أمريكا – السابعة الإخبارية
طالب أطباء وخبراء صحة نفسية أمريكيون بوضع ملصقات تحذيرية على أدوية التنحيف الشهيرة GLP-1، على غرار الملصقات الموضوعة على منتجات التبغ (السجائر). يأتي هذا التحذير الجاد في ظل مخاوف متزايدة من أن الاستخدام غير المنضبط لهذه الأدوية قد يتسبب في إصابة متناوليها باضطرابات الطعام أو التسبب في انتكاسات خطيرة للمتعافين منها.

تحوّل ثقافي وقلق من وصمة الوزن
يأتي هذا التحذير وسط نقاش مجتمعي واسع أثارته النحافة الشديدة التي ظهر بها بعض المشاهير مؤخراً، مما أثار المخاوف من عودة وصمة الوزن التي كانت سائدة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث يُخشى أن يتحول الهدف من فقدان الوزن الصحي إلى هاجس بالنحافة المفرطة.
آلية عمل GLP-1 وفوائدها المثبتة
تعمل هرمونات GLP-1 عن طريق محاكاة هرمون أو اثنين ينتجهما الجسم بشكل طبيعي، بهدف كبح الشهية وإبطاء عملية الهضم وتنظيم نسبة السكر في الدم. ونتيجة لذلك، يشعر المستخدمون بالشبع لفترة أطول ويختبرون ما يُعرف بـ”ضوضاء الطعام” بشكل أقل – أي الأفكار المتكررة حول تناول الطعام.
وقد حظيت هذه الأدوية بإشادة واسعة النطاق لفعاليتها في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة على فقدان الوزن بسرعة، بالإضافة إلى استخدامها السريري في:
إدارة مرض السكري من النوع 2.
الحد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي.
سوء الاستخدام “المنحدر الزلق”
على الرغم من الفوائد السريرية، تحذر الدكتورة ثيا غالاغر، أخصائية نفسية سريرية في مركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك، من أن هذه الفوائد يمكن أن تصبح “منحدراً زلقاً” للبعض.
وأوضحت غالاغر أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل التقييدية غالباً ما يبحثون عن الشعور بعدم الجوع، وأن الأدوية التي تقلل الشهية بشكل جذري يمكن أن تخدم هدفهم الخطر المتمثل في “محاولة عدم تناول الطعام على الإطلاق أو تناول كميات قليلة جداً”.
كما أفاد الأطباء، مثل غالاغر وروس ناش، أنهم عالجوا مرضى لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل تمكنوا من التحايل على القواعد الطبية (مثل مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى) والحصول على وصفات GLP-1، مما تسبب في انتكاسات خطيرة.

أبرز الآثار الجانبية والمخاطر:
مشاكل الجهاز الهضمي: يعد الغثيان والقيء الأكثر شيوعاً.
الانتكاس العاطفي: أشار روس ناش إلى رؤية أشخاص يعودون إلى الشره المرضي (Bulimia) بسبب التحفيز الناتج عن التقيؤ.
التوقف عن العلاج: على الرغم من أن الأدوية مخصصة للاستخدام طويل الأمد، يتوقف معظم الناس عن تناولها في غضون عام أو عامين، وهذا التحول بحد ذاته يمكن أن يكون محفزاً لاضطرابات الطعام.
توصيات الخبراء لتناول آمن
للتعامل الآمن مع هذه الأدوية، ينصح الخبراء بشدة باستشارة أخصائي الصحة النفسية قبل البدء بتناول GLP-1 وأثناء فترة العلاج.
ويحذر الأطباء من أن الأثر النفسي لفقدان الوزن قد يشمل الخوف من استعادة الوزن، أو الرغبة في مواصلة فقدانه للحفاظ على الاهتمام الإيجابي، وهي عوامل تساهم في تطور اضطرابات الأكل حتى لدى الأشخاص الذين لم يكن لديهم تاريخ سابق.
وأكدت غالاغر أن أدوية إنقاص الوزن يمكن أن تؤثر على أي شخص، ولذلك لا ينبغي أن تقتصر الاستشارة النفسية على الأفراد الذين لديهم تاريخ معروف من اضطرابات الأكل.
