دبي، محمد الصو – السابعة الاخبارية
الست، شهدت دبي لحظة سينمائية غير مسبوقة، حيث عرض برومو فيلم الست على واجهة برج خليفة، في خطوة دعائية مبتكرة تمهد لطرح الفيلم رسميًا يوم 11 ديسمبر. هذه التجربة لم تكن مجرد إعلان، بل كانت احتفاءً بصوت وأيقونة عربية خالدة: أم كلثوم، التي يمثلها على الشاشة الكبيرة النجمة المصرية منى زكي، في رحلة سينمائية تمتد لساعتين ونصف تجمع بين التاريخ، الفن، والأداء المكثف.
الفيلم الجديد يعد من أبرز الإنتاجات السينمائية الجماعية في العالم العربي، إذ يسلط الضوء على الجوانب الإنسانية لأم كلثوم قبل أيقونتها الفنية، ليمنح الجمهور فرصة لرؤية “الست” ليس فقط كنموذج فني، بل كإنسانة عاشت تحديات الحياة، الصعود، والصراعات الشخصية التي شكلت شخصيتها ومسيرتها.
الست على برج خليفة… تجربة بصرية استثنائية
اختيار برج خليفة لعرض البرومو لم يكن صدفة؛ فهو المعلم الأشهر في دبي وواحد من أبرز رموز الحداثة العالمية، ليصبح منصة استثنائية لعرض الفيلم الذي يعيد تعريف تجربة السينما الجماعية. الفيديو الذي وثقته منى زكي عبر حسابها على “إنستغرام” أظهر البرومو الضخم على أعلى مبنى في العالم، مما خلق تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، وأعاد الأضواء إلى الإنتاجات السينمائية الجماعية بعد فترة هيمنت فيها الأعمال الفردية الصغيرة.
المشهد لم يكن مجرد عرض دعائي، بل رسالة عن قوة السينما العربية وقدرتها على تقديم تجارب مشتركة وملهمة للجمهور المحلي والدولي، كما أكدت ردود الفعل العالمية، التي وصفته بأنه احتفاء بالتراث الفني والثقافي العربي على منصة عالمية.

الست بين الإنسانية والأيقونة… رؤية جديدة لأم كلثوم
يركز فيلم “الست” على الجوانب الإنسانية لشخصية أم كلثوم، بعيدًا عن الصورة الكلاسيكية المعروفة للجمهور، مستعرضًا التحديات التي واجهتها في حياتها الشخصية ومسيرتها الفنية، والعلاقات التي شكلت مسارها، لتقديم رؤية متكاملة عن رمز موسيقي وثقافي عالمي.
الفيلم يكشف عن لحظات ضعف وقوة، نجاحات وإخفاقات، مما يجعل المشاهد يتعرف على “الست” كإنسانة حقيقية، وليس مجرد أسطورة. وهذا الطرح أعاد الاعتبار للجانب البشري في حياة النجوم، وجعل من السرد السينمائي تجربة قريبة من المشاعر اليومية، ومليئة بالتفاصيل التي تغني فهم الجمهور لتاريخ الموسيقى العربية.
نجوم الفن يجتمعون في تحفة سينمائية جماعية
ضم فيلم “الست” نخبة من النجوم العرب، حيث تجسد منى زكي دور أم كلثوم، فيما يلعب كريم عبد العزيز دور شريف صبري باشا، وأحمد حلمي يظهر كضابط شرطة عاشق لأغاني الست، بينما يؤدي عمرو سعد دور الزعيم جمال عبد الناصر، ومحمد فراج دور الشاعر أحمد رامي. كما يشارك سيد رجب بدور الشيخ إبراهيم البلتاجي والد أم كلثوم، وتامر نبيل بدور الملحن الراحل محمد القصبجي، إلى جانب عدد آخر من النجوم مثل نيللي كريم، أمينة خليل، وآسر ياسين.
