باريس – السابعة الاخبارية
الذكاء الاصطناعي، تُعدّ الكرة الذهبية (Ballon d’Or) من أرقى الجوائز الفردية في عالم كرة القدم، ويحلم بها كل لاعب محترف. هذه الجائزة التي تُمنح سنويًا لأفضل لاعب في العالم، تتعدى حدود الإحصاءات والأرقام، وتمتد لتشمل الإنجازات، التأثير، والاستمرارية في الأداء. وفي عام 2025، ومع التطور الكبير في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء اللاعبين، أصبح بالإمكان استخدام هذه التكنولوجيا للتنبؤ بأسماء الفائزين المحتملين، خاصة مع قرب الإعلان الرسمي عن الجائزة الليلة.
في هذا الموضوع، نستعرض توقع الذكاء الاصطناعي لأقرب المرشحين للفوز، ونناقش موقف النجمين العربيين محمد صلاح وأشرف حكيمي من المنافسة، وفرصهما في دخول التاريخ.
الذكاء الاصطناعي يتوقع فوز مبابي بالكرة الذهبية
يدخل محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، سباق الكرة الذهبية هذا العام وهو في قمة مستواه الفني، رغم التحديات التي واجهها خلال الموسم، أبرزها إصابته في بداية عام 2025 وغيابه عن بعض المباريات المهمة مع النادي ومنتخب مصر. ومع ذلك، حافظ صلاح على مكانته بين أفضل اللاعبين في العالم.
الذكاء الاصطناعي عند تحليل أداء صلاح يضعه في المراتب العشر الأولى عالميًا بناءً على عدة معايير:
- عدد الأهداف وصناعتها.
- تأثيره على نتائج المباريات.
- استمراريته على مدار الموسم.
- أداؤه في المباريات الكبيرة، مثل الديربيات ودوري أبطال أوروبا.
صلاح أنهى الموسم بـ23 هدفًا و12 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، وساهم في قيادة ليفربول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا والمنافسة حتى الجولة الأخيرة على لقب الدوري الإنجليزي. هذه الأرقام، وفقًا لنماذج الذكاء الاصطناعي، تضعه ضمن أبرز المرشحين لنيل تصويت قوي.
تأثيره في المنتخب
على صعيد المنتخبات، ورغم أن منتخب مصر لم يحقق لقب كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، فإن صلاح كان القائد الفني والمعنوي للفريق، وقدم أداءً مميزًا في عدة مباريات حاسمة، وسجل أهدافًا مؤثرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
أشرف حكيمي: تألق مستمر ولكن بعيد عن التتويج
دور دفاعي هجومي متوازن
أشرف حكيمي، ظهير أيمن باريس سان جيرمان، قدّم موسمًا مميزًا من حيث الأداء الفردي. سجّل 6 أهداف وصنع 9، وساهم في إحراز الفريق لثلاثية محلية. لكن، ورغم هذا الأداء، إلا أن الذكاء الاصطناعي يضعه خارج الخمسة عشر الأوائل في ترتيب المرشحين للكرة الذهبية.
السبب الرئيسي يعود إلى عاملين:
- قلة تأثير المدافعين، وخاصة الأظهرة، على قرارات التصويت النهائي.
- غياب الأداء الاستثنائي في دوري أبطال أوروبا أو بطولة دولية كبيرة.
حضور قوي مع المنتخب المغربي
حكيمي واصل حضوره القوي مع المنتخب المغربي، ولعب دورًا مهمًا في تصفيات كأس العالم، وشارك في عدة مباريات قوية في كأس الأمم الإفريقية، لكن خروج المغرب من البطولة في ربع النهائي قلّل من فرصه في المنافسة.
المرشحون الأبرز: تحليل الذكاء الاصطناعي
عند تحليل بيانات الموسم لأكثر من 50 لاعبًا، يرشّح الذكاء الاصطناعي القائمة التالية كأقوى 5 مرشحين للفوز بالكرة الذهبية 2025:
1. كيليان مبابي
- هدّاف دوري أبطال أوروبا، وقائد باريس سان جيرمان لتحقيق أول لقب أوروبي في تاريخه.
- 41 هدفًا و18 تمريرة حاسمة.
2. جود بيلينغهام
- موسم خرافي مع ريال مدريد، لعب دور البطولة في فوز الفريق بالدوري ودوري الأبطال.
