيق للبيانات، استطاع الباحثون عزل هذه الإشارات الخافتة وتأكيد وجود الكواكب الأربعة.
تفاصيل الاكتشاف
وفقًا لشبكة “روسيا اليوم”، فإن هذه الكواكب الصخرية الأربعة أصغر بكثير من الأرض وتدور حول نجم بارنارد، الذي لطالما ارتبط تاريخه بمحاولات سابقة غير ناجحة لاكتشاف كواكب. وبفضل الأدلة الجديدة، يبدو أن هذا الاكتشاف يحمل مصداقية قوية.
العملية كانت تتطلب استخدام تقنية “السرعة الشعاعية”، التي تبحث عن التغيرات الطفيفة في ضوء النجم نتيجة جاذبية الكواكب. كلما كان الكوكب أصغر، كانت الإشارة الناتجة أضعف، حيث تبلغ كتلة هذه الكواكب نحو خمس إلى ثلث كتلة الأرض فقط.
تحديات الفصل بين الإشارات
تعتبر النجوم مثل بارنارد غير مستقرة بشكل طبيعي، مما يخلق “ضجيجًا” قد يطغى على الإشارات الضعيفة من الكواكب. في هذه الحالة، كانت التغيرات الناتجة عن الكواكب تتراوح بين 0.2 إلى 0.5 متر في الثانية، بينما كان ضجيج النشاط النجمي أكبر بنحو عشرة أضعاف.
للتغلب على هذه التحديات، قام العلماء بإنشاء نماذج رياضية مفصلة لزلازل وتذبذبات نجم بارنارد، مما سمح لهم بعزل الإشارات الكوكبية من البيانات المجمعة.
الأداة المستخدمة في البحث
تستند الورقة البحثية التي تؤكد وجود هذه الكواكب إلى بيانات من أداة MAROON-X، وهي أداة سرعة شعاعية “فائقة الدقة” مثبتة على تلسكوب “جيميني” في هاواي. كما دعمت النتائج اكتشافًا سابقًا للكوكب b بواسطة أداة ESPRESSO في تشيلي، مما أضاف ثلاثة كواكب جديدة إلى النظام.
الحياة على الكواكب الجديدة
تدور هذه الكواكب حول نجمها القزم الأحمر على مسافات قريبة تجعلها غير صالحة للسكن. تشير الدراسة إلى أن السنة على أقرب كوكب للنجم تستمر لأكثر من يومين بقليل، بينما تستغرق السنة على أبعد كوكب ما يقارب سبعة أيام، مما يجعلها على الأرجح ساخنة جداً لاستضافة الحياة. على الرغم من ذلك، فإن اكتشافها يبشر بخير في البحث عن حياة خارج الأرض.