هذا التجمع السينمائي الضخم يؤكد على قوة العمل الجماعي في إعادة صياغة تاريخ الفن العربي، ويضع معيارًا جديدًا للإنتاجات الكبرى التي تتطلب أداءً مركبًا وسردًا دقيقًا لتقديم شخصية أيقونية بحجم “الست”.
أحمد مراد ومروان حامد… توليفة إبداعية تناسب رمزًا عربياً
كتب أحمد مراد قصة الفيلم، فيما أشرف مروان حامد على الإخراج، ما أضفى للعمل توازنًا بين الدقة التاريخية والإبداع الفني. النتيجة هي تجربة سينمائية متكاملة، تجمع بين سرد مشوق، أداء تمثيلي مكثف، وإحساس عميق باللحظة التاريخية التي عاشتها “الست”.
الفيلم لا يقتصر على عرض حياة أم كلثوم الفنية، بل يقدم جانبها الإنساني والعلاقات التي صنعتها، بما يجعل الجمهور العربي والعالمي يتعرف على أسطورة الموسيقى من منظور جديد، يوازي تأثيرها الفني في المنطقة.
تفاعل عالمي وحفاوة استثنائية
لم يقتصر التفاعل على الجمهور العربي، بل امتد إلى الإعلام الدولي، حيث أشادت تيلدا سوينتون بالفيلم، معتبرة التجربة دليلًا على قدرة السينما العربية على جمع المشاهدين في تجربة مشتركة ومؤثرة، وإظهار التراث الفني العربي على منصة عالمية بطريقة مبتكرة.
عرض هذا المنشور على Instagram
هذا الاهتمام الدولي يعكس قيمة الإنتاج السينمائي الجماعي، ويثبت أن الأعمال التي تمزج بين السرد التاريخي الدقيق والأداء التمثيلي المكثف قادرة على المنافسة على الساحة العالمية، وإبراز الثقافة العربية بأسلوب حديث وجذاب.
توقعات واسعة بإقبال الجماهير
مع قرب طرح الفيلم رسميًا يوم 11 ديسمبر، يتوقع أن يجذب فيلم “الست” جمهورًا واسعًا، خاصة عشاق السينما الكلاسيكية، ومحبي توثيق حياة الشخصيات التي صنعت تاريخ الفن العربي. كما يمثل العمل عودة الإنتاجات الجماعية الضخمة بعد فترة طويلة هيمنت فيها الأفلام الفردية الصغيرة.
المتابعون يترقبون رؤية منى زكي في دور أم كلثوم، وكيف استطاعت نقل شخصية أيقونة عربية بصدق وأداء استثنائي، وسط توليفة من النجوم الذين أضفوا عمقًا وحيوية على أحداث الفيلم.
الست وبرج خليفة… لقاء بين الأصالة والحداثة
اختيار برج خليفة لعرض البرومو يعكس رمزية الحدث: الأيقونة العربية تتجسد على أعلى مبنى في العالم، كرمز للتميز، العظمة، والتاريخ الحي. هذه الخطوة لم تكن مجرد إعلان تجاري، بل رسالة سينمائية عن مكانة الفن العربي وقدرته على التأثير عالميًا، وعن قدرة التراث على الالتقاء مع الحداثة في أبهى صورها.

خلاصة: تجربة سينمائية عربية لا تُنسى
فيلم “الست” ليس مجرد فيلم عن أم كلثوم، بل هو احتفاء بالثقافة العربية، بالتاريخ، وبالقدرة على الإبداع الجماعي. البرومو على برج خليفة أعطى لمسة عالمية للعمل، مؤكداً أن السينما العربية قادرة على تقديم تجارب جماعية مؤثرة، تجمع بين السرد التاريخي، الأداء الفني المتميز، والرؤية الإنسانية العميقة.
مع اقتراب العرض الرسمي، يترقب الجمهور لحظة مشاهدة أم كلثوم على الشاشة الكبيرة في تجربة جديدة، تليق برمز فني لا يموت، وبنجمة مصرية استطاعت أن تقدم شخصية أيقونة بحرفية وإتقان: منى زكي، نجمة “الست” الحقيقية على الشاشة وعلى برج خليفة.
