الإمارات – السابعة الإخبارية
iPhone 17.. مع استعداد شركة آبل للإعلان عن سلسلة iPhone 17 مساء اليوم الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025، في مؤتمرها السنوي العالمي “Awe Dropping”، تتجه أنظار الملايين حول العالم نحو الحدث الذي يُتوقع أن يحمل تغييرات جذرية في تصميم الهواتف الذكية وتقنياتها.
لكن، بالنسبة للمقيمين الهنود في الإمارات والعالم، يحمل هذا الإطلاق بُعدًا آخر، لحظة فخر واحتفال وطنية، بعدما تأكد أن كافة طرازات iPhone 17 – بما في ذلك النسخ الفاخرة Pro – سيتم تجميعها بالكامل في الهند لأول مرة في تاريخ شركة آبل.
الهند تتحول إلى “مصنع آيفون العالمي”
وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، فقد قررت آبل نقل عملية تجميع جميع إصدارات iPhone 17 إلى الهند، متجاوزة بذلك اعتمادها التاريخي على الصين. وتتم عملية الإنتاج في خمسة مصانع موزعة على عدة ولايات، من بينها منشآت Foxconn الموسعة قرب مطار بنغالور، ومصنع مجموعة Tata في هوسور، تاميل نادو.
وتهدف آبل من هذه الخطوة إلى تنويع سلسلة التوريد العالمية وتقليل اعتمادها المفرط على الصين، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والضغوط الجمركية من قبل الولايات المتحدة.
قال الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك:”وجود كل شيء في مكان واحد كان يشكل مخاطر كبيرة… واليوم، تنضج الهند لتصبح شريكًا استراتيجيًا في التصنيع العالمي.”

من منتج محلي إلى مُصنع عالمي
يُعد تجميع أجهزة iPhone 17 بالكامل في الهند إنجازًا استراتيجيًا، ليس فقط للشركة، بل للاقتصاد الهندي وصناعة التكنولوجيا العالمية. حيث تستهدف آبل إنتاج 60 مليون وحدة في الهند خلال عام 2025، ارتفاعًا من نحو 40 مليونًا في العام المالي الحالي.
ويعكس هذا النمو السريع نجاح الهند في جذب الاستثمارات التكنولوجية الضخمة، ما يعزز مكانتها كمركز عالمي للتصنيع عالي الجودة، بدلًا من كونها سوقًا استهلاكية فقط.
أرقام قياسية في الصادرات إلى أمريكا
التحول لا يقتصر على الداخل الهندي، بل يمتد إلى الأسواق العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
فوفقًا لتحليل أجرته شركة Canalys، فإن 78% من صادرات آيفون الهندية ذهبت إلى السوق الأمريكي حتى يونيو 2025، مقارنة بـ53% في نفس الفترة من العام الماضي.
وما بين أبريل ويوليو فقط، بلغت صادرات آيفون من الهند 7.5 مليار دولار، أي ما يقارب نصف صادرات العام المالي السابق بأكمله.
هذا يعني أن معظم أجهزة iPhone التي سيشتريها الأمريكيون في 2025، مصنوعة في الهند.
التحديات… والمواجهة
رغم الطموح الكبير، لم يخلُ المشروع من التحديات.
ففي محاولة للضغط على آبل، استدعت الصين نحو 300 مهندس من مصانع Foxconn في الهند، ما تسبب في اضطراب مؤقت في سير الإنتاج. لكن الشركة استعانت بسرعة بمهندسين من تايوان، وأجرت تعديلات على خطوط الإنتاج لتجاوز الأزمة.
ويُظهر ذلك مدى تعقيد المشهد الجيوسياسي المرتبط بصناعة التكنولوجيا، وكيف أصبحت الهند جزءًا رئيسيًا من توازن القوى في سلاسل التوريد.
لحظة خاصة للهنود في الإمارات
في الإمارات، حيث يشكّل الهنود أكبر جالية أجنبية، يأتي هذا التحول ليرسّخ شعورًا بالفخر الوطني.
فالهاتف الذي سيُطرح في متاجر دبي وأبوظبي هذا الأسبوع، قد يكون من أول دفعة iPhone 17 مصنوعة بالكامل في الهند.
بالنسبة للمقيمين الهنود، لا يُعد هذا مجرد إطلاق منتج عالمي، بل علامة فارقة تُبرز دور الهند في صناعة التكنولوجيا العالمية. فبينما يحتفي العالم بالكاميرات المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، يحتفل الهنود حول العالم بدخول بلدهم نادي القوى الصناعية الكبرى.

إعادة رسم خريطة الإنتاج العالمي
استراتيجية آبل الجديدة تعكس إعادة توزيع مدروسة للإنتاج العالمي، على النحو التالي:
الهند: مركز لتجميع أجهزة iPhone، وتوريدها للأسواق الأمريكية والعالمية.
فيتنام: إنتاج iPads، وMacBooks، وساعات Apple، وAirPods.
الصين: التركيز على تلبية الطلب المحلي في آسيا والمناطق غير الأمريكية.
وقال كوك:”التنوع الجغرافي في التصنيع لم يعد خيارًا… بل ضرورة لضمان استمرارية الإنتاج في عالم سريع التغير.”
ختامًا… iPhone 17 يحمل هوية جديدة
بينما يترقب العالم المواصفات التقنية لسلسلة iPhone 17، من تصميم أنيق إلى أداء بطارية مطور ومعالج A19 Bionic، هناك قصة أكبر تُكتب في الخلفية:
قصة بلد نامٍ أصبح حجر الزاوية في إنتاج أحد أكثر المنتجات تأثيرًا في تاريخ التكنولوجيا.
إنه عصر جديد للآيفون… وعصر جديد للهند.
