الإمارات – السابعة الإخبارية
الفجيرة.. في واحدة من أكثر محاولات التهريب جرأة، تمكنت الإدارة العامة للمنافذ في الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، بالتعاون مع إدارة مطار الفجيرة الدولي، من إحباط عملية تهريب مخدر خطير، حيث تم اكتشاف مادة الهيروين داخل كميات ضخمة من المكملات الغذائية التي كانت بحوزة مسافر قادم من إحدى الدول الآسيوية.
العملية الناجحة لم تكن صدفة، بل نتيجة يقظة استثنائية من ضباط التفتيش الجمركي، وتوظيف تقنيات ذكية ومتطورة في الكشف عن المواد الممنوعة، لتُضاف هذه العملية إلى سجل إنجازات أجهزة التفتيش في المنافذ الجوية بالدولة المحفوظة ، والتي أثبتت مرارًا فاعليتها في تأمين الحدود من تهديدات خطيرة تمس صحة المجتمع وأمنه.

تفاصيل الواقعة في مطار الفجيرة: تهريب مقنع داخل “المكملات”
وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم أمس، حيث كان أحد المسافرين القادمين إلى الدولة عبر مطار الفجيرة الدولي في الإمارات، يهمّ بدخول البلاد حين أثار شكوك ضباط الجمارك. يحمل المتهم جنسية إحدى الدول الآسيوية، وكان قادمًا من موطنه، وبدت حقيبته كأنها تحتوي على مكملات غذائية عادية.
لكن ما بدا عاديًا في الظاهر، أخفى في طياته محاولة تهريب محكمة. حيث تبين بعد التفتيش أن الحقيبة تحتوي على 100 علبة مكملات غذائية تضم 6000 كبسولة، بالإضافة إلى 70 كيس بودرة مكملات. الأمر الذي استدعى إخضاع المحتويات للفحص عبر أجهزة متقدمة وتقنيات تحليل ذكية.
النتيجة كانت صادمة: الكبسولات، التي كان يُفترض أن تكون مكملات صحية، احتوت على مادة الهيروين المخدرة، أحد أخطر أنواع المواد الممنوعة دوليًا، وأكثرها تدميرًا للجهاز العصبي والوظائف الحيوية للإنسان.
الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة تكشف المستور
ما يميز هذه العملية ليس فقط ضبط الكمية الكبيرة، بل الكيفية الدقيقة التي تم بها اكتشاف المواد المخدرة. فقد أظهرت فحوصات الأجهزة الذكية المتوفرة في المطار – التي تعمل بتقنيات متقدمة من الذكاء الاصطناعي وتحليل المواد الكيميائية – أن الكبسولات لا تحتوي على أي مواد غذائية، بل تُمزج فيها مواد مخدرة بعناية لتمويه محتواها.
ويُعد هذا التطور في تكنولوجيا التفتيش الجمركي أحد العوامل الحاسمة في كشف مثل هذه المحاولات، خصوصًا أن المهربين باتوا أكثر احترافية وتعقيدًا في إخفاء المواد الممنوعة، عبر وسائل تبدو بريئة أو “صحية” كما في هذه الحالة.

إجراءات حازمة ورسالة ردع قوية من أمن مطار الفجيرة
فور اكتشاف المادة المخدرة، تم تحويل المسافر إلى الجهات المختصة، وبدء الإجراءات القانونية بحقه. ووفقًا للهيئة، فقد تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وتوثيق المضبوطات، وإحالة الملف إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيق.
وأكدت الهيئة الاتحادية في بيانها أن هذه العملية تعكس ليس فقط يقظة الضباط، بل أيضًا الاستراتيجية الوطنية المتكاملة في مكافحة تهريب المخدرات، والتي تعتمد على جمع المعلومات الاستخباراتية، والتفتيش الدقيق، وتحديث الأنظمة بشكل مستمر.
كما شددت الهيئة على أن الدولة تقف بحزم ضد كل من يحاول تهديد أمنها واستقرارها، مشيرة إلى أن العقوبات المقررة على تهريب المخدرات صارمة ومغلظة، وتصل إلى السجن لفترات طويلة، والغرامات المالية الكبيرة، والإبعاد النهائي عن الدولة.
المنافذ الإماراتية… خط دفاع أول ضد تهديدات المخدرات
تشير هذه الواقعة إلى مدى كفاءة وفاعلية المنظومة الأمنية في المطارات الإماراتية، التي أصبحت تُعد خط الدفاع الأول عن المجتمع.
كما تعكس التنسيق العالي بين الإدارات الجمركية، وهيئات التفتيش، وأجهزة الأمن، ما يجعل من الصعب على المهربين اختراق هذه المنظومة المحكمة.
وتؤكد الجهات المعنية أن جهود مكافحة التهريب لن تتوقف، بل ستتطور بشكل دائم لمواكبة الأساليب الجديدة التي يلجأ إليها المهربون، مع التركيز على العنصر البشري المدرب، والذكاء الاصطناعي في التفتيش والمعالجة الفورية للمعلومات.

يقظة أمنية في مواجهة التهريب المتطور
أثبتت واقعة مطار الفجيرة في دولة الإمارات أن التهريب، مهما بلغ من تعقيد ودهاء، لا يمكن أن يصمد أمام عيون الضباط المدربين والتقنيات المتقدمة. وأن سلامة المجتمع وصحة أفراده، تأتي على رأس أولويات الجهات الأمنية في الدولة. وفي وجه محاولات تدمير العقول، تبقى الإمارات حصنًا منيعًا، لا يُخترق.
التفتيش الجمركي بـ #مطار_الفجيرة يحبط محاولة تهريب هيروين داخل مكملات غذائية #رؤية_الإمارات #عين_في_كل_مكان #الإمارات #تفتيش #تهريب pic.twitter.com/dxFivIKEfs
— رؤية الإمارات (@EVISIONMN) June 26, 2025
>