الإمارات – السابعة الإخبارية
سجّل الذهب في أسواق الإمارات ارتفاعات جديدة للأسبوع الرابع على التوالي، ليواصل رحلته الصعودية نحو مستويات قياسية غير مسبوقة تاريخياً. وبحسب مؤشرات الأسعار المعلنة في دبي والشارقة، فقد تراوحت الزيادات بين 6 و7.75 دراهم للغرام من مختلف العيارات بنهاية الأسبوع الماضي، مقارنة بأسعاره في نهاية الأسبوع السابق، ليبلغ إجمالي الزيادة السعرية للغرام خلال أربعة أسابيع نحو 37.75 درهماً.
ارتفاعات قياسية جديدة
وصل سعر غرامه من عيار 24 قيراطاً إلى 440 درهماً بزيادة قدرها 7.75 دراهم، فيما بلغ سعر غرام الذهب من عيار 22 قيراطاً 407.25 دراهم بزيادة 7 دراهم. أما سعر الغرام من عيار 21 قيراطاً، الأكثر تداولاً بين المستهلكين، فقد ارتفع إلى 390.75 درهماً بزيادة مماثلة، في حين بلغ سعر الغرام من عيار 18 قيراطاً 334.75 درهماً بزيادة قدرها 6 دراهم.
بهذا المسار التصاعدي، يكون المعدن الأصفر قد حقق ارتفاعاً متواصلاً على مدى شهر كامل، الأمر الذي عزز من موقعه كأحد أبرز الملاذات الاستثمارية الأكثر أماناً في ظل تقلبات الأسواق العالمية، والتوقعات بمزيد من الزيادات خلال الفترة المقبلة.
إقبال على السبائك
رغم الارتفاعات الكبيرة، لم تتراجع شهية المتعاملين نحو شراء الذهب، بل اتجه العديد منهم إلى اقتناء السبائك أملاً في الاستفادة من استمرار الصعود.
وقال زايد اليافعي، مسؤول المبيعات في محل «بازلت للمجوهرات»: “رغم مواصلة أسعار الذهب تسجيل مستويات قياسيةجديدة، فإن ذلك حفز عدداً من المتعاملين على شراء السبائك، أملاً في تحقيق مكاسب إضافية في حال استمرار الارتفاع خلال الفترةالمقبلة”.
وأشار اليافعي إلى أن بعض المستهلكين يفضلون الشراء حالياً من المشغولات الذهبية، خصوصاً المرتبطين بمناسبات اجتماعية مثل الأعراس، وذلك تحسباً لمزيد من الارتفاعات، مما يدفعهم لاقتناص الفرصة في الوقت الحالي.
ثقة أكبر في الذهب كاستثمار
من جهته، أكد محمد قاسم الصراف، مدير محل «مجوهرات الصراف»، أن المكاسب السعرية المتتالية رفعت ثقة المتعاملين في الذهب كأداة للادخار والاستثمار على حد سواء. وأضاف: “شهدنا خلال الأسابيع الأخيرة زيادة في الإقبال على شراء السبائك،خصوصاً من الأوزان المتوسطة، في ظل توقعات دولية تشير إلى إمكانية تسجيل الذهب لمستويات سعرية جديدة قبل نهاية العامالجاري”.
ولفت الصراف إلى أن عدداً كبيراً من المتعاملين يتبعون استراتيجية الانتظار والبيع لاحقاً، حيث يقومون بشراء السبائك حالياً والاحتفاظ بها حتى تحقق الأسعار قفزات إضافية، ثم إعادة بيعها لتحقيق فروق سعرية مجزية.

تباين بين المشغولات والسبائك
وفي السياق ذاته، أوضح روني سالم، مسؤول المبيعات في محل «مجوهرات ياس»، أن الطلب على السبائك الذهبية ارتفع بشكل ملحوظ مقارنة بالمشغولات. وقال: “المستهلكون باتوا أكثر ميلاً للتركيز على شراء السبائك لأغراض الادخار أو الاستثمار طويل الأمد،بينما تشهد حركة المشغولات بعض البطء نتيجة ترقب الكثيرين لانخفاضات سعرية قد تتيح لهم الشراء بأسعار مناسبة”، مضيفاً أن المشغولات الذهبية عادة ما ترتبط بالمناسبات الاجتماعية، وهو ما يجعل وتيرة شرائها أكثر تذبذباً مقارنة بالسبائك.
عوامل داعمة لارتفاع الذهب
يرجع الخبراء ارتفاع أسعاره إلى عدة عوامل دولية، أبرزها تراجع الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، إضافة إلى توقعات قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل، وهو ما يعزز الطلب على المعدن الأصفر. كما أن التوترات الجيوسياسية وتزايد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، أسهمت بدورها في رفع مكانة الذهب كملاذ آمن.
الذهب والادخار المحلي
في الإمارات، يُنظر إلى الأصفر ليس فقط كزينة أو كعنصر أساسي في المناسبات الاجتماعية، بل أيضاً كوسيلة مضمونة للادخار وحفظ القيمة. ومع استمرار الأسعار في الصعود، بات الكثيرون من المقيمين والمواطنين ينظرون إلى السبائك كاستثمار قصير أو متوسط الأمد، يمكن أن يحقق لهم أرباحاً مجزية إذا استمرت الأسعار في النمو.
توقعات المرحلة المقبلة
يتفق محللو أسواق الذهب على أن المعدن الأصفر مقبل على مرحلة من التقلبات السعرية، لكنها تميل في مجملها إلى الاتجاه الصعودي. وتؤكد مؤشرات الأسواق أن الطلب سيظل قوياً، سواء من قبل المستثمرين الأفراد الذين يسعون للتحوط ضد التضخم، أو من المؤسسات المالية التي تعيد توزيع محافظها الاستثمارية لصالح الأصول الآمنة.
أربعة أسابيع متتالية من الارتفاع جعلته حديث الشارع الاقتصادي في الإمارات، ووجهة رئيسية للباحثين عن الاستثمار الآمن. وبينما تتراوح الخيارات بين المشغولات والسبائك، تبقى الأخيرة الأكثر جذباً للمستثمرين الباحثين عن مكاسب سعرية مستقبلية. ومع استمرار العوامل العالمية الداعمة لارتفاع المعدن الأصفر، يبدو أن رحلته نحو مستويات جديدة لم تصل بعد إلى محطتها الأخيرة.