مصر – السابعة الإخبارية
السكر الدايت.. حذّرت الدكتورة جيهان فؤاد، العميد السابق للمعهد القومي للتغذية المصري، من الاستخدام المفرط لبدائل السكر المعروفة تجاريًا بـ“السكر الدايت“، مؤكدة أنهذا الاتجاه الذي بات شائعًا لدى كثير من الناس لا يُعد خيارًا صحيًا على المدى الطويل كما يُشاع، بل قد يحمل مخاطر خفية على الجسم، كشفتعنها دراسات حديثة وموثوقة.
وجاءت تصريحاتها خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين رشا مجدي وعبيدة أمير في برنامج «صباح البلد» الذي يُعرض على قناة «صدى البلد»،حيث ناقشت د. جيهان فؤاد المفاهيم الخاطئة التي تنتشر في المجتمع بشأن التغذية الصحية، وخصوصًا ما يتعلق بمحاولة تقليل استهلاك السكر.

الاعتقاد الخاطئ: استبدال لا تقليل لـ السكر الدايت
أكدت فؤاد أن الدعوات المتكررة من منظمات الصحة لتقليل استهلاك السكر الأبيض تم تفسيرها بشكل خاطئ من قِبل كثيرين، حيث ظن البعض أنالاستغناء عن السكر العادي يمكن تعويضه بشكل كامل باستخدام السكر الصناعي أو بدائل السكر “الدايت“، بل وبدأ البعض في الإفراطباستخدام هذه البدائل في إعداد الحلويات والمخبوزات والمشروبات اليومية.
وأضافت: “ما يحدث أن بعض الناس باتوا يعتمدون على السكر الدايت في نظامهم الغذائي بشكل شبه كامل، وهو أمر غير صحي على الإطلاق،خاصة عند استخدام كميات كبيرة منه لفترات طويلة، دون وعي بتركيبته وتأثيره الفسيولوجي على الجسم“.

نتائج علمية مقلقة
ولفتت إلى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت في الآونة الأخيرة تحذيرًا رسميًا بشأن الاستخدام غير المنضبط لمحليات الدايت، وذلك بعد أن أظهرتأبحاث علمية متعددة أن الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى زيادة الرغبة في استهلاك السكريات العادية، وهو ما يعيد الإنسان إلى نقطة الصفر،ويقوّض أي محاولة جادة لتقليل الاعتماد على السكر.
وأشارت إلى أن بعض الدراسات بيّنت أن بدائل السكر قد تؤثر على مراكز المكافأة في الدماغ، فتزيد من التوق لتناول الحلويات، بدلاً من أن تساعدعلى تقليص هذه الرغبة كما يعتقد البعض.
ليست طبيعية.. فكن حذرًا
وأضافت د. جيهان أن محليات الدايت هي في النهاية مواد كيميائية مُصنعة، تختلف عن السكر الطبيعي في التركيب الكيميائي والتأثير الحيويداخل الجسم. ورغم أنها قد لا تحتوي على سعرات حرارية أو تحتوي على سعرات منخفضة جدًا، فإن استهلاكها المستمر قد يؤدي إلى ظهورأعراض جانبية مع مرور الوقت، لا سيما في ظل وجود مؤشرات طبية تربط بعضها بتغيرات في مستوى الإنسولين، والتمثيل الغذائي، وحتى تأثيراتعلى صحة الأمعاء والميكروبيوم.
البدائل الطبيعية.. الحل الأكثر أمانًا
وفي خضم هذه المخاوف، قدمت العميدة السابقة للمعهد القومي للتغذية حلاً بديلاً وآمنًا، يتمثل في تقليل الاعتماد على السكر عمومًا، سواء كانطبيعيًا أو صناعيًا، مع محاولة الاعتماد على بدائل طبيعية لتحسين نكهة المشروبات، مثل القرنفل، والحبهان، والمستكة، وهي مواد طبيعية يمكن أنتضيف نكهة مميزة للمشروبات دون الحاجة إلى استخدام السكر أو محلياته.
وأوضحت أن تدريب الذوق الشخصي على التكيف مع نكهات أقل حلاوة يُعد خطوة مهمة نحو حياة غذائية أكثر توازنًا. “الأمر يبدأ بالتدرّج“، تقولفؤاد، “فمع الوقت يمكن للجسم والعقل التكيف مع نكهات طبيعية غير مسكرة، وهو ما يحسّن الصحة العامة ويقلل من مخاطر السمنة وأمراض القلبوالسكري“.
التوازن هو المفتاح
وفي ختام مداخلتها، شددت فؤاد على أهمية الوعي الغذائي، وأكدت أن الحل لا يكمن في استبدال مادة بأخرى دون فهم، بل في تبنّي نمط غذائيمتوازن، يعتمد على تقليل السكريات والدهون المصنعة، والإكثار من المكونات الطبيعية الطازجة. وأوضحت أن تناول كميات معتدلة من السكرالطبيعي في إطار نظام غذائي متوازن لا يشكّل خطرًا في حد ذاته، إذا ما تم ذلك دون مبالغة أو إفراط.
وقالت: “الغذاء ليس فقط طعمه، بل أثره.. والصحة الحقيقية تبدأ من الطبق الذي نضعه أمامنا كل يوم“.
وأضافت: “ما يحدث أن بعض الناس باتوا يعتمدون على السكر الدايت في نظامهم الغذائي بشكل شبه كامل، وهو أمر غير صحي على الإطلاق،خاصة عند استخدام كميات كبيرة منه لفترات طويلة، دون وعي بتركيبته وتأثيره الفسيولوجي على الجسم“.
وكان أكد من قبل الدكتور عبدالعزيز العثمان دكتور السكري السعردي بأن “سكر الدايت” تزيد حلاوته عن السكر العادي بـ 600 ضعف، وهو فاتح للشهية وخيار غير صحي.
“د. عبدالعزيز العثمان”:
“سكر الدايت” تزيد حلاوته عن السكر العادي بـ 600 ضعف، وهو فاتح للشهية وخيار غير صحي.
pic.twitter.com/jPBWj6EOnF— هاشتاق السعودية (@HashKSA) April 15, 2022