الإمارات – السابعة الإخبارية
الإمارات.. في إطار رؤيتها الاستراتيجية للتحول الرقمي والارتقاء بجودة الخدمات الدينية، أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة عن إطلاق مشروعها التحويلي الجديد لعام 2025، والذي يحمل عنوان: “تقييم الخطيب باستخدام الذكاء الاصطناعي”، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في العالم العربي والإسلامي.
ويهدف المشروع، الذي يأتي ضمن مجموعة من المشروعات الوطنية المرتبطة باتفاقيات الأداء الحكومي، إلى تحسين جودة الخطاب الديني وتعزيز التفاعل التقني في المساجد من خلال الاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.

تقنية ذكية ترافق الخطيب على المنبر في الإمارات
بحسب ما أعلنته الهيئة، فإن المشروع يقوم على تزويد خطباء الجمعة بأجهزة لوحية محمولة تحتوي على نص الخطبة الموحدة الصادرة عن الهيئة. وخلال أداء الخطبة، تعمل التقنية الذكية على تقييم أداء الخطيب بشكل فوري ودقيق، بناءً على مجموعة من المعايير المتعلقة باللغة، والإلقاء، والالتزام بالنص، ووضوح الرسالة، وطريقة التفاعل مع الجمهور.
كما تقوم هذه الأجهزة، المدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي، بإنشاء تقارير تقييم مفصلة تُرسل مباشرة إلى قواعد بيانات مركزية، ليتم تحليلها ومقارنتها مع أداء الخطباء الآخرين، بهدف تحسين جودة الخطابة وتقديم تغذية راجعة دقيقة ومُخصصة لكل خطيب.
دعم لرؤية الإمارات في التحول الرقمي والذكي
وأكدت الهيئة أن هذا المشروع يُعد امتدادًا مباشرًا لسياسات الأمانة العامة لمجلس الوزراء في دولة الإمارات، والتي تُعنى بدفع عجلة التحول الرقمي داخل مؤسسات الدولة.
ويعكس المشروع حرص الدولة على توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة القيم الدينية والرسالة الأخلاقية التي تحملها خطبة الجمعة، باعتبارها منبرًا مهمًا لتوعية المجتمع ونشر ثقافة التسامح والاعتدال.
ويُسهم المشروع كذلك في تطوير منظومة الخطابة في الدولة، من خلال إنشاء قاعدة بيانات رقمية متكاملة تضم جميع الخطب الموحدة التي تُلقى في المساجد، مما يسهل أرشفتها وتحليلها لاحقًا، كما يُمكّن من متابعة الأداء العام للخطباء بطريقة علمية ومنهجية.

التقييم لتحسين الأداء.. لا للمحاسبة
أوضحت الهيئة أن استخدام الذكاء الاصطناعي لا يهدف إلى مراقبة الخطباء أو محاسبتهم بقدر ما يهدف إلى تحسين أدائهم بشكل موضوعي وبنّاء. فالتقييم الآلي يفتح الباب لتصميم برامج تدريبية مخصصة لكل خطيب حسب نقاط القوة والضعف في أدائه، مما يسهم في تطوير مهاراته وتعزيز رسالته، ويعود بالفائدة على المجتمع ككل.
كما أكدت الهيئة أن الهدف الأساسي من الخطبة هو إيصال الرسالة الدينية بطريقة مؤثرة وواضحة، وهو ما تسعى هذه التقنيات إلى دعمه ومساندته، من خلال إزالة العوائق التي قد تحد من فعالية الخطيب في إيصال مضمون الخطبة.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الدين والمجتمع
من خلال هذا المشروع، تُجسد الإمارات نموذجًا عالميًا فريدًا يجمع بين القيم الدينية الأصيلة والتكنولوجيا الحديثة. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم جزءًا لا يتجزأ من مختلف مجالات الحياة، وها هو الآن يدخل المنابر الدينية، ولكن لا ليُغيّر جوهر الخطبة، بل ليدعمها ويُحسن من طريقة تقديمها وتوصيلها إلى الجمهور.
وتؤمن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأن المستقبل يتطلب أدوات جديدة، ولذلك فهي تستثمر في التقنيات الحديثة لخدمة رسالتها، وتوفير خدمات دينية مبتكرة تواكب تطلعات الجيل الجديد، مع الحفاظ الكامل على المرجعية الدينية والثوابت الشرعية.
التزام بالتجديد ضمن ثوابت القيم
لا شك أن هذا المشروع يعكس رؤية إماراتية متقدمة للخطاب الديني، تقوم على التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وبين الثوابت والانفتاح على الأدوات الجديدة. إذ تسعى الدولة إلى تقديم نموذج ديني مستنير، يستجيب لمتطلبات العصر دون أن يفقد جوهره.
ويُتوقع أن تُسهم نتائج المشروع في تحسين محتوى الخطبة الموحدة، واستحداث معايير جديدة لجودة الأداء، وتوفير أرضية بيانات ثرية تُستخدم لاحقًا في رسم السياسات والخطط المستقبلية في مجال الشؤون الإسلامية.
من خلال “مشروع تقييم الخطيب باستخدام الذكاء الاصطناعي”، ترسم الإمارات مستقبلًا رقميًا متقدمًا للعمل الديني، وتُبرهن على أن التقنية ليست نقيضًا للدين، بل أداة لخدمته وتعزيز أثره في المجتمع. مشروع يُضيف إلى رصيد الإمارات في ريادة الابتكار، ويضعها في صدارة الدول التي تُوظف الذكاء الاصطناعي في ميادين لم يسبق إليها أحد.
إنفاذًا لتوجيه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، توحّدت خطب الجمعة اليوم السابع عشر من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ في عموم مناطق المملكة، للحديث عن نعمة نجاح موسم الحج، وما تحقق فيه من تنظيم رفيع وخدمات متكاملة، بفضل الله… pic.twitter.com/CI2dHuJu6t
— وزارة الشؤون الإسلامية 🇸🇦 (@Saudi_Moia) June 13, 2025