مصر -السابعة الإخبارية
يشهد سوق الذهب العالمي حالة من الاستقرار النسبي عند مستويات قياسية، حيث استقرت أسعار المعدن النفيس مساء اليوم الثلاثاء فوق مستوى 3680 دولارًا للأونصة، بينما واصل المعدن الأصفر في مصر التحرك الصاعد، مع اقتراب سعر عيار 21 – الأكثر تداولًا بين المصريين – من مستوى 5000 جنيه للجرام.
أسعار المعدن الأصفر في مصر مساء اليوم
بحسب شاشات التداول المحلية، سجلت أسعار الذهب:
• عيار 24: 5645 جنيهًا للجرام
• عيار 21: 4947 جنيهًا للجرام
• عيار 18: 4240 جنيهًا للجرام
• الجنيه الذهب: 39,576 جنيهًا
وتشير التوقعات إلى أن عيار 21 قد يتجاوز حاجز 5000 جنيه للجرام قريبًا، حال استمرار الصعود العالمي وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار.

خلفية الصعود العالمي
يعود ارتفاع المعدن الأصفر عالميًا إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية، أبرزها:
1. تراجع الدولار الأمريكي قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يترقب المستثمرون خفضًا متوقعًا لأسعار الفائدة. انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالذهب (الذي لا يدر عائدًا)، ما يدفع المستثمرين لزيادة الطلب عليه.
2. تزايد المخاوف الجيوسياسية عالميًا، وهو ما يعزز الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا يحمي الثروات وقت الأزمات.
3. استمرار تدفقات الاستثمار إلى صناديق المعدن الأصفر، حيث أعلن مجلس المعدن الأصفر العالمي أن الصناديق المتداولة عالميًا شهدت تدفقات للشهر الثالث على التوالي في أغسطس، بقيادة الصناديق الغربية.
صناديق الاستثمار تعزز المكاسب
أفاد مجلس المعدن الأصفر العالمي أن أصول الصناديق المدارة ارتفعت إلى مستويات قياسية في نهاية أغسطس، بعدما جذبت الصناديق المدعومة ماديًا بالذهب نحو 5.51 مليار دولار أمريكي خلال الشهر.
وبحسب التقرير، بلغ متوسط حجم التداول في سوق الذهب حوالي 290 مليار دولار يوميًا، ما يعكس حجم السيولة الضخمة التي توجهت للمعدن الأصفر كأداة للتحوط.
الذهب في مصر.. بين الدولار والتضخم
في السوق المصري، لا يرتبط المعدن فقط بحركته العالمية، بل يتأثر بشكل مباشر بتغيرات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار. ومع استمرار الضغوط التضخمية وتزايد الطلب على الذهب كملاذ ادخاري، يترقب المتعاملون تجاوز الأسعار لمستويات غير مسبوقة.
ويؤكد خبراء السوق أن استمرار الطلب المحلي المرتفع، إلى جانب ندرة المعروض نتيجة القيود على الاستيراد، قد يدفع الأسعار إلى موجة جديدة من الارتفاع، خصوصًا مع اقتراب موسم الزفاف وزيادة الإقبال على شراء المشغولات الذهبية.

توقعات الفترة المقبلة
يرى محللون أن المعدن الأصفر قد يظل عند مستويات مرتفعة خلال الشهور المقبلة، مع ترقب الأسواق لما سيسفر عنه اجتماع الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة. فإذا جاء الخفض أكبر من المتوقع (50 نقطة أساس بدلًا من 25 نقطة)، فقد نشهد اندفاعة جديدة للأسعار عالميًا.
أما في مصر، فالوصول إلى 5000 جنيه لعيار 21 قد يكون مسألة وقت، خصوصًا في حال استمرار تراجع العملة المحلية، أو زيادة الطلب الموسمي.
الذهب اليوم يواصل لعب دوره التاريخي كملاذ آمن، سواء للمستثمرين الكبار عالميًا أو للأسر المصرية الباحثة عن أداة لحفظ القيمة. وبينما يترقب الجميع قرارات البنوك المركزية، يبقى المعدن الأصفر في دائرة الضوء، متأرجحًا بين التوقعات الاقتصادية العالمية والتحديات المحلية التي تزيد من بريقه كاستثمار مضمون على المدى الطويل.