الإمارات – السابعة الإخبارية
في خطوة استراتيجية تعزز مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية للإبداع، أعلن “مقر المؤثرين”، أول مقر للمؤثرين في الإمارات والشرق الأوسط، والتابع لمجموعة “فيجينيرز”، عن تعاون رائد مع منصة YouTube لإطلاق “أكاديمية YouTube” لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويهدف هذا التعاون إلى دعم وتمكين صناع المحتوى المبدعين، وتزويدهم بالأدوات والمعرفة التي تتيح لهم تطوير أعمالهم والوصول إلى جمهور أوسع، بما يتماشى مع رؤية الإمارات الرامية إلى تعزيز اقتصاد صناعة المحتوى وترسيخ الشراكات مع كبرى المنصات التقنية العالمية.

الإمارات مركز عالمي لاقتصاد المحتوى
تأتي المبادرة في وقت تشهد فيه المنطقة نمواً غير مسبوق في صناعة المحتوى الرقمي، ما يجعل الإمارات مرشحة بقوة لتكون عاصمة الاقتصاد الإبداعي الجديد. ويؤكد القائمون على “مقر المؤثرين” أن التعاون مع YouTube سيسهم في بناء منظومة مبتكرة تدعم صناع المحتوى المحليين والعرب، من خلال برامج تدريبية متقدمة وورش عمل تخصصية.
وتستهدف الأكاديمية تطوير مهارات المبدعين في مجالات تحليل البيانات، وتحسين إنتاج المحتوى، واستراتيجيات بناء المجتمع الرقمي، إلى جانب مساعدتهم على تحقيق دخل مستدام عبر المنصة، وهو ما يعزز من مكانتهم كمحترفين قادرين على تحويل شغفهم إلى مسار مهني طويل الأمد.
دعم جديد للمبدعين
بحسب بيان رسمي، ستعمل أكاديمية YouTube على تقديم الدعم لصناع المحتوى عبر دورات تدريبية وورش عمل متخصصة، يقودها خبراء ومديرو برامج من YouTube، بما يمنح المشاركين فرصة الاطلاع على أحدث الاستراتيجيات والتقنيات المستخدمة عالمياً في مجال صناعة المحتوى الرقمي.
كما ستمنح الأكاديمية المبدعين فرصة بناء علاقات مباشرة مع قادة الصناعة والخبراء، وهو ما يتجاوز مجرد النصائح العامة، ليشكل قاعدة معرفية عملية قابلة للتنفيذ تساعدهم في تطوير قنواتهم وتوسيع قاعدة جماهيرهم.
أرقام تعكس قوة السوق
ويأتي إطلاق الأكاديمية بالتزامن مع النمو الكبير في أعداد مستخدمي YouTube بالمنطقة. فقد وصل عدد المستخدمين فوق 18 عاماً إلى 20 مليون مستخدم في المملكة العربية السعودية، و7.5 مليون مستخدم في دولة الإمارات بحلول مايو 2024، ما يعزز مكانة المنصة كواحدة من أبرز محركات اقتصاد صناعة المحتوى في المنطقة.
هذه الأرقام، وفق خبراء، تمثل فرصة ذهبية لصناع المحتوى العرب لتوسيع حضورهم والتأثير في جمهور واسع، مع إمكانية الاستفادة من البرامج الجديدة التي تقدمها الأكاديمية.

تصريحات رسمية
قال جافيد أصلانوف، رئيس YouTube في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
“صناع المحتوى في منطقتنا هم مستقبل الترفيه وحجر الأساس في اقتصاد صناعة المحتوى. التعاون مع مقر المؤثرين يتيح لناتقديم دعم أوسع لهم، بما يضمن حصول عدد أكبر منهم على الموارد التي تمكنهم من تحويل شغفهم إلى مسار مهني مزدهر علىالمدى الطويل.”
وأضاف أصلانوف أن التزام YouTube لا يقتصر على توفير المنصة والبرامج التقنية، بل يشمل كذلك تمكين الجيل الجديد من المبدعين الذين يسهمون في رسم الملامح الثقافية لمستقبل المنطقة.
من جانبها، أكدت عالية الحمادي، نائبة رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، مديرة قمة المليار متابع، أن هذه المبادرة تشكل إضافة نوعية للاقتصاد الإبداعي في الدولة، قائلة:
“التعاون مع YouTube سيسهم في تمكين صناع المحتوى بالمهارات والخبرات اللازمة لبناء مجتمع رقمي مبدع، وتعزيز مكانةالإمارات كوجهة عالمية للإبداع. أكاديمية YouTube تمثل برنامجاً تعليمياً متكاملاً يدعم المبدعين في الاستفادة القصوى من أدواتالتحليل، واستراتيجيات بناء الجمهور، وتحقيق الدخل المستدام.”
نحو مستقبل رقمي متكامل
تشمل فعاليات وبرامج الأكاديمية سلسلة من ورش العمل والدورات التدريبية المتقدمة، إلى جانب مبادرات نوعية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتوسع العالمي للمحتوى العربي. ومن المقرر أن يتم إطلاق مبادرات مستقبلية مشتركة بين “مقر المؤثرين” وYouTube، تشمل برامج تدريبية متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وورشاً تفاعلية حول استراتيجيات الانتشار الدولي، بما يسهم في وضع المحتوى العربي على الخريطة العالمية.

صناعة واعدة بنكهة إماراتية
ويرى محللون أن الإمارات، من خلال هذه الخطوة، لا تعزز فقط مكانتها كحاضنة لصناع المحتوى، بل تسهم أيضاً في إعادة تعريف صناعة الإعلام الرقمي على مستوى المنطقة. فإطلاق أكاديمية YouTube يمثل نقلة نوعية نحو بناء مجتمع إبداعي قادر على المنافسة عالمياً، ويجسد التزام الدولة بدعم المبدعين وتمكين الشباب عبر أدوات المستقبل.
ومع تسارع نمو الاقتصاد الرقمي، يُتوقع أن تسهم هذه المبادرة في خلق بيئة محفزة للابتكار، تُشجع صناع المحتوى على المضي قدماً في تطوير أعمالهم وتحقيق طموحاتهم، بما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الإعلام والترفيه في المنطقة.