- أداء ثابت ومؤثر، خاصة في المباريات الكبرى.
3. ليونيل ميسي
- رغم انتقاله للدوري الأمريكي، إلا أن فوزه بكأس كوبا أمريكا مرة أخرى قد يدخله في سباق المنافسة للمرة التاسعة.
4. إيرلينغ هالاند
- حافظ على مستواه التهديفي العالي مع مانشستر سيتي، وسجّل أكثر من 35 هدفًا.
5. فينيسيوس جونيور
- سجل وأبدع في دوري الأبطال، وكان عنصرًا حاسمًا في معظم مباريات ريال مدريد الحاسمة.
الذكاء الاصطناعي وتقييم اللاعبين: كيف يعمل التنبؤ؟
اعتمد النظام المستخدم في التنبؤ هذا العام على نموذج تعلُّم آلي مبرمج لتحليل:
- الأداء الإحصائي: أهداف، تمريرات، تقييمات المباريات.
- التأثير: مدى مساهمة اللاعب في نتائج فريقه.
- الجوائز الفردية والجماعية خلال الموسم.
- التصويت الجماهيري والتفاعل الإعلامي.
هذا النموذج يُحدّث أسبوعيًا، ويمنح كل لاعب “نقاط ترشيح” تتراوح بين 0 و100. وفقًا لهذه الآلية، فإن محمد صلاح حصل على 84 نقطة، بينما حصل حكيمي على 71. أما مبابي فحصل على 96 نقطة، ما يجعله المرشح الأقرب وفقًا للتوقعات التقنية.
صلاح وحلم الكرة الذهبية: هل هو ممكن يومًا؟
رغم أن صلاح اقترب في سنوات سابقة من دخول المراكز الخمسة الأولى، إلا أنه لم يتمكن حتى الآن من الصعود إلى منصة التتويج. ويعود ذلك لعوامل مختلفة، من بينها:
- سيطرة اللاعبين الأوروبيين والأرجنتينيين على مراكز التصويت.
- ضعف أداء منتخب مصر في البطولات القارية الأخيرة.
- قوة المنافسة مع أسماء مثل ميسي، رونالدو، مبابي، وهالاند.
لكنّ ما يُحسب لصلاح هو استمراريته لسبع سنوات متتالية ضمن الأفضل في العالم، وتصدره كل عام قائمة أفضل اللاعبين العرب والأفارقة في الدوريات الكبرى، وهو ما يجعله أقرب لاعب عربي للفوز يومًا ما بالكرة الذهبية، إن حالفه التوفيق في نيل بطولة كبرى مع منتخب مصر أو مع ليفربول.
هل هناك أمل لحكيمي؟
فرص حكيمي في الفوز بالكرة الذهبية تبقى صعبة حاليًا، ليس بسبب ضعف أدائه، بل لأن مركزه كظهير لا يمنحه نفس الضوء الذي يُسلَّط على المهاجمين ولاعبي الوسط الهجومي. ومع ذلك، فإن استمراره في تقديم نفس المستوى العالي، وقيادة المنتخب المغربي إلى إنجاز جديد مثل كأس العالم أو اللقب الإفريقي، قد يفتح له باب المنافسة في المستقبل.
الخلاصة: من الأقرب الليلة؟
استنادًا إلى جميع المؤشرات والتحليلات، يضع الذكاء الاصطناعي كيليان مبابي في صدارة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية 2025، يليه بيلينغهام، ثم هالاند وفينيسيوس. أما محمد صلاح، فيُتوقع أن يدخل ضمن العشرة الأوائل، وربما يحل في المركز السادس أو السابع.
أما أشرف حكيمي، فرغم موسمه الجيد، إلا أن ترتيبه قد لا يتجاوز المركز الخامس عشر.
في النهاية، يبقى التتويج بالكرة الذهبية مزيجًا من الأداء الفردي، الإنجازات الجماعية، والتأثير الإعلامي والسياسي في عالم كرة القدم. لكن بالنسبة للجماهير العربية، يكفي أن ترى نجمين بحجم صلاح وحكيمي ينافسان على أعلى مستوى عالمي، وهو ما يعكس تطور الكرة العربية وقدرتها على الحضور في أكبر المحافل.