الإمارات– السابعة الإخبارية
يحلّ اليوم الدولي للقضاء على الفقر اليوم الجمعة، السابع عشر من أكتوبر، والعالم يستحضر التحديات التي تواجه المجتمعات الأكثر هشاشة، فيما تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج عالمي يجسّد التزاماً عملياً وإنسانياً بتحقيق التنمية الشاملة ومكافحة الفقر بأشكاله كافة.
فبينما تتعامل العديد من الدول مع الفقر بوصفه أزمة اقتصادية فحسب، آثرت الإمارات أن تتناول القضية من منظور إنساني وتنموي متكامل، يستهدف استئصال جذور الفقر لا مظاهره فقط، انطلاقاً من رؤية تقوم على صون كرامة الإنسان وتمكينه من بناء مستقبل أفضل لنفسه ولمجتمعه.

اليوم الدولي للقضاء على الفقر.. كرامة الإنسان أولاً
يُصادف اليوم الدولي للقضاء على الفقر مناسبة سنوية دعت إليها الأمم المتحدة لتسليط الضوء على أن مكافحة الفقر ليست مجرد مسألة اقتصادية تتعلق بالدخل، بل قضية كرامة وعدالة وانتماء.
ويركّز موضوع هذا العام على القضاء على الإساءة الاجتماعية والمؤسسية، وضمان تقديم الدعم الفعّال للأُسر، وإعطاء الأولوية للأكثر تهميشاً، عبر بناء مؤسسات تدعم التماسك الاجتماعي وتمكّن الأسر من صياغة مستقبلها بيدها.
وفي هذا الإطار، تواصل دولة الإمارات دورها الريادي في دعم جهود التنمية العالمية، من خلال مساعدات إنسانية وتنمويةاستهدفت تحسين جودة الحياة لملايين الأشخاص في مختلف القارات، وعملت على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي مقدمتها الهدف الأول: القضاء على الفقر.
مساعدات إماراتية تتخطى الحدود
منذ تأسيس الاتحاد عام 1971، تبنّت دولة الإمارات سياسة خارجية تقوم على الإنسانية أولاً، وجعلت من المساعدات التنموية والخيرية إحدى ركائز سياستها الدولية.
وحتى منتصف عام 2024، بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية نحو 368 مليار درهم، استفاد منها أكثر من مليار شخصحول العالم، ما انعكس إيجاباً على الحد من الفقر، والتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار في الدول المستفيدة.
ولم تقتصر هذه المساعدات على الإغاثة الفورية، بل شملت مشروعات تنموية طويلة الأمد في مجالات التعليم، والصحة، والمياه، والبنية التحتية، وتمكين المرأة والشباب، بما يسهم في خلق فرص مستدامة للأجيال القادمة.
100 مليون دولار لدعم التحالف العالمي ضد الفقر والجوع
وفي تأكيد جديد على التزامها المتواصل، أعلن الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين الـ19 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية نوفمبر الماضي، عن تخصيص 100 مليون دولار أمريكي عبر وكالةالإمارات للمساعدات الدولية لدعم أهداف التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر.
ويعكس هذا الإعلان توجه القيادة الإماراتية نحو دعم الحلول العالمية المشتركة، وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، تأكيداً لدور الإمارات كشريك موثوق للمجتمع الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية.

تمويلات نوعية ومبادرات تنموية مستمرة
وفي أبريل 2024، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم 50 مليون دولار إضافية لتمويل المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة، بهدف تسريع جهود التنمية في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية.
وتُدار هذه التمويلات عبر صندوق أبوظبي للتنمية الذي يعد من أبرز مؤسسات الدعم التنموي في المنطقة والعالم.
كما انضمت الإمارات في يونيو 2024 إلى مبادرة “التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية للعمالة” التي أطلقتها منظمة العمل الدولية، بهدف تعزيز العدالة الاجتماعية وتوفير فرص عمل لائقة في الدول النامية.
صندوق أبوظبي للتنمية.. شريك في بناء المستقبل
منذ تأسيسه عام 1971، لعب صندوق أبوظبي للتنمية دوراً محورياً في دعم الجهود التنموية حول العالم، عبر تمويل مشروعات تنموية في أكثر من 107 دول، بلغت قيمتها الإجمالية حتى نهاية عام 2024 نحو 216.5 مليار درهم.
وتوزعت هذه التمويلات بين 157 مليار درهم كقروض ميسّرة، و57.6 مليار درهم منحاً حكومية، إلى جانب 1.9 مليار درهم مساهمات مباشرة في مشاريع استراتيجية حيوية.
وخلال عام 2024، أدار الصندوق ست منح حكومية بقيمة 810 ملايين درهم لدعم مشاريع في الأردن والمغرب واليمن وموريتانيا، تركزت على تعزيز البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وفي عام 2025، يواصل الصندوق تنفيذ مشاريع استثمارية نوعية، أبرزها مشروع “سوفيتيل ليجند بيراميدز الجيزة” في مصر لدعم قطاع السياحة، ومحطة للطاقة الشمسية في جزر القمر لدعم التحول نحو الطاقة النظيفة، ومشروع سكني متكامل في أرض الصومال، إضافة إلى اتفاقية تمويل استراتيجية مع هيئة الربط الكهربائي الخليجي لتعزيز أمن الطاقة في المنطقة.
رؤية إماراتية لمستقبل خالٍ من الفقر
تؤمن دولة الإمارات أن القضاء على الفقر هو أساس التنمية والسلام العالمي، ولذلك جعلت من المساعدات الإنسانية أداة لتعزيز الاستقرار، لا مجرد استجابة للأزمات.
ومع استمرارها في بناء شراكات دولية وتنفيذ مبادرات مبتكرة، تواصل الإمارات السير بخطى ثابتة نحو عالمٍ أكثر عدلاً وإنصافاً وإنسانية.
فبجهودها المستمرة، تحوّلت الإمارات إلى منارة عالمية للأمل والتضامن الإنساني، حيث لا تقتصر رؤيتها على تقديم المساعدات، بل تمتد إلى تمكين المجتمعات من الاعتماد على الذات وتحقيق التنمية المستدامة التي تضمن كرامة الإنسان في كل مكان.
