أمريكا – السابعة الإخبارية
تحت سماء كوتسوولدز الهادئة وفي قلب الريف الإنجليزي، تواجه أسرة النجم الشهير ديفيد بيكهام وزوجته مصممة الأزياء العالمية فيكتوريا بيكهام أزمة تخطيطية جديدة قد تضعهما أمام مساءلة قانونية، بعد أن فجّر فيلم وثائقي يعرض حاليًا على منصة “نتفليكس” جدلًا واسعًا حول إضافة شاطئ رملي خاص إلى ممتلكاتهما الفخمة دون إخطار السلطات المحلية.
القضية التي بدأت بعرض مشاهد رومانسية للزوجين وهما يستمتعان بوقتهما في عقارهما الريفي، تحولت بسرعة إلى ملف تحقيق رسمي، وفتحت باب التساؤلات حول مدى احترام أسرة بيكهام للقوانين الصارمة الخاصة بتنظيم البناء والتخطيط في الأرياف البريطانية.

المشهد الذي أشعل القضية: شاطئ لم يكن في الحسبان
بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية، تعود جذور الأزمة إلى مشهد قصير ظهر في الوثائقي الجديد، يظهر فيه الزوجان بجوار شاطئ رملي يحيط بجزء من بحيرة صناعية داخل العقار، ما أثار دهشة الجيران الذين لم يكونوا على علم بوجود هذه الإضافة، ولم تكن مدرجة في المخططات الأصلية التي وافق عليها المجلس المحلي سابقًا.
الوثائقي، الذي يفترض أنه يسلط الضوء على حياة آل بيكهام الخاصة والمهنية، كشف دون قصد عن تعديل غير معلن في تصميم البحيرة، مما دفع بعض السكان إلى تقديم بلاغ رسمي للجهات المختصة، مطالبين بتوضيح قانونية هذا التعديل المفاجئ.
قوانين تخطيط صارمة… والبيكهام تحت المجهر
العقار الذي يقع في منطقة ويست أوكسفوردشاير، والمعروف بطابعه الريفي المحافظ، يمتد على مساحة تقارب 43 فدانًا، ويُعد واحدًا من أكثر الممتلكات خصوصية في المنطقة. وقد حصل آل بيكهام في عام 2021 على ترخيص رسمي بحفر البحيرة، شريطة الالتزام بتعليمات واضحة تتضمن الإبقاء على الطبيعة العضوية للمكان، وزراعة محيط البحيرة بأشجار وزهور برية.
إلا أن إدخال أكثر من 1000 قدم مربعة من الرمال البيضاء على حافة البحيرة، كما ظهر في اللقطات، لم يكن من ضمن البنود المعتمدة في طلب التخطيط، ما يثير احتمال وجود انتهاك صريح.
وأكد مجلس منطقة ويست أوكسفوردشاير أنه تلقى بلاغًا رسميًا، وبدأ في التحقيق في احتمال حدوث مخالفة لقوانين التخطيط المحلية، مشيرًا إلى أن التحقيقات ما زالت في مراحلها الأولية، وأنه سيتم التواصل مع الأسرة في حال تم إثبات وجود تجاوزات.

غضب الجيران وردود فعل متباينة
المفاجأة لم تتوقف عند اللقطات، بل تضاعفت مع ردود فعل الجيران، الذين عبروا عن استيائهم مما وصفوه بـ”العبث بالتوازن البيئي والبصري” في منطقة تتسم بطابعها الريفي المحافظ.
ونقلت الصحيفة عن أحد السكان قوله:
“نحن لا نعارض الرفاهية، لكننا نتمسك بهوية المكان. وجود شاطئ رملي في قلب كوتسوولدز لا ينسجم مع طبيعتها ولا مع تاريخها.”
كما أضاف أن السكان لا يرون في الإجراء مخالفة جمالية فحسب، بل انتهاكًا لقيم التخطيط المجتمعي، مشيرين إلى أن ثروات النجوم لا تعطيهم الحق في تجاهل اللوائح.
مصدر مقرب: “الأسرة لم تتلق أي إخطار رسمي”
في المقابل، حاول مصدر مقرب من عائلة بيكهام تهدئة الجدل، مؤكدًا أن الزوجين “ملتزمان بالقوانين بشكل كامل”، وأنهما لم يتلقيا حتى الآن أي إخطار رسمي يفيد بوجود مخالفة.
وأضاف المصدر أن الأسرة منفتحة تمامًا للتعاون مع الجهات المختصة، في حال تبين وجود أي سوء فهم أو خطأ إداري، مؤكدًا احترام آل بيكهام للبيئة والمجتمع المحلي.
ليست الأزمة الأولى… والتاريخ يعيد نفسه
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها آل بيكهام انتقادات تتعلق بتطوير ممتلكاتهم في كوتسوولدز، إذ سبق أن اعترض بعض السكان على مشاريع بناء ملاعب تنس، ومواقف سيارات فاخرة داخل حدود العقار، مما أدى إلى توترات خفية مع المجلس المحلي والسكان.
وفي كل مرة، يتم احتواء الأزمات عبر التفاوض أو تعديل الخطط، إلا أن الظهور العلني للمخالفة هذه المرة، من خلال منصة عالمية، قد يجعل التعامل معها أكثر حساسية من السابق.
بين الحق في الخصوصية… وواجب احترام القانون
القضية تطرح من جديد إشكالية توازن بين حق الأفراد، حتى المشاهير، في تطوير ممتلكاتهم بما يتناسب مع أسلوب حياتهم، وبين واجبهم في احترام القوانين المحلية، خاصة في مجتمعات تتسم بطابع بيئي خاص وموروث ثقافي طويل.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تبقى عائلة بيكهام تحت أعين الإعلام والجيران، في قضية تجمع بين نجومية الشاشة، وقوانين الأرض، وشاطئ رملي ربما لم يكن يُقصد به إثارة كل هذا الغبار.
