الإمارات – السابعة الإخبارية
في 29 سبتمبر من كل عام، تنضم دولة الإمارات إلى دول العالم في الاحتفال بـ يوم القلب العالمي، مؤكدة التزامها الثابت بتعزيز صحة القلب لدى أفراد المجتمع، من خلال جهود وطنية شاملة تدمج بين الوقاية والتوعية والابتكار الطبي، لتقليل معدلات الإصابة بأمراضه والأوعية الدموية، والتي لا تزال السبب الأول للوفاة عالميًا.
“خلي قلبك نابض”.. حملة توعوية وطنية
ضمن استراتيجيتها الصحية المستدامة، أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع حملات نوعية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الوقاية من أمراض القلب. ومن أبرز هذه المبادرات حملة “خلي قلبك نابض“، التي تركز على تغيير أنماط الحياة وتجنب عوامل الخطر، مثل التدخين، قلة النشاط البدني، والأنظمة الغذائية غير الصحية الغنية بالدهون.
ويؤكد الدكتور يوسف العطار، استشاري ورئيس قسم أمراض في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أن الدولة تبنت خلال السنوات الأخيرة مبادرات رائدة تستهدف الحد من انتشار أمراض قلب، من خلال الفحص المبكر والتثقيف المجتمعي وتعزيز سلوكيات الحياة الصحية.
لا تهمل رسائل القلب
في السياق ذاته، أطلقت الوزارة أيضًا حملة “لا تهمل رسائل القلب”، بهدف التوعية بأعراض الذبحة الصدرية وطرق التعامل معها. وقد تم تنفيذ هذه الحملة عبر فعاليات توعوية ميدانية في المراكز التجارية وأماكن التجمعات العامة، لتصل الرسائل الصحية إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
وأكد الدكتور العطار أن مثل هذه الحملات أسهمت في رفع مستوى الوعي العام بأهمية التدخل المبكر، والتوجه إلى المستشفى عند ظهور أعراض قلبية مقلقة مثل الألم في الصدر أو ضيق التنفس.
تطورات طبية متسارعة في مدينة الشيخ شخبوط
تُعد مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي نموذجًا متقدمًا في علاج أمراض، حيث نجحت خلال السنوات الماضية في تحقيق إنجازات طبية كبيرة، منها إنشاء مختبر متطور للفيزيولوجيا الكهربائية للقلب، ساعد في تشخيص اضطرابات نظم القلب بدقة عالية.
ومن أبرز ما تم تحقيقه:
إجراء أكثر من 1000 عملية استئصال ناجحة لاضطرابات نظم القلب.
تسجيل أول عملية استئصال باستخدام المجال النبضي لعلاج الرجفان الأذيني، وهي تقنية متقدمة تمثل نقلة نوعية في العلاج.
إدخال تقنيات مثل زراعة أجهزة تنظيم ضربات القلب الخالية من الأسلاك، مما يسهم في تحسين جودة حياة المرضى.
إنشاء عيادة متخصصة لأمراض المرتبطة بعلاج الأورام، لتقديم رعاية شاملة لمرضى السرطان المعرضين لمضاعفات قلبية.
معهد كليفلاند.. قفزات نوعية في علاج هذ المرض
من جانبه، أشار الدكتور حسام يونس، رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في معهد قلب والأوعية الدموية والصدر في كليفلاند كلينك أبوظبي، إلى أن دولة الإمارات تُعد من الدول الرائدة في الاستثمار المستمر في البنية التحتية الصحية، مشيدًا بالدور المتنامي للصحة الرقمية وعلم الجينوم في الكشف المبكر عن عوامل الخطر الوراثية للأمراض القلبية.
وأوضح الدكتور يونس أن معهد كليفلاند شهد تطورًا ملحوظًا منذ تأسيسه عام 2015، حيث تم تنفيذ:
أكثر من 4600 عملية قلبية.
أكثر من 1250 تدخلًا في أمراض القلب البنيوية.
أكثر من 650 عملية استبدال صمام أبهري عبر القسطرة.
وفي عام 2024 فقط: 839 عملية قلبية و265 تدخلًا بنيويًا.
الابتكار حجر الزاوية في الرعاية
وأوضح الدكتور يونس أن الإمارات تواكب أحدث تقنيات العلاج من خلال:
الجراحة الروبوتية والعمليات طفيفة التوغل.
استخدام تقنيات متقدمة مثل TAVI (استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة)، وTBE، وAlphaVac، وإزالة التنشيط الكلوي لعلاج الضغط العالي المقاوم.
وأكد أن هذه التقنيات الحديثة تسهم في توسيع خيارات العلاج، خاصة للمرضى ذوي الخطورة العالية أو الحالات القلبية المعقدة.
ثقافة الوقاية.. حجر الأساس لصحة القلب
يرى الخبراء أن جزءًا كبيرًا من أمراض قلب يمكن الوقاية منه عبر الفحوصات الدورية، والتغذية الصحية، والنشاط البدني المنتظم، وهي مبادئ يتم ترسيخها من خلال برامج وطنية تشمل:
فحوصات ضغط الدم ومؤشرات القلب.
تدريب المواطنين، وخاصة طلبة المدارس والموظفين، على الإنعاش القلبي الرئوي (CPR).
تنظيم أنشطة رياضية جماهيرية، مثل حملات المشي وفعاليات اللياقة المجتمعية.
خاتمة: يوم عالمي لرسالة وطنية
في يومه العالمي، تؤكد الإمارات مجددًا أن صحة القلب مسؤولية مجتمعية ووطنية، تستدعي تكاتف الجهود بين الأفراد والمؤسسات. فبفضل رؤية طبية استباقية وابتكارات متقدمة، تواصل الدولة دورها الرائد في تعزيز الوعي وتوفير أفضل سبل الوقاية والعلاج، في سبيل بناء مجتمع صحي ومستدام.