مصر – السابعة الإخبارية
دينا.. في خطوة أثارت الجدل وفتحت باب النقاش حول الفن والهوية الثقافية، أطلقت الفنانة والراقصة المصرية دينا أكاديميتها الجديدة لتعليم الرقص الشرقي والمعاصر، مؤكدة أن المشروع لا يهدف فقط إلى تدريب الراقصين، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم دعم نفسي وإنساني عبر الرقص العلاجي.
ورغم الانتقادات التي واجهتها فور الإعلان عن المشروع، تمسكت الفنانة برؤيتها، مشددة على أن الأكاديمية ليست مجرد مدرسة رقص، بل كيان فني وعلاجي متكامل يستند إلى خبرة طويلة وتجربة فنية ثرية.

أكاديمية بمفهوم مختلف: الرقص كعلاج
في تصريحات متلفزة، أوضحت دينا أن الرقص ليس مجرد حركات جسدية، بل فن له رسالة وتأثير عميق على الصحة النفسية، مشيرة إلى أن الأكاديمية الجديدة تتعاون مع أطباء نفسيين متخصصين لتقديم برامج علاجية من خلال الرقص، تستهدف مساعدة الأفراد في التغلب على الاكتئاب والضغوط النفسية.“الناس مش واخدة بالها إن الرقص العلاجي بيستخدم في علاج الاكتئاب، وده مش كلامي، ده علم”، قالت دينا في ردها على موجة الهجوم.
وأكدت أن الأكاديمية تسعى لتوفير مساحة آمنة للنساء والرجال من مختلف الأعمار لاكتشاف ذواتهم والتعبير عن مشاعرهم، عبر الرقص كوسيلة تحرّر نفسي وبدني.
معايير عالمية وتنوع في البرامج
حرصت دينا على أن تحمل الأكاديمية بُعدًا أكاديميًا احترافيًا، حيث أوضحت أن المشروع يشمل تدريس جميع أنواع الرقص، من الشرقي إلى الباليه والهيب هوب، ويضم مدربين متخصصين، بعضهم ذوو خلفيات دولية، بالإضافة إلى أقسام خاصة للأطفال.”فكرة الأكاديمية مش ترفيهية، إحنا شغالين على مستوى عالمي، ومش أي حد يقدر يقدم ده”، بحسب ما صرّحت به دينا.
كما أشارت إلى أن الهدف الأساسي هو تخريج جيل جديد من الفنانين المدربين على أسس علمية، وقادرين على تمثيل مصر بفخر في المهرجانات والمحافل الفنية العالمية.
رد حاسم على الانتقادات: “ليه الهجوم عليّ أنا بس؟”
وفي سياق متصل، عبّرت الفنانة عن استيائها من الانتقادات والبلاغات القضائية التي وُجهت ضدها بعد افتتاح الأكاديمية، حيث تلقت اتهامات بنشر “الفسق والفجور”، وهو ما اعتبرته حملة ممنهجة تستهدف مشروعًا فنّيًا جادًا.”في 120 مدرسة رقص موجودة في مصر، ليه كل الهجوم عليّ أنا؟”، تساءلت دينا، مضيفة: “الفرق إني بقدمه بشكل أكاديمي، وباحترام، وبخبرة سنين طويلة”.
ورأت أن هذه الانتقادات تعكس نظرة سطحية للفن، داعية إلى التعامل مع الرقص باعتباره جزءًا من الثقافة المصرية، وليس مجرد استعراض.

البعد الاقتصادي والسياحي للمشروع
لم تقتصر الفنانة على البعد الفني فقط، بل أكدت أن الأكاديمية تمثل أيضًا مشروعًا وطنيًا ذا بعد اقتصادي، من خلال قدرتها على جذب طلاب من خارج مصر، وبالتالي دعم السياحة الثقافية، والمساهمة في جذب العملة الصعبة.”إحنا بنشتغل على حاجة ممكن تجيب دخل للبلد… الناس بتيجي تتعلم الرقص الشرقي في مصر من كل دول العالم، وده نوع من السياحة الفنية اللي لازم ندعمها”، بحسب ما أوضحت.
وشدّدت الفنانة على أن الرقص جزء من القوة الناعمة لمصر، وأنها كفنانة ترى نفسها مسؤولة عن تقديم هذا الفن بطريقة تحفظ كرامته وتاريخه.
دعم الأسرة… وصورة مختلفة للفن
من الملفت في هذه القصة أيضًا، أن شقيقة الفنانة المنتقبة كانت من ضمن من علقوا على افتتاح الأكاديمية، مؤكدة في تصريحات صحفية أن “أختي محتاجة وقت أكتر للتقرب إلى الله”، وهو ما رأى البعض أنه يعكس التباين داخل المجتمع المصري في فهم الفن والدين.
لكن دينا لم تدخل في أي جدال، مؤكدة أن كل إنسان له طريقه الروحي الخاص، وأن الفن لا يتعارض مع الإيمان، بل يمكن أن يكون وسيلة للتقرب من الذات ومن الله أيضًا.
الختام: مشروع لصناعة الأمل والهوية
في نهاية تصريحاتها، شددت دينا على أن مشروع الأكاديمية هو محاولة لصناعة الأمل من خلال الفن، وإعادة الاعتبار للرقص الشرقي كفن أصيل له جذور ثقافية وإنسانية.
“إحنا مش بنعلّم ناس ترقص، إحنا بنصنع فنانين حقيقيين، وبنقدّم للعالم صورة راقية عن مصر”، قالت دينا، مضيفة أن الفن الحقيقي لا يمكن محاربته، بل يجب دعمه وتشجيعه.
ومع هذه المبادرة المثيرة للجدل، يبدو أن دينا قررت أن تكون صاحبة مشروع ثقافي متكامل، يدمج بين الفن والعلاج والهوية، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مساحات إبداعية آمنة في العالم العربي.
