الإمارات – السابعة الإخبارية
في مشهد مهيب يجسّد طموح دولة الإمارات العربية المتحدة التي لا تعرف حدوداً، نجح فريق مبادرة “عَلَمُنا فوق القمّة” في اختتام فعالياته لهذا العام برفع علم الدولة وصورتي المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، فوق إحدى القمم الثلجية لجبال الألب الفرنسية في منطقة فالتورانس.
يأتي هذا الإنجاز الرمزي بالتزامن مع احتفالات البلاد بـ “عيد الاتحاد الـ54″، ليؤكد أن الإصرار على الريادة يمتد من صحراء الوطن إلى أعلى المرتفعات العالمية.

رمزية الصعود: عام المجتمع وعام الأسرة
حملت المبادرة شعارها الملهم “من الكثبان الرملية إلى القمم الثلجية”، وجاءت كثمرة أول تعاون من نوعه بين “براند دبي”، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، و”أكاديمية متزلجي الإمارات”، وذلك لدعم أهداف حملة “زايد وراشد” في نسختها الثانية.
تكتسب هذه الرحلة رمزية مضاعفة؛ إذ مثّلت ختاماً لـ “عام المجتمع” ومقدمة لـ “عام الأسرة”، وهو ما تجسّد في المشاركة اللافتة في فريق المهمة التي ضمت عائلة إماراتية مكونة من أب وأبنائه. وقد حرص المنظمون على أن يعكس الفريق، الذي ضم 10 من نخبة متزلجي الإمارات، تنوّع فئات المجتمع الإماراتي ويبرز روح العمل الجماعي والتكاتف الوطني التي تميز الدولة.
شيماء السويدي، مديرة “براند دبي”، أكدت أن المبادرة “تجسّد صورة الإمارات التي نريد أن نراها دائماً في أذهان العالم؛ دولةً تسعى باستمرار إلى القمة، وتؤمن بقدرة شبابها على تحويل الطموحات إلى إنجازات ملموسة”. وأضافت أن رفع العلم وصورة “زايد وراشد” يأتي امتداداً لرسالة “براند دبي” في إبراز النماذج الملهمة من أبناء الوطن.

رحلة القمة: تحدي المسافة ودرجات الحرارة المتجمدة
لم يكن الوصول إلى قمة فالتورانس مجرد رحلة ترفيهية، بل كانت تحدياً لوجستياً وبدنياً كبيراً. فقد قطع الفريق أكثر من 5,000 كيلومتر، انطلاقاً من دبي إلى جنيف ثم رحلة برية متعرجة وشاقة لمسافة 220 كيلومتراً للوصول إلى المنتجع.
خضع المتسلقون لبرنامج تدريبي متكامل أعدته “أكاديمية متزلجي الإمارات” لتمكينهم من التعامل مع طبيعة المسار الثلجي الصعبة وظروف المرتفعات العالية. وقد توّج هذا الإعداد بالصعود إلى قمة يتجاوز ارتفاعها 3,300 متر فوق سطح البحر، في أجواء شتوية قاسية تراوحت فيها درجة الحرارة بين 3 إلى 9 درجات مئوية تحت الصفر.
فور وصول الفريق، ارتفعت لوحة وطنية مؤثرة بأبعاد 3×1 متر لكل من علم الدولة وصورتي المؤسسين، وصدح النشيد الوطني الإماراتي في أجواء الألب الثلجية، في لحظة وصفها المشاركون بأنها توثيق لـ “لحظة تاريخية” وتتويج لأسابيع من الاستعدادات.
إبراهيم علي خادم، الشريك المؤسس في “أكاديمية متزلجي الإمارات”، أكد أن المبادرة “رسالة وطنية تُجسّد ارتباط شباب الإمارات بقيم الريادة والإنجاز، وتُبرز صورة مشرّفة لالتزامهم برفع اسم وعلم دولتهم فوق القمم وفي المحافل الدولية”.
تعكس مبادرة “عَلَمُنا فوق القمّة”، التي انطلقت قبل 14 عاماً لتعزيز روح الوطنية، حرص الدولة على ترسيخ قيم التميّز والابتكار في نفوس الشباب، مُلهمةً أجيالاً جديدة لخوض تجارب رياضية وإنسانية تعكس الطموح اللامحدود للوطن وقيادته الرشيدة